بعد الجدل الكبير الذي أثاره فيلم “السنة الضوئية” (Lightyear) و حظره في 14 دولة مسلمة؛ بسبب احتوائه على مشهد “قبلة مثلیة”، أعلنت شبكة “ديزني بلس” (Disney+) منع عرض الفيلم على منصتها بالشرق الأوسط، والتي تم إطلاقها بالمنطقة في بداية یونیو/حزیران الماضي.
وأعلن موقع “هليود ريبورتر” (Hollywood Reporter) أن قرار منع العرض في الشرق الأوسط شمل فيلم “السنة الضوئية”، الذي عرض بدور السينما في یونیو/حزیران الماضي والمشتق من سلسلة أفلام “قصة لعبة” (Story Toy)، وأيضا مسلسل “بايماكس” (Baymax) الذي يحتوي على شخصية مثلية الجنس.
مُنع للصغار وتُرك للكبار
وفي حين أن المنصة لن تعرض محتوى يمثل مجتمع المثليين والمتحوِّلين جنسيا (LGBTQ) في الأفلام والمسلسلات المعروضة للأطفال، فإنها ستعرض أعمالا أخرى للبالغين تحتوي على مشاهد مماثلة؛ ومنها “دكتور سترينغ في جنون العوالم المتوازية” (Doctor Strange in the Multiverse of Madness)، الذي تم حظره من العرض بدور السينما في عدة دول عربية من بينها البحرين ومصر وإندونيسيا والعراق والأردن والكويت ولبنان وماليزيا وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا.
وفشل “السنة الضوئية” -من إنتاج شركة “بیکسار” (Pixar) ودیزني- في الوصول إلى قاعات السينما، قبل أيام فقط من عرضه ولم يحصل على ترخيص العرض في العديد من الدول العربیة لانتهاکه المعاییر المحلية لمحتوى وسائل الإعلام بهذه الدول، بسبب المشهد المثلي الذي تم اقتطاعه بالفعل في النسخة الأولی من الفیلم، لكن تمت إضافته في النسخة النهائیة بعد مطالبة موظفي بيكسار بتقلیص الرقابة على المثلية.
ويصبح الفیلم بذلك الأحدث بین أفلام دیزني التي واجهت معارضة في الدول العربية بسبب المشاهد المثلیة، إذ خاضت ديزني الكثير من المعارك مع الرقابة في الشرق الأوسط خلال العام الماضي بسبب أفلام أخرى أيضا؛ منها “ثور: الحب والرعد” (Thor: Love and Thunder) من بطولة كريس هيمسورث وكريستيان بيل، و”دكتور سترينغ في جنون العوالم المتوازية” من بطولة بنديكت كومبرباتش، و”الأبديون” (Eternals) من بطولة هاري ستايلز وأنجلينا جولي.
ومُنعت الأفلام من العرض في العديد من الدول، ومنها ماليزيا، بعد أن طالبت هذه البلدان من ديزني قص المشاهد المثلية، لكن ديزني ردت بالرفض على هذه الطلبات، ما أدى لحظر الأفلام في النهاية.
إرضاء للجمهور
وقال موقع هوليود ريبورتر “إن منصة ديزني بلس تبدو أنها على استعداد لإرضاء الحساسيات الثقافية الإقليمية فيما يتعلق بمحتواها”.
وقال متحدث باسم ديزني للموقع، إن “محتوى ديزني بلس يختلف عبر العديد من أسواق المنصة، ويعتمد ذلك على عدة عوامل، ويجب أن يتوافق المحتوى المعروض مع المتطلبات التنظيمية المحلية”، وأكد أيضا أن المنصة توفر الرقابة الأبوية للسماح للعائلات بتحديد ما يشاهده أطفالهم.
وبجانب رفض الرقابات المحلية في البلاد العربية لعرض الأفلام التي تحتوي على لقطات مثلية، تُشن حملات محلية أيضا من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بمنع عرض هذه الأفلام أو مشاهدتها من خلال أي مصدر آخر، ورفض تعريض الأطفال لمشاهدة مثل هذه المشاهد المرفوضة.
خسارة فادحة
وأخفق فيلم “السنة الضوئية” من بطولة كريس إيفانز في شباك التذاكر، رغم النجاح الكبير الذي كان متوقعا له، لكن بعد منعه من العرض في العديد من البلدان بجانب بعض العوامل الأخرى، حقق الفيلم 20 ملیون دولار فقط في أول یوم لعرضه، لتعتبر هذه ثاني أسوأ افتتاحیة فيلم من حیث الإیرادات لبیکسار بعد فیلم “فصاعدا” (Onward).
وحصد الفيلم هذه الأرباح القليلة رغم أن سلسلة الرسوم المتحركة “قصة لعبة”، التي اقتبس منها الفيلم، هي ضمن أنجح السلاسل على الإطلاق، وحققت أرباحا بلغت أكثر من 3 مليارات دولار حول العالم، وتحتل المرتبة الـ20 في قائمة سلاسل الأفلام الأكثر ربحا في جميع أنحاء العالم، والمركز الرابع في قائمة أفلام الرسوم المتحركة.