بخمس طرق.. هكذا تضحي في العيد بتركيا

إذا كنت تعيش في تركيا، وتحيرت في شراء أضحية للعيد، فما عليك سوى اتباع أي من خمس طرق لشراء الأضحية، تتنوع بحسب مكان إقامتك وظروفك.

لشراء أضحية العيد في تركيا طرق تتنوع بين الشراء والذبح في أماكن مخصصة بالمدن الكبرى، أو التصرف بشكل محلي في القرى، أو المساهمة مع أصدقاء وجيران في أضحية، أو شراء أضحية معلبة، وانتهاء بالتبرع بثمنها لمنظمات المجتمع المدني، لترسلها إلى المحتاجين داخل تركيا أو خارجها.

وتساهم هذه الطرق في إيجاد حلول لكل من يرغب في الحصول على الأضحية وثوابها، بحسب إمكاناته وظروفه، ما بين الالتزام بقيود مفروضة على القاطنين في المدن الكبيرة، أو التوجه أبعد في التصدق والتبرع باللحوم للمحتاجين.

** أماكن محددة للشراء والذبح

نظرا لكبر مساحة المدن التركية وارتفاع كثافتها السكانية، لا سيما إسطنبول (شمال غرب)، التي يقطن فيها نحو 20 مليون نسمة، يتوجب على الراغب في شراء أضحية التوجه إلى أماكن تسوق تخصصها البلديات لبيع الأضاحي.

ويمكن للمشتري أن يذبح الأضحية في مذابح مخصصة بجوار أماكن البيع، وهذه الخدمات تقدمها البلدية بغرض جمع التجار والزبائن، وحصر تواجد الأضاحي بمناطق محددة للحفاظ على نظافة الأحياء، وتوفير الخدمات المناسبة.

بعد فحص سريع للأضحية، وإعجاب من المشتري، تبدأ عملية مساومة اعتيادية، حيث يمسك البائع يد الزبون، ويحركان أيديهما بحركات سريعة وقوية، تستمر دقائق، يتنافس خلالها البائع للحصول على أكبر ثمن، والمشتري لدفع أقل ثمن، وإذا ما اتفقا تنتهي العملية بمصافحة وهزة قوية للأيدي.

** الشراء والذبح المحلي

في القرى والبلدات الصغيرة لا يتطلب الأمر إنشاء مراكز لبيع الأضاحي وذبحها، لتوافر مساحات كافية، فتتم عملية الشراء محليا، ويتم الذبح بعيدا عن ضوابط المدن الكبيرة.

ولعل هذه الطريقة هي الأقرب للمتبع في معظم البلدان العربية والإسلامية، حيث يجري الذبح في طقوس عائلية تجمع أبناء الأسرة، وأقارب، وأصدقاء.

كما تمتاز طقوس الأضاحي في القرى بأن من يضحي يعمل على توزيع لحم الأضحية على كل أسرة لم تتمكن من ذبح أضحية، في طقس اجتماعي تراحمي، ربما لا يمكن رؤيته في المدن.

** المساهمة في أضحية واحدة

يستطيع المضحي أن يتشارك في أضحية واحدة مع آخرين لتخفيف الأعباء المالية، ويشمل ذلك “الرؤوس الكبيرة” فقط، وهو مسمى يطلقه الأتراك على “العجول”، إذ يمكن أن يتشارك 7 أشخاص على الأكثر في أضحية واحدة.

ويطلق على هذا النوع من التشارك شراء أسهم من الأضحية، أي أن يتشارك عدد من الأفراد بأسهم لشراء الأضحية، ويتم تقاسم لحمها وفق عدد أسهم كل مشارك فيها.

** شراء الأضحية معلبة

هذه الطريقة تختصر كثيرا من المراحل، حيث يتم دفع ثمن الأضحية في مركز للتسوق، فيحصل المشتري على أضحيته مذبوحة ومعلبة.

وتسهل هذه الطريقة على من لا وقت لديه، أو ليست لديه القدرة على البحث كثيرا، فيدفع إلى المركز ثمن الأضحية، ويتولى المركز لاحقا عملية الذبح، وإرسال اللحم إلى المشتري، ويمكن تقديم هذه الخدمات عبر الطلب عن طريق الإنترنت أيضا.

** التبرع بثمن الأضحية

كما يستطيع المضحي في تركيا التبرع بثمن الأضحية عبر توكيل إحدى منظمات المجتمع المدني بشراء الأضحية وذبحها، على أن يوزع لحمها على المحتاجين داخل البلاد أو خارجها.

وتعمل منظمات حكومية وأهلية على جمع ثمن الأضاحي قبل العيد عبر وسائل عديدة، منها الحسابات البنكية، أو الرسائل النصية القصيرة، ومن أبرز هذه المنظمات الهلال الأحمر التركي، الذي تبرع له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام بثمن أضحيته.

