عين اصطناعية تركية لطفل سوري قصفه النظام بقنبلة عنقودية

استجابت السلطات التركية لنداء الأب السوري محمد إحسان من أجل تركيب عين اصطناعية لعين طفله اليمنى، التي فقدها قبل عام؛ جراء قنبلة عنقودية ألقتها طائرة تابعة لقوات النظام على منزلهم في محافظة حلب (شمال).

وكان إحسان (37 عاما) وجّه نداء، خلال لقاء له مع الأناضول في 27 أغسطس/ آب الجاري، للمعنيين في ولاية هطاي جنوبي تركيا، حيث يعيش، لعلاج طفله محمود (8 سنوات) وتركيب عين اصطناعية له.

وقال إحسان للأناضول إنه هرب إلى تركيا من مدينة حلب، قبل عام، بعد قصف طائرة لقوات نظام بشار الأسد طال منزله، فأودى بحياة طفله خالد (11 عاما)، وأصابه هو وزوجته وولداه الآخرين.

وأوضح أن القصف أصاب ابنه محمود بجروح عديدة في عينه اليمنى وأجزاء أخرى من جسده، وجرى نقله مستشفيات ميدانية دون الوصول إلى نتيجة إيجابية؛ بسبب نقص الكوادر والإمكانات الطبية

** 6 عمليات جراحية

الأب السوري أضاف أنه بعد محاولات عديدة فاشلة في علاج عين ابنه، قرر المجيء إلى تركيا، بحثا عن الشفاء.

وأوضح أن الأطباء أجروا 6 عمليات جراحية لمحمود في مستشفيات بولايتي هطاي وأضنة (جنوب)، استخرجوا خلال شظايا من جسده، واستهدفت بعض العمليات تهيئة “حجرة عينه”، تمهيدا لتركيب عين اصطناعية.

ولم تقتصر معاناة محمود على جروحه الجسدية، حيث يعاني من “اضطربات نفسية؛ جراء فقدانه البصر في عينه اليمنى”، وفق والده

وأردف إحسان: “ابني يشعر بحزن كبير لدى رؤية نفسه في المرآة، ونحن نزداد حزنا عندما نراه في هذا الوضع.. علمنا أنه بإمكاننا تركيب عين اصطناعية له في مستشفى خاص، لكنه الأمر سيكلفنا 3 آلاف و500 ليرة تركية (نحو ألف دولار أمريكي)، ونحن نعيش في منزل مستأجر، ونحاول التشبث بالحياة”.

وتابع بقوله: “أذهب يوميا، بصحبة ابني، لجمع مخلفات القمامة، مثل الورق وعلب الكروتون والبلاستيك، من حاويات القمامة المنتشرة في الشوارع، لتأمين إجار المنزل ولقمة عيشنا ومبلغ العين الاصطناعية”.

لكنه استدرك قائلا: “ما أجمعه يوميا لا يتجاوز 40 ليرة تركية (قرابة 12 دولارا)، وهو ما لا يلبي نفقات معيشتنا.. كل ما أتمنّاه هو تركيب عين اصطناعية لطفلي”.

** فرحة قريبة

نداء الأب السوري لاقى استجابة من وزارة الصحة التركية وولاية هطاي، حيث تم، في اليوم التالي، إجراء فحص لعين طفله في مستشفى أنطاكيا الحكومي، تمهيدا لتركيب عين اصطناعية له.

وقال الطبيب أورخان قره، الذي عيان محمود، للأناضول، إن “الطفل سيتمكن من تركيب العين المنشودة، بعد إجراء عملية جراحية”.

بدوره، قال الأمين العام لاتحاد المستشفيات الحكومية في هطاي، صباح الدين يلماز: “سنقف بجانب الطفل محمود وأسرته”.

وتابع يلماز، في تصريح للأناضول: “سنكمل علاج محمود خلال وقت قصير، ونتمنى له الشفاء العاجل”.

وتابع موضحا أن “الطفل بحاجة إلى بعض التدخلات الطبية قبل تركيب العين الاصطناعية، وبعد فترة قصيرة سيتحقق لطفلنا ما أراده إن شاء الله، وسنشاركه الفرحة”.

وهو ما غمر الأب السوري إحسان بالسعادة، معربا عن شكره لتركيا حكومة وشعبا، على احتضانها لهم.

المصدر : وكالة الأناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.