ناقشنا في إحدى مقالاتنا من قبل أسباب خسارة حزب العدالة والتنمية بإسطنبول أمام حزب الشعب الجمهوري المعارض بفارق عشرة ألاف صوت في أول انتخابات عامة في عام 2019.
وقد عبرنا عن انتقاداتنا لأداء منظومة حزب العدالة والتنمية وتمرسها في كل مناسبة. وانطلاقًا من الدروس المستفادة من الخسارة التي تكبدها الحزب في الانتخابات العامة في 2019، تمت إعادة هيكلة فرع حزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية إسطنبول. وبادئ ذي بدء، تم تغيير رئيس حزب العدالة والتنمية بإسطنبول، في الجمعية العامة الأخيرة لفرع الحزب بإسطنبول، وانتخب عثمان قباق تبه، محله رئيسًا لفرع الحزب بإسطنبول، في محاولة لضخ دماء جديدة في منظومة الحزب. وقد كنت أحد الأشخاص الذين طرحوا علي قباق تبه أسئلة في أول بث مباشر له. ونحن نحاول متابعته عن كثب منذ فترة طويلة، حيث نتساءل كيف سيمزج بين “المثل العليا والحقائق”.
وقد التقينا أمس الأول مع عثمان قباق تبه، رئيس فرع حزب العدالة والتنمية بإسطنبول.
مئة يوم وجهًا لوجه
أمدنا قباق تبه، بمعلومات كثيرة حول العمل التنظيمي للحزب والذي سيبدأ مع عطلة نهاية الأسبوع. وشرح لنا أيضًا فلسفة الحملة الانتخابية للحزب والمعروفة باسم “مئة يوم وجهًا لوجه”. وتابع قباق تبه قائلا: “إسطنبول ستتحدث، ونحن سنستمع”، في إشارة منه إلى وزير النقل والبنية التحتية التركي، عادل قره إسماعيل أوغلو، ووزير التربية الوطنية التركي، محمود أوزر، ووزير الثقافة والسياحة التركي، محمد نوري أرصوي. فضلا عن نواب الرئيس العام للحزب وغيرهم من المتطوعين بالحزب.
حيث سيلتقي أعضاء حزب العدالة والتنمية مع سكان إسطنبول، وسيستمعون لهم،و سيدونون مشاكلهم، وتوقعاتهم، ومطالبهم.
وفي لقاءاتنا السابقة، قسم عثمان قباق تبه، أولئك الذين صوتوا لحزب العدالة والتنمية، إلى عدة مستويات. فعلى سبيل المثال، وصف قباق تبه، أولئك الذين صوتوا مرة واحدة للحزب بأنهم “أقارب من بعيد”، وأولئك الذين صوتوا عدة مرات بأنهم ” أقارب أكثر قرابة”، موضحًا أنهم يعتزمون زيارة جميع أقاربهم، القريبين والبعيدين على حد سواء، وأنهم يخططون لدخول قلوبهم مرة أخرى، في إشارة منه إلى احتضان جميع الناخبين.
وأشار قباق تبه، إلى أنهم يهدفون من خلال هذه الحملة الانتخابية الجديدة إلى تلافي أخطاء انتخابات عام 2019، وأنهم يطمحون إلى أن تكون إسطنبول نقطة انطلاق انتصارهم في انتخابات 2023.
“نسعى جاهدين من أجل أن تنعكس أصوات مواطنينا في صناديق الاقتراع ومحاضر نتائج الاقتراع”
وقد سألت عثمان قباق تبه سؤالا خارج نطاق الحملة الانتخابية، وذكّرت في سؤالي بشكل خاص بالحملة التي أطلقتها رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، جانان كفتانجي أوغلو، في مطلع العام الجاري، تحت اسم “حركة الدفاع عن صناديق الاقتراع”. وقلت إنهم يفكرون في وضع محام على رأس كل صندوق اقتراع، وسألته قائلا: “هل لديك أي مخاوف بشأن تأمين صناديق الاقتراع أو كيفية حماية أصوات الناخبين؟”
وبعد إعطاء معلومات فنية بدءًا من عدد صناديق الاقتراع في إسطنبول وصولًا إلى عدد المدارس التي سيتم التصويت بها ، قال قباق تبه:
“بالإضافة إلى مسؤولي صناديق الاقتراع، حددنا أيضًا المسؤولين عن المدارس بحزبنا، وكذلك المسؤولين عن الطوابق في المدارس التي ستجرى بها عملية الاقتراع. وبدأنا عمليات التدريب. كما حددنا أسماء 63 ألف شخص لدينا بصفة مسؤولي اقتراع رسميين. وسنكون موجودين على رأس كل صندوق اقتراع، وكل مدرسة، وكل دائرة انتخابية. ولكن الأمر الأكثر أهمية من ذلك، يتعلق بتطبيق الديمقراطية في التصويت في لجان صناديق الاقتراع. ونحن نعمل جاهدين من أجل ضمان أن ينعكس تصويت مواطنينا في صناديق الاقتراع ومحاضر نتائج الاقتراع.”
إسطنبول ستكون الولاية المباركة في نصر 2023
وفيما يتعلق بالحملة الانتخابية “مئة يوم وجهًا لوجه” قال قباق تبه:
“سنقوم بإدارة إسطنبول بكل الحب، والإخلاص، والعزيمة بالشكل الذي يجعلها الولاية المباركة في نصر 2023، وسيزور أعضاء الحزب من الوزراء، والنواب، وغيرهم من المتطوعين بالحزب، المنازل، والميادين، والشوارع، والأزقة في إسطنبول، وسيستمعون إلى مشاكل المواطنين ومقترحاتهم، وطلباتهم، وسنوضح لكم اننا نطمح الى التأثير في القلوب قبل الارقام بعزمنا على دخول القلوب. وسنكتسب أعضاءً جددًا في حزبنا، وسنزور الملايين من الأسر، ومئات الآلاف من أماكن العمل، وآلاف المنظمات غير الحكومية. “
وتابع قباق تبه حديثه قائلا: “ستمضي إسطنبول نحو 2023 كجسد واحد، وقلب واحد ينبض من أجل المستقبل، وروح واحدة تحيا بوجود الوطن والأمة.”
وبعد أن تطرق قباق تبه، بالحديث عن الهدف المثالي للحزب، تابع قائلا: “لتحقيق هذا الهدف ينبغي أن تكون إسطنبول أكبر، وأغلى، وأعز من الأشخاص، والصراعات، والحسابات، والأرقام”.
وأخيرًا قال قباق تبه: “الطريق هو قصة طويلة مفتوحة أمام المؤمنين، ويسير في دروبها الطامحون. وسنعمل جاهدين خلال مئة يوم لنشعر جميعًا ونُشعرالآخرين أن كل بطل في هذه القصة هو في الواقع أخ لنا ” .
بواسطة / حسان أوزتورك