دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حلف شمال الأطلسي الناتو بتوضيح موقفه من الازمة بين روسيا وأوكرانيا مشيرا إلى أن الجميع يكتفي بإدلاء تصريحات دون إجراء فعلي.
وقال الرئيس في تصريحات له إنه سيتشاور مع الحلفاء في الناتو بشأن الوضع الحالي الذي يهدد أمن واستقرار البحر الأسود.
وأعلن أنه سيواصل الدبلوماسية الهاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أملا في تحقيق نتائج إيجابية بشأن الأزمة مع أوكرانيا.
وأعرب أردوغان عن أمله أن تعود روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت.
وأعلنت الولايات المتحدة ودول غربية جملة من العقوبات على روسـيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، في حين قالت واشنطن إنها حركت قوات ومعدات عسكرية شرقا نحو منطقة البلطيق، كما أعلنت كييف استدعاء جيش الاحتياط.
فيما من المقرر أن تعقَد في وقت لاحق اليوم الأربعاء جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن ما وصف بأنه الوضع في “الأراضي المحتلة مؤقتا” بأوكرانيا.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، فرض عقوبات على مؤسستين ماليتين روسيتين وعلى الديون السيادية الروسية، ردا على الإجراءات التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي عدّها بايدن بداية غزو روسي لأوكرانيا.
وأكد بايدن -في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض- أنه سيتم أيضا فرض عقوبات على نخب روسية وأفراد عائلاتهم الذين يستفيدون من سياسات الكرملين، وتعهد بايدن بفرض عقوبات أشد إذا واصلت روسيا تصعيدها.
وأضاف أن ذلك يعني قطع وصول الحكومة الروسية إلى التمويل الغربي، ولم يعد بإمكانها جمع الأموال من الغرب، ولا يمكنها تداول ديونها الجديدة في الأسواق الأميركية أو الأوروبية.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن خطة بوتين كانت دوما اجتياح أوكرانيا وجعلها جزءا من روسيا، وإن هذا أكبر تهديد في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وأضاف -في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني في كييف- أن العقوبات الأميركية ستحرم الحكومة الروسية من دخول أسواق المستثمرين الأساسيين.
اقرأ أيضا/ تركيا تعلق على قرار روسيا بالاعتراف بجمهوريتين في شرق أوكرانيا
وفي وقت سابق أكدت أوكرانيا ان جنديين قتلا وأصيب 12 في قصف شنه انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في حين أعلنت روسـيا أنها مستعدة للمفاوضات.
وأوضح الجيش الأوكراني أنه سجل 84 ظرفا لقذيفة أطلقها الانفصاليون الذين يقول إنهم فتحوا النار على نحو 40 منطقة سكنية بطول الشريط الحدودي مستخدمين المدفعية الثقيلة.
وأشار إلى أن هذه الحصيلة هي أعلى حصيلة للضحايا منذ بداية العام، وذلك مع تزايد وتيرة انتهاكات وقف إطلاق النار.
وعلى الجهة المقابلة زادت ردود الفعل الدولية المنددة باعتراف روسيا رسميا بجمهوريتين انفصاليتين شرق أوكرانيا، خاصة مع دخول قوات من الجيش الروسي إلى “دونيتسك” و”لوغانسك”، ما يعقد الأزمة بين موسكو وكييف، وينذر بتصعيد عسكري غير مسبوق في القارة الأوروبية.
وأعربت دول عديدة، أبرزها بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا، عن إدانتها الشديدة لقرار روسـيا الاعتراف رسميا باستقلال جمهوريتي “دونيتسك” و”لوغانسك” شرقي أوكرانيا، أما رتركيا فاكتفت برفض القرار الروسي.
بدورها شددت روسيا الثلاثاء أنها لا تزال “مستعدة” لعقد مفاوضات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي من المقرر أن يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف الخميس، بعد اعتراف موسكو بمنطقتين انفصاليتين مواليتين لها في شرق أوكرانيا.
وصرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تعليقات نُشرت على منصة يوتيوب، بأنه “حتى في اللحظات الأكثر صعوبةً… نقول: نحن مستعدّون لآلية مفاوضات، لذلك موقفنا بقي نفسه (…) لا نزال نؤيد سلوك المسار الدبلوماسي”.
وأكدت وزارة الخارجية التركية، رفضها قرار روسيا الاعتراف رسميا بـ”جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” في شرق أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان، إنه لا يمكن قبول القرار الروسي الأخير إذ يتعارض مع اتفاقيات مينسك، ويشكل انتهاكا للسيادة والوحدة السياسية والجغرافية لأوكرانيا.
وجددت الخارجية تمسكها بالحفاظ على الوحدة السياسية والجغرافية لأوكرانيا، داعية كافة الأطراف المعنية لضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي.
اقرأ أيضا/ بيان هام من الخطوط التركية بشأن الرحلات الجوية إلى أوكـرانيا
وسبق أن كشف تقرير لشبكة سي أن أن الأمريكية عن السيناريو المتوقع للحرب التي أوشكت على الاندلاع.
وأظهر التقرير أن روسيا أنشأت نقاط ضغط على أوكرانيا من ثلاث جهات، هى: شبه جزيرة القرم فى الجنوب، وعلى الجانب الروسى من حدود البلدين، وفى بيلاروسيا شمالا.
ولفت إلى أن القوات الروسية قد انتشرت انتشارا كبيرا في جبهة شبه جزيرة القرم بنحو أكثر من 550 خيمة عسكرية ومئات المركبات وصلت من روسيا لشمال سيمفيروبول عاصمة القرم.
وأوضح أن القرم التي ضمتها روسيا في 2014 تشكل نقطة انطلاق طبيعية لأى عملية عسكرية جديدة لها، لكن من غير الواضح ما إذا كانت موسكو ستحاول بدء تحرك إلى أوكرانيا من شبه جزيرة القرم ام لا.
وبين التقرير تزايد المخاوف أيضا بعد حشد عدد كبير من القوات الروسية فى بيلاروسيا، الدولة المتحالفة مع موسكو والتى يمكن أن تشكل ممرا آخرا للدخول إلى أوكرانيا .
ووفق مراقبين فإن هذا الانتشار الروسي الرهيب على حدود أوكرانيا هو الأكبر منذ الحرب الباردة، فمنذ بداية فبراير فقد نشرت روسيا 30 ألف جندى، وقوات العمليات الخاصة سبيتسناز، وطائرات مقاتلة بما فى ذلك سو -35، وصواريخ إسكندر ذات القدرة المزدوجة وأنظمة الدفاع الجوى إس -400، ومع هذه التعزيزات العسكرية، من المحتمل غزو روسيا أوكرانيا من بيلاروسيا.
وأشار التقرير الأمريكي إلى أن معظم الاهتمام يتركز على منطقتى “دونيتسك” و”لوغانسك” الانفصاليتين حيث تخوض القوات الأوكرانية والانفصاليون المدعومون من روسيا قتالا منذ 2014.
وأبرز التوقعات للمختصين الذين يراقبون التحركات الروسية هو أن تقوم روسيا بتعزيز القوة العسكرية التى تمتلكها بالفعل فى المنطقة، اﻷمر الذي يجعل شرق أوكـرانيا أسهل موقع يمكن من خلاله شن الغزو.
المصدر: تركيا الان