استطاعت تركيا غزو السوق المصرية ببضائعها، رغم الخلاف السياسي بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة أوكلاند الأميركية مصطفى شاهين، إن البضائع التركية عجّت بالسوق المصرية رغم الخلاف، بسبب اقتراب الثقافة المصرية من التركية.
وأوضح شاهين أن التجار الأتراك تمكنوا من النفاذ للسوق المصرية بشكل جيد.
السوق المصرية
وأضاف: “تركيا تمكنت من هذا الأمر نظرًا للإلمام الجيد جدا لدى الأتراك بثقافات الشرق الأوسط، لأنها دولة شرق أوسطية في النهاية، مع تميز إنتاجها خاصة الأدوات المنزلية والملابس والأحذية، حتى بات كثير من المصريين يطلبون البضائع التركية بالاسم”.
وأكد شاهين أن حجم تجارة مصر مع تركيا مقارنة مع حجم تجارتها مع العالم يعد كبيرا، والعكس بالنسبة لتركيا التي يعد حجم تجارتها مع مصر مقارنة بالعالم ضئيلا، لافتًا إلى أن الأتراك ينوعون مراكز الصادرات.
وأكد الأكاديمي الاقتصادي أن المتوقع بعد التحسن في العلاقات أن تزيد الصادرات التركية بشكل أكبر إلى السوق المصري، خاصة مع تراجع قيمة الليرة.
وأشار إلى أن أمام مصر كذلك فرصة لزيادة النفاذ للأسواق التركية بسلع تناسب الأجواء الدافئة مثل الموالح والزيتون والرمان والتمور التي لا تتم زراعتها في الجو البارد.
مضاعفة الصادرات
يشار إلى أن قيمة الصادرات التركية إلى مصر خلال العام الماضي بلغت 4.5 مليارات دولار، بزيادة 44.2% مقارنة بـ2020.
في حين بلغت قيمة وارداتها من مصر 2.2 مليار دولار بزيادة 28.4%، بحسب بيانات وزارة التجارة التركية.
كما أن الشركات التركية لديها استثمارات تزيد على ملياري دولار في مصر.
ويبدو أن قطار التطبيع سيتسارع بين تركيا ومصر خلال المرحلة المقبلة، إذ أن المباحثات الاستكشافية التي انطلقت العام الماضي، أعقبها هذا العام لقاء العاصمة أنقرة، بين رجال أعمال أتراك ومصريين يترأسهم كلّ من رئيس اتحاد الغرف التجارية والبورصات التركي رفعت هصارجيكلي أوغلو، وآخرين مصريين يتزعمهم رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصري إبراهيم العربي.
وتزامنت زيارة الوفد المصري إلى أنقرة، مع جهود البلدين لتطبيع علاقاتهما التي كانت تسودها القطيعة السياسية منذ الانقلاب العسكري الذي شهدته مصر عام 2013، وأطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطياً في تاريخ البلاد.
وحافظت أنقرة على موقفها القائل بأن رئيس منتخب ديمقراطياً لا يمكن الإطاحة به عن طريق انقلاب عسكري، وبالتالي فقد أعربت عن انتقادها للسيسي وداعميه، بما في ذلك الغرب وبعض خصوم أنقرة في منطقة الخليج.