لفت شاهد قبر سيدة في إحدى مقابر مدينة إزمير غربي تركيا، انتباه الباحثين، بسبب فرادة العبارات المنقوشة عليه، والتي تقدم لمحة عن طبيعة الحياة في الزمن الذي عاشت به صاحبة القبر قبل 138 عاما، وعن كيفية موتها.
وقال إرتان داش، عضو هيئة التدريس في قسم تاريخ الفن بكلية الآداب بجامعة إيجه، للأناضول، إن شاهد قبر إحدى السيدات لفت نظره خلال قيامه ببحث شواهد القبور في مقبرة ملحقة بمسجد “علي آغا” في منطقة “كوناك” بإزمير.
وأوضح أن القبر يعود لجميلة هانم ابنة أحد حفاظ القرآن الكريم، وتوفيت وهي في الثلاثين من عمرها، قبل 138 عاما.
وتشرح الجمل المقفاة المكتوبة على شاهد القبر بالأحرف العثمانية، بعضا من ملامح العصر الذي عاشت فيه السيدة، حيث تقول أن الطماطم واللحم كانا يباعان بالأوقية، وكان سعر أوقية اللحم يساوي سعر 6 أوقيات طماطم.
ويكشف شاهد القبر أيضا عن جانب من حياة جميلة هانم، حيث يشير إلى أنها قضت السنوات الأخيرة من عمرها معتمدة في طعامها على البامية، ووفقا لداش “يشير هذا إلى كون جميلة من أبناء الطبقة الفقيرة، لأن البامية كانت تزرع في حدائق البيوت في ذلك الزمن، ما يعني أنها لم تكن تكلف شيئا تقريبا.
كما يكشف شاهد القبر إلى أن السيدة جميلة لم تكن سعيدة في حياتها الزوجية، حيث يوضح داش، أن الجمل المكتوبة على الشاهد تتحدث عن أنها عانت كثيرا من زوجها “عديم الرحمة”، الذي أذاقها الأمرين رغم أنها أنجبت له 4 أبناء.
وبالإضافة إلى ذلك يبين الشاهد كيفية وفاة جميلة هانم، حيث تتحدث الجمل المقفاة عن وفاتها بعد معاناتها من تورم في إصبع قدمها الكبير، ويقول داش إن الأطباء يعتقدون أن هذا يعني وفاتها بالطاعون.
ويشرح أنه كان من المعتاد في الزمن الذي عاشت به جميلة هانم أن تكتب شواهد القبور وفقا لوصية المتوفي أو وفقا لرغبة عائلته، حتى أن البعض كان يعد شاهد قبره قبل وفاته.
ويعتقد داش أن جميلة هانم لم تعد شاهد قبرها بنفسها قبل وفاتها، كما يستبعد أن يكون زوجها هو من قام بإعداده بسبب حديث الجمل المكتوبة على شاهد القبر عن كونه “عديم الرحمة”، ويرجح داش أن يكون والد أو والدة جميلة هانم أو أحد أقربائها هو من قام بإعداد الشاهد.