في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده أصبحت دولة مصدرة للطائرات المروحية، لا تزال تركيا تطالب واشنطن ببيعها طائرات من نوع إف 16.
وقال أردوغان أمام نواب حزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة: “توجه وفد تركي إلى الفلبين أمس لتسليم مروحيات أتاك”.
وأوضح أن الصناعات الدفاعية التركية لعبت دورا كبيرا في هذه العمليات، وباتت محط أنظار العالم أجمع.
ومروحية “أتاك” يتجاوز طولها 14 مترا، وارتفاعها نحو 4 أمتار، وتستطيع التحليق 3 ساعات بالوقود القياسي، وقطع مسافة 519 كيلومترا.
وهي قادرة على حمل 8 صواريخ مضادة للدبابات بعيدة المدى من طراز “الرمح” محلية الصنع، و12 صاروخا موجها محليا من طراز “جيريت”، إضافة إلى 4 صواريخ “ستينغر” (جو ـ جو)، و76 قذيفة، ومدفع رشاش من عيار 20 مليمترا مثبت في المقدمة.
وفي سياق متصل، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أنها أرسلت رسالة توصية إلى الكونجرس، تفيد بأن بيع طائرات مقاتلة من طراز “F-16” إلى تركيا يخدم المصالح الأمريكية.
وقالت الوزارة إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتقد أن البيع المحتمل لطائرات “F-16” لتركيا يخدم وحدة الناتو وخططه على المدى الطويل.
ووصفت الوزارة في رسالتها دعم تركيا لأوكرانيا والعلاقات الدفاعية بأنه “رادع مهم للتحركات الخبيثة في المنطقة”.
ويتطلب بيع المقاتلات “أف16” لتركيا إخطارا من الكونغرس إذا وافقت وزارة الخارجية عليه، إلا أن الرسالة لمتقدم أي ضمانات أو جداول زمنية لبيع المقاتلات “أف16” من الولايات المتحدة إلى تركيا.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، طلبت تركيا من الولايات المتحدة شراء 40 طائرة مقاتلة من طراز “أف16″، و80 مجموعة تحديث لمقاتلاتها الحالية.
وفي الآونة الأخيرة زادت تركيا من إمكانياتها التقنية والدفاعية بما يلبي حاجاتها، خاصة في مجال الطائرات التي كانت تعد نقطة ضعف لها في الفترة السابقة.
وفي الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا أثبتت الطائرات التركية فعالية كبيرة، وجعلت الأمور تميل لصالح الأذريين في حسم المعركة وكذلك في سوريا والعراق وليبيا، ومؤخرا في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
غير أن العرض الأخير من الولايات المتحدة لتركيا أشعل الصراع من جديد في هذا المجال، بعد أن أبدت واشنطن استعدادها إعطاء أنقرة طائرات مقاتلة من طراز “أف35” الأمريكية، مقابل قيام الأخيرة بتسليم منظومات “أس400” الدفاعية الروسية الموجودة لديها إلى أوكرانيا.
هذا العرض الذي اعتبره مسؤولون أتراك غير منطقي وغير مقبول وتأخر وقته، لاسيما وأن تركيا باتت تصنع مقاتلات محلية تفوق بقدراتها المقاتلات الأمريكية.
ونشرت قناة TGRT التركية تقريرا قالت فيه إن المسيرات المحلية ستحدث ثورة في عالم الصناعات الدفاعية، بفضل خصائصها المميزة، مؤكدة أنها ستحقق نجاحات مبهرة فور دخولها إلى مخزون الجيش التركي.
وفي هذا السياق قال المحلل التركي “مراد ماقص” أن “المسيرة كيزال إيلما” ستكون من بين أقوى المقاتلات الحربية في العالم، بفضل خصائصها الرائعة وذكائها الاصطناعي المتقدم”.
وأشار ماقص إلى أنها تملك العديد من الميزات الموجودة في المقاتلات الأمريكية المتطورة “أف35″ و”أف16″ ومن هذه الخصائص:
أنها ستتمكن من التحليق بسرعة 900 كيلومتر/ساعة، على ارتفاع يبلغ 12 كيلومترا، ولمدة خمس ساعات متواصلة.
قادرة على الإقلاع بحمولة وزنها طن ونصف من الذخيرة، وستكون قادرة على الطيران بسرعة أقل من سرعة الصوت في البداية، لكنها وبعد فترة ستتجاوز هذه السرعة”.
ستكون قادرة على التخفي من الرادارات، مشيرا إلى أنها تمتلك ذيولا أمامية أفقية وخلفية عمودية، ما يجعلها قادرة على المناورة باستقلالية.
