في الوقت الذي لم يصدر فيه أي بيان رسمي من الشرطة التركية عن مقتل الصحفية السورية حلا بركات (22 عاماً) ووالدتها المعارضة عروبة بركات (60 عاماً)، قال أحد المقرّبين من حلا إنّ التحقيقات الأولية تشير إلى تورّط أكثر من 3 رجال في مقتلهما، والذي يبدو أنهم كانوا يراقبون حلا ووالدتها ويعرفون مواعيد خروجهما وعودتهما إلى المنزل.
المقرّب من حلا أضاف” أنّ الشرطة وصفت القاتلين بـ”المحترفين”، وفقاً للمعلومات الأولية التي حصلت عليها عن الجريمة التي ارتُكبت الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول، والتي لم يتم اكتشافها إلا بعد يومين وبالصدفة.
فأصدقاء حلا في العمل استغربوا غيابها وحاولوا التواصل معها دون مجيب، واتجهوا إلى المنزل فلم يفتح أحد الباب، فطلبوا من صاحب المنزل فتحه، لكنه رفض وطلب منهم اللجوء إلى الشرطة لتفتح باب المنزل.
وبالفعل، جاءت الشرطة مباشرة، ولم يكن من السهل عليها فتح الباب، حتى إنها أحضرت خبيراً لفتحه واستغرق ذلك منه قرابة الساعة، الأمر الذي ما يزال غامضاً، كيف دخل القتلة المنزل الواقع في الطابق الثالث ودون أي آثار لكسر أو خلع للباب.
وما إن دخلت الشرطة حتى وجدت الجثتين ملفوفتين ببطانيات مغطاة بمساحيقغسيل؛ لإخفاء رائحة جثتيهما.
ولم يكتفِ القاتلون بطعنهما بالسكين؛ بل هناك آثار تركتها محاولات خنقهما، ويبدو أن ذلك تمّ تأكيداً على أنهما فارقتا الحياة.
وفي الوقت الذي وجّه فيه أفراد من عائلة المعارِضة السورية الاتهامات للنظام السوري بالتورط في تلك القضية، ما يزال القاتل مجهولاً.
وقد اعلن مكتب التحقيقات التركية، في وقت سابق، الانتهاء من فك شيفرة الهواتف الجوالة لكل من الصحفية السورية حلا بركات ووالدتها المعارضة عروبة.
وقد أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، فور انتشار خبر مقتل الضحيتين، بياناً أدانت فيه الجريمة؛ وذلك لكون الصحفية حلا تحمل الجنسية الأميركية.
وقالت في البيان الذي أصدرته الجمعة 22 سبتمبر/أيلول: “الولايات المتحدة تشعر بالحزن العميق لوفاة عروبة وحلا بركات. عملت حلا صحفية لـ(أورينت نيوز)، ونتذكر العمل الشجاع الذي تقوم به والدتها، عروبة، وهي ناشطة سورية قدمت تقارير عن فظائع النظام السوري. والولايات المتحدة تدين مرتكبي جرائم القتل هذه، وسنتابع التحقيق من كثب”.
شقيق عروبة أيضاً تلقى رسالة تعزية من القنصلية الأميركية، تقول: “معن بركات، سنواصل العمل من أجل الحرية للسوريين ومن أجل أختك وابنة أختك”.