أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أمله في تأسيس طريق سلام على غرار ممر الحبوب بخصوص الحرب الروسية – الأوكرانية.
جاء ذلك في تصريح للصحفيين، في ختام قمة زعماء منظمة الدول التركية في مدينة سمرقند الأوزبكية.
وأوضح أردوغان: “يمكن تأسيس طريق سلام من ممر الحبوب، والطريق الأفضل هو العابر من الحوار إلى السلام”.
وفي موضوع آخر، قال أردوغان: “تردنا بعض الأخبار الإيجابية مع الانتخابات في الولايات المتحدة، آمل أن يكون الشهر المقبل مليئًا بالأخبار الجيدة لنطور قضية مقاتلات F16 بشكل أكثر إيجابية”.
وردا على سؤال حول إعلان عدم مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين التي ستنعقد الأسبوع المقبل في إندونيسيا، قال أردوغان إنه أبلغ نظيره الروسي خلال اتصالهما الأخير أنه سيكون من الصواب المشاركة في القمة.
وأوضح أن بوتين قال له أن سيفكر في الأمر، مضيفا أن موسكو أعلنت بعد ذلك أن وزير الخارجية سيرغي لافروف هو من سيترأس الوفد الروسي في القمة.
وتابع قائلا “إذا سنحت الفرصة لعقد اتصال مع بوتين خلال يومين أو ثلاثة، سأسأله عما يفكر فيه، وما هي الخطوات التي من الممكن أن يتخذها، وخاصة فيما يخص تتويج المفاوضات بالسلام”.
وأردف “يبدو أن بوتين بحث مع فريقه الموضوع (المشاركة) وقرر عدم المشاركة، ولذلك مناقشته في هذا الأمر يعتبر قلة احترام له ولفريقه، فهذا قرار يخصه، حيث أننا نعيش في مرحلة غير عادية، وروسيا دولة غير عادية، دولة قوية”.
وأفاد أن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يستهدف روسيا بشكل مستمر، في حين تقوم روسيا بمقاومة ذلك.
ولفت إلى أن رأي بوتين وحده غير كاف، وأنه سيحاول معرفة رأي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أيضا بهذا الشأن، متسائلا: “فهل تؤدي جهود الوساطة إلى السلام”.
وتابع “لكن المهم الآن هو تطبيق اتفاق الحبوب، حيث يهدف بوتين بالمقام الأول لإرسال الحبوب إلى دول إفريقية فقيرة مثل مالي والصومال والسودان بشكل مجاني”.
وأضاف أنه “من غير الصواب وضع مدة محددة للاتفاق (الحبوب)، إنما الصواب هو المحافظة على استمرار الاتفاق قدر الإمكان، ومن جهة أخرى علينا وضع خطوط معينة في الاتفاق”.
وتابع أنه “يجب منح الأولوية لإرسال الحبوب إلى الدول الإفريقية الفقيرة كما قال الرئيس الروسي، من غير العادل إرسال الحبوب إلى أوروبا وترك إفريقيا، وهذا ما كنا سنفعله سابقا لكن ذلك لم يحصل، حيث تذهب معظمها إلى أوروبا”.
وأشار إلى أن هذه الأمر (إرسال الحبوب إلى أوروبا) أثر سلبا على موقف بوتين.
وأردف أنه “الآن يمكننا خلال لقاءنا المقبل (مع بوتين) زيادة عدد الدول الإفريقية التي سيتم إرسال الحبوب والسماد إليها، الأمر الذي سيريح شعوب تلك البلدان”.
وقبل أيام، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عودتها إلى اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، بعد تعليق موسكو مشاركتها بها لعدة أيام، على خلفية هجوم استهدف أسطولها في البحر الأسود.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن موسكو تستأنف مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية بعد “تلقي ضمانات خطية من أوكرانيا حول نزع السلاح في الممر المستخدم لعبورها”.
وجاء الموقف الروسي في أعقاب إعلان الرئيس التركي، في وقت سابق، إعادة فتح ممر شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية كسابق عهده، بعد أيام على تعليق روسيا العمل بالاتفاق.
وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، شهدت إسطنبول توقيع “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية”، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.