تستطيع الهبوط والإقلاع من سفن هجوم من طراز “TCG أناضول” المحلية، إلى أن ذلك أهم ما يميزها عن النماذج التي طورتها الدول الأخرى.
إقرأ أيضا: تركيا تجري اختبارات ناجحة على منظومة جديدة لاصطياد الطائرات المسيرة
كما أنها ستحتوي على رادار “AESA” (رادار مصفوفة الطور النشط نوع من الرادارات ذات المصفوفة الطورية التي يتكون عنصرا الإرسال والاستقبال فيها من عدد من وحدات إرسال/ استقبال جامدة صغيرة) المستخدم في طائرات “أف16” الأمريكية، كما أنها ستمتلك العديد من المواصفات الموجودة في طائرات “أف35” الأمريكية.
وتستطيع كذلك قادرة خلال تنفيذ العمليات، على التواصل مع الجيل الجديد من الطائرات الحربية والمسيرات ووحدات الاستخبارات، مشيرا إلى أنها ستكون قادرة على التحرك وضرب الأهداف بسلاسة تامة.
وفي وقت سابق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, إن تركيا تخطط لإطلاق أول طائرة مقاتلة من الجيل الخامس خلال السنوات القادمة.
وأكد أردوغان خلال حفل ضم ائتلاف من 16 مصنعا متخصصا بصناعة الفضاء والطيران, أن عام 2025 سيشهد إطلاق أول مقاتلة تركية.
وقال: “أول طائرة ستخرج من الحظيرة ستكون العام القادم, هذا إنجاز حقيقي في تاريخ تركيا”.
وأضاف: “يجب علينا أن نكون جاهزين لأي حرب مستقبلية على الدوام”.
وتابع: “الاستثمار في البحث والتطوير هو هدفنا دوما, نحن حاليا من أكبر 3 دول منتجين للطائرات المسيرة”.
وأكمل: “نحن موجودون في كل المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا لتطوير قدراتنا الجوية”.
واستطرد: “كانت البداية مع الطائرات دون طيار وكذلك المنصات البحرية, ثم أنظمة إدارة القتال والمركبات غير المأهولة (…), كل هذه الأمور تجعلنا مميزين على الدوام ضمن دول العالم”.
وتطرق أردوغان خلال كلمته, إلى ميزانية الصناعات الدفاعية التركية، فقد وصلت إلى 75 مليار دولار مؤخرا.
وبيّن أن الميزانية كانت 5.5 مليار دولار منذ تولي حزب العدالة والتنمية حكم البلاد عام 2002.
ويفسّر الارتفاع الكبير في الميزانية, مدى تطور الجمهورية التركية في الصناعات الجوية, واعتمادها على الإنتاج المحلي.
ولفت إلى وجود زيادة واضحة في مبيعات قطاع الصناعات الدفاعية السنوية.
وأكد أن المبيعات ارتفعت من مليار دولار إلى 10 مليارات دولار سنويا خلال الفترة ذاتها.
وبالعودة للحديث عن المسيرات التركية, فقد أضحت رقما صعبا في الأسواق العالمية بهذا المجال بعد أن أثبتت قدرتها العالية في تنفيذ مهامها بنجاح كبير.
وفي هذا السياق يوضح سلجوق بيرقدار المدير الفني لشركة “بايكار” التركية، أن الطائرة المسيرة المسلحة بيرقدار- تي بي 2 باتت تلقى إقبالا واهتماما كبيرا.
وأعرب بيرقدار خلال مشاركته في مسابقة الصواريخ بمهرجان “تكنوفيست” لتكنولوجيا الطيران والفضاء قبل عدة أشهر، عن سعادته لمساهمتهم في تشجيع الشباب على الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا.
إقرأ أيضا: ستوفر أكثر من 2300 وظيفة.. الرئيس أردوغان يفتتح منشأة إنتاج المقاتلة المحلية
وأوضح أن مثل هذه المسابقات تؤدي إلى اكتشاف مخترعين جدد في مجالات عدة.
وأشار إلى أنه “كان هدفنا من خلال هذه الحملات التكنولوجية تغيير النموذج الفكري الذي كان سائداً منذ 20 عاماً عندما حاولنا تصنيع الطائرات المسيرة”
وبيّن أن أكثر من 70 في المئة من أرباح شركة بايكار تأتي من الصادرات للخارج وأن الشركة وقعت حتى الآن 10 اتفاقيات تصدير.
ولفت إلى أن النجاحات التي حققتها في عمليات غصن الزيتون ودرع الفرات وفي إقليم قره باغ
جعلتها تجذب اهتماما عالميا كبيرا “لدرجة أنهم أصبحوا يواجهون صعوبة في تلبية الطلبات المتزايدة على المسيرة بيرقدار- تي بي 2”.
المصدر: تركيا الان