على مدار الأسبوعين الماضيين، استمعت محكمة صغيرة تقع في منطقة نائية في شرق أستراليا، إلى أدلة مثيرة وغير عادية حول الوفاة المفاجئة لاثنين من السكان المحليين.
توفيت ناتاشا ليشنر إثر إصابتها بمرض في القلب بشكل مثير للريبة، بينما تعتقد السلطات أن الشاب جاراد أنتونوفيتش توفي بعد معاناته من تقيء شديد.
الحادثتان وقعتا بعد فترة وجيزة من استخدامهما لمخاط الضفادع السام الذي يعرف باسم كامبو خلال ممارسة أحد الطقوس الأمازونية القديمة.
وقع الحادثان في منطقة شمال نيو ساوث ويلز – وهي منطقة تشتهر بغاباتها المطيرة الخضراء وشواطئها الخلابة، ولكن أيضاً بالطب البديل.
يحقق الطبيب الشرعي الآن في الخطأ الذي حدث وما إذا كان بالإمكان فعل أي شيء للحيلولة دون وقوع مأساة أخرى.
ما هو احتفال كامبو؟
كامبو، المعروف أيضاً باسم سابو، مادة شمعية يتم استخلاصها عن طريق كشط جلد ضفدع القرد العملاق وهو لا يزال حياً.
يفرز الضفدع، المنتشر في جميع أنحاء الأمازون، المادة كآلية دفاع، لتحذير الحيوانات التي تحاول التهامها أو قتلها.
ولكن في حفل كامبو، يستخدمه البشر في ما يسمى بعملية إزالة السموم المكثفة.
بعد أن يشرب المشاركون أكثر من لتر من الماء، يتم إحداث جروح صغيرة على بشرتهم وجلدهم، وتوضع المادة على تلك الجروح المفتوحة.
يتسبب ذلك في ارتفاع ضغط الدم وتسرع ضربات القلب و “تطهير الجسم” عن طريق التقيؤ أو الخروج وغالباً الإثنان معاً.
تتفاوت الأعراض في شدتها، وعادة ما تستمر لمدة تصل إلى نصف ساعة.
استخدم السكان الأصليون في أمريكا الجنوبية الكامبو لعدة قرون، معتقدين أنه يجنبهم الحظ السيء ويحسن مهارات الصيد لديهم.
في الوقت الراهن هو طقس شاماني، ويؤكد مؤيدوه على أنه يخلص الجسم من السموم ويجعل الذهن أكثر صفاءً ويعالج الأمراض المختلفة، لكن لا يوجد دليل علمي يثبت فوائده الصحية المفترضة، وقد تم حظره من قبل الجهات الصحية في أستراليا.
تحدثت تقارير عن تسبب كامبو بحالات وفاة وجلطات وفشل كلوي ونوبات قلبية.