** مركز سلطان غازي

في إسطنبول يعد مركز بيع الأضاحي ببلدية سلطان غازي أكبر مركز لبيع الأضاحي في المدينة، حيث يضم أكثر من 500 خيمة، على مساحة 201 ألف متر مربع، تشمل أكثر من 10 آلاف رأس من الأضاحي (رؤوس كبيرة)، وتأتي إليه قبل العيد “الرؤوس الصغيرة”، وهي الأغنام والماعز.

مع الوصول إلى المكان تزكم الأنف رائحة الماشية، حيث توجد خيام كثيرة مليئة بالأضاحي، وتجار ومشترون يتفاوضون.

خلال جولة لمراسل الأناضول جرت عمليات بيع وشراء عديدة، انتهت الأولى ببيع “رأس كبير” بسعر 16 ألفا و500 ليرة تركية (حوالي 4700 دولار أمريكيا)، في عملية مساومة استمرت دقائق.

وقال المشتري “كاظم قرة قولات” للأناضول: “أنصح المشترين بالشراء في الوقت المناسب، وعدم انتظار آخر يوم، لأننا نضحي للخير”.

وأضاف: “مرحلة المساومة لم تستمر طويلا، ولم أساوم كثيرا، بدأنا من 19 ألف ليرة تركية (نحو 5400 دولار)، وانتهينا عند 16 ألفا و500.. الأسعار معقولة جدا، ولم ترتفع عن العام الماضي”.

أما البائع “غوغهان تشارفوا” فقال: “هذا العام يوجد طلب أكبر على الأضاحي.. الأضاحي ستنتهي بسرعة، فالأسعار ليست مرتفعة.. الناس يريدون استغلال الفرصة وانتظار يوم العيد للشراء، ولكن ستخيب آمالهم (ستنتهي الأضاحي)، ليست هناك أرباح كبيرة للتجار”.

وردا على سؤال بشأن أكثر ما يلفت نظر المشترين في إسطنبول، أجاب: “يهتمون بالسعر أولا، ومن ثم بمواصفات الأضحية.. أنصحهم بالنظر إلى أسنان الأضحية والعمر فهو المهم، وأقول لهم إننا لا نريد أكثر من حقنا”.

** إقبال جيد

مساومة أخرى انتهت بالبيع أيضا، وقال المشتري “سنان دوندار” للأناضول، إن “الأضاحي جيدة وتناسب ميزانية كل أسرة، بحسب الشراكة من 4 إلى 6 أشخاص.. لدينا مساهمة في أضحية هذا العام، والحمد لله اشترينا.. المساومة ليست سهلة، الجميع يبتسم، اشترينا أضحيتنا، ونأمل من الله خيرا للجميع”.

البائع “صالح”، وهو من ولاية ديار بكر (جنوب)، قال إن “الأضاحي سليمة وتتمتع بصحة جيدة ومناسبة للشروط المطلوبة في الأضاحي، والإقبال جيد من المواطنين، خاصة في نهاية الأسبوع”.

وحول وضع البيع في إسطنبول، أجاب بأن “الناس يريدون أضحية جيدة، وبأسعار رخيصة.. بعد معرفة الأسعار تتم الاستشارة بين المساهمين، ثم اختيار الأضحية والمساومة عليها، وبعد الاقتراب من السعر المناسب يحل كل شيء لاحقا”.

** أطباء بيطريون للمساعدة

وفق الطبيب البيطري العامل في المركز “حكمت إدريك”، فهو واحد من 5 أطباء كلفتهم البلدية بالإجابة عن استفسارات الراغبين بشراء الأضاحي، حيث يعمل مع زملائه في تقديم الدعم للمواطنين.

“إدريك” أضاف للأناضول: “في البداية ينتبه الأتراك إلى عمر الأضحية، ولكن عامة ينظرون إلى الشكل بأن يكون جميلا ومليئا باللحم، وأحيانا يستفسرون عن العمر، وهم ينطلقون من ميزانيتهم، ويسألون عن كل شيء”.

وأوضح أن “هناك تفضيلا للحيوانات القادمة من منطقة البحر الأسود (شمال).. ننصح المواطنين باختيار أضحية تكون سليمة بالنظر إلى الأوراق الخاصة بها.. داخل المركز لا مشلكة في الأوراق، لكن خارجه يجب التأكد من الأوراق، ومراجعة البيطريين”.

وختم الطبيب البيطري التركي بأن “من يريد شراء أضحية لأول مرة لن يعاني أي مشكلة في أماكن البلدية، لكن في الخارج عليه التأكد من أوراق الأضحية الصادرة عن مديريات الزراعة في الولايات (التركية)، حيث يحصل ملاك الماشية على أوراق من الأطباء في ولاياتهم، عكس الوضع خارج أماكن البلدية”.

المصدر : وكالة الأناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.