وصل تحالف “الأحزاب الستة” المعارض إلى قرار مشترك أخيرًا فقد صرح “علي باباجان” أن فريق العمل المشترك الذي تم إنشاؤه بعد 2 أكتوبر/ تشرين الأول قد بدأ عمله بتحديد حجم الخط ونوعه والهوامش واللغة التي سيتم استخدامها في كتابة القرارات الصادرة عن التحالف، أي علينا أن نكون مطمئنين؛ فقد تم الاتفاق على هوامش الورقة التي سيطبعون عليها قرارهم بتحديد مرشحهم المشترك للرئاسة، وعلى ما يبدو فإن قادة المعارضة أثبتوا قدرتهم على الاتفاق فيما بينهم من خلال تحديد شكل الورقة التي يريدون طباعتها، وذلك على الرغم من كل الخلافات التي بينهم.
قلت لمصدر لي في حزب السعادة ممازحًا: “مبروك لقد شكلتم فريقًا لتحديد الهوامش” فقال: “تستطيع كتابة ما سأقوله” وتابع قائلًا:
“ليس القادة وحدهم بل بعض أعضاء الأحزاب المعارضة أيضًا يظهرون بتصريحات غريبة أحيانًا وكأنهم يفعلون ذلك لخلق مادة للسخرية من التحالف وإهانته، فقد بدأ ناخبو حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد بالسخرية فعلًا، أما نحن فنحاول إخفاء ذلك من باب الاحترام ولكن الأمر مثير للسخرية حقًا فأنا أتفهَّم صدور مثل هذا القرار عن سكرتارية التحالف أما أن يخرج زعيم حزب بمثل هذه التصريحات، وكأنها من إنجازات التحالف فهذا أمر لا يبعث على الحماس أبدًا بل هو أمر محبط”.
كما أتم حزب السعادة مؤتمره الأخير من دون مشاكل تُذكر، وتم التوقيع على اتفاقية “هايمان” و “مته غوندوغان” بطريقة ما ومع ذلك فلم يزُل الغضب في القاعدة الجماهيرية ولا التوتر في الإدارة الجديدة، حيث تواجه القاعدة الجماهيرية صعوبة في الاتفاق مع تحالف “الستة” وحزب الشعب الجمهوري خاصة، ولهذا نجد حزب “الرفاه من جديد” بزعامة “فاتح أربكان” متقدمًا على حزب السعادة في استطلاعات الرأي.
والقاعدة الجماهيرية لحزب السعادة على حق فإذا تحققنا من وسائل التواصل الاجتماعي نجد أن أشد الانتقادات لتحالف “الستة” موجهة لـ “كمال كليجدار أوغلو” وعند النظر إلى ملفاتهم الشخصية نجد أن معظمهم من حزب الشعب الجمهوري، وتتلخص مطالبهم بـ “أعلنوا عن مرشح الرئاسة الآن” و”أيها الجد كمال لا ترشح نفسك”، فقد أعرب الشباب من حزب الشعب الجمهوري عن استيائهم من مسألة العمر بأن “كليجدار أوغلو” أكبر من أردوغان بست سنوات وأنه سيدخل الانتخابات عن عمر يناهز الـ 74 عامًا وإذا تم انتخابه فسيحكم البلاد حتى سن الـ 80.
كما يسود الآن جو من الانتقاد الشديد في موقع “أكشي سوزلوك الإلكتروني وخصوصا بعد اقتراح قانون الحجاب، وكأن حصانة “كليجدار أوغلو” قد رُفعت في هذا الموقع، وعلى الرغم من أن “أكشي سوزلوك”” قد تحول إلى قناة سياسية أحادية الصوت إلا أنه مهم من حيث مراقبة ردود أفعال جماهير حزب الشعب الجمهوري والطريقة التي يتعاملون بها مع الأحداث، وتطلعاتهم من الحزب لأن معظم الأشخاص على المنصة هم في الغالب من حزب الشعب الجمهوري.
الناخبون مستاؤون من تحالف المعارضة الهش لعدم اختيار مرشح للرئاسة إلى الآن وكأن قادة الأحزاب الستة لم يضعوا مسألة اختيار المرشح المشترك على جدول الأعمال بعد، كما علمنا أن هناك مرحلة أخرى فبحسب ما جاء في صحيفة “ملييت” التركية فإن تحالف “الستة” كانوا يخططون لتشكيل فريق خاص لاختيار مرشح الرئاسة المشترك حيث سيقوم الفريق بإجراء استطلاعات الرأي العام وغيرها من الإجراءات لاختيار المرشح.
ستكون المرحلة الجديدة التي انتقل إليها تحالف “الستة” سببًا لخلافات كبيرة فحتى وصول أردوغان إلى الميدان قبل شهرين كانت المعارضة تعيش حالة الفرح بالفوز في الانتخابات من خلال استطلاعات الرأي، ونشرت بعض وسائل التواصل الاجتماعي المعارضة استطلاعات الرأي التي تفيد بأن الحزب الأول هو حزب الشعب الجمهوري بمقدار0.5 نقطة ووفقًا لبعض استطلاعات الرأي الأخرى كان حزب المعارضة الرئيسي في البلاد هو حزب الجيد وكان أردوغان يخسر في الجولة الأولى.
وبينما كان أعضاء التحالف منشغلين في النزاع وسرقة الأدوار من بعضهم نزل أردوغان إلى الميدان وبدأت الإحصاءات الحقيقية لاستطلاعات الرأي في الظهور وتبددت فرحة “بالتأكيد سنفوز هذه المرة” وانتشر الذعر في أوساط المعارضة حيث بدأ الحديث في أنقرة عن أن المعارضة وبخاصة حزب الجيد تطمح لانتخابات 2028. والسؤال المطروح الآن: هل سيتمكن تحالف المعارضة الهش من الإعلان عن مرشح رئاسي مشترك على الورقة التي حدد أبعادها وهوامشها؟ .
بواسطة / أرسين جليك