عادت معاهدة مونترو إلى الواجهة مجددا، مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، والموقف التركي من تنظيم حركة المضائق.
وتنفّذ روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وهو ما دفع الأخيرة لمطالبة تركيا بإغلاق المضائق أمام السفن الروسية.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو إلى أن بلاده قد تغلق المضائق أمام السفن الحربية في حال أقرت بوجود حالة حرب بين روسيا وأوكرانيا.
معاهدة مونترو
وأضاف” “أوكرانيا طالبت بإغلاق المضائق أمام السفن الحربية الروسية، ولكن مواد معاهدة مونترو واضحة للغاية”.
وذكر أن بلاده التزمت بتطبيق الاتفاقية دون تردد، مشيرا إلى أن هناك تدابير يمكن أن تتخذها ضد البلدان المتحاربة في حرب هي ليست طرفا فيها، مع منع عبور السفن الحربية من المضائق.
ونوه إلى أنه يوجد بند في معاهدة مونترو، يشير إلى أنه في حال طلبت البلدان المتحاربة عودة سفنها إلى قواعدها، فيجب السماح لها بذلك.
وقال؛ إن الخبراء الأتراك يدرسون ما إذا كان هناك حالة حرب، وإذا تم إقرار ذلك بشكل قانوني، فسنقوم بمنع عبور السفن الحربية من المضيق.
ونوه إلى أنه “حتى لو أقرت تركيا بذلك، فيحق لروسيا استخدام المضائق وفقا للمواد 19 و20 و21 التي أضافتها إلى اتفاقية مونترو، حيث تنص على السماح للسفن التابعة للبلد المطل على البحر الأسود بالعبور من المضائق، في حال طالبت بالعودة إلى قواعدها”.
وأكد أن ذلك يتطلب أولا من تركيا وصف الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه “حرب”.
غزو روسي
وقال تشاووش أوغلو: “أوكرانيا تصف ما يجري بأنه “غزو روسي”، والسؤال هو: ما الموقف الروسي من توصيف عملياته هناك؟”.
وأضاف: “هل تقوم روسيا باتخاذ إجراء أمني داخل أوكرانيا للقيام بعملية عسكرية في دونباس؟ لأن الأماكن الأولى التي هوجمت مناطق عسكرية ومطارات وقواعد عسكرية.”
وتابع: “روسيا تضرب أماكن استراتيجية، ويقال إنها ضربت أبراج الاتصالات في بعض الأماكن، كما وقع هجوم على مطار كييف، وحراك بري في بعض الأماكن في منطقة خيرسون بالقرب من شبه جزيرة القرم”.
وأضاف أن “أوكرانيا تعرّف ما يجري بأنها عملية عسكرية لاحتلالها بأكملها”.
وفي السياق علّق رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، على طلب السفارة الأوكرانية بأنقرة، إغلاق السلطات التركية للمضائق أمام السفن الروسية، وذلك على خلفية العملية العسكرية التي تنفذها موسكو ضد كييف.
وقال شنطوب إن أحكام معاهدة “مونترو” بشأن تنظيم حركة المضائق واضحة ولا لبس فيها وأن أنقرة تلتزم بها حرفياً.
وأضاف شنطوب أن أنقرة تراعي مبادئ وأحكام معاهدة مونترو بعزم وبشكل واضح، مشدداً على أن بلاده التزمت حرفياً حتى اليوم بأحكام المعاهدة المذكورة، وستواصل ذلك بعد اليوم أيضاً.