أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن تركيا لن تسمح لمنظمة بي كا كا الإرهابية بجعل منطقة سنجار (بمحافظة نينوى العراقية) معقلًا لها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الفرنسي “جان مارك أيرولت” بعد لقاء جمعهما في مقر الخارجية بالعاصمة أنقرة اليوم الاثنين، أوضح فيه أن العديد من عناصر
“بي كا كا” يتسللون من مناطق مختلفة في العراق، إلى تركيا وينفذون هجمات داخلها، وأضاف ” يسعون لجعل سنجار، قنديل ثانية (شمالي العراق/تتخذها المنظمة كمعقل).
وشدد الوزير التركي أن بلاده ستتدخل بشكل فعّال ضد المنظمة في العراق من خلال حقوقها وصلاحياتها النابعة من القانون الدولي، وقال في هذا الصدد، ” لن نسمح بأن تجعل المنظمة سنجار معقلًا لها، واتخذنا وسنتخذ كافة التدابير على جانبي الحدود من أجل جعل تلك المنطقة آمنة”.
وحول العلاقات بين تركيا وفرنسا، أشار جاويش أوغلو أن البلدين شكلا آلية إطارية استراتيجية من أجل تطوير العلاقات بينهما، وبهذا الإطار عُقد أول اجتماع بين الجانبين في العاصمة الفرنسية باريس عام 2014، تم خلاله اعتماد خطة عمل تضمنت العديد من المسائل الهامة كالتعاون في التجارة والاقتصاد، والمواصلات والزراعة والتعليم والثقافة.
وأعرب جاويش أوغلو عن سروره لعقد الاجتماع الثاني اليوم في أنقرة، الذي سيتم خلاله وضع خطة عمل للسنوات الثالثة المقبلة، وأضاف ” إن فرنسا تقع بين أول 7 دول من حيث تجارتنا الخارجية، ويجب علينا بذل مزيد من الجهود للوصول إلى هدفنا المتمثل في بلوغ حجم التبادل التجاري 20 مليار دولار أمريكي”.
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أكد الوزير التركي أن البلدين يتعاونان في مكافحة الإرهاب لأنهما بلدان تضررا جراء الهجمات الإرهابية، وأنه أعلم نظيره الفرنسي خلال اللقاء بالتدابير التي تتخذها تركيا ضد المنظمات الإرهابية وخاصة “فتح الله غولن”.
كما شدد جاويش أوغلو أن البلدين متفقان بخصوص التطورات في المنطقة، وقال بهذا الصدد ” وخاصة المسألة السورية، وإعلان وقف إطلاق نار في حلب، وإيجاد حل سياسي”.
وثمّن جاويش أوغلو المبادرت الفرنسية بخصوص مكافحة تنظيم داعش وخاصة في سوريا، والجهود التي تبذلها.
وبشأن معركة الموصل، ذكر جاويش أوغلو أن تركيا ساهمت بطرق مختلفة في عملية الموصل المتواصلة، وأضاف “إن قوات البيشمركة التي دربناها شمال العراق تشارك بشكل فعّال في المعركة، فضلًا عن (حرس نينوى) الذين دربناهم في معسكر بعشيقة”.
وتابع ” كما أن مقاتلاتنا من طراز “إف-16″ موجودة ضمن قوات التحالف الدولي من أجل المشاركة في العمليات”.
وأوضح جاويش أوغلو أن القوات التركية في معسكر بعشيقة قضت على أكثر من 700 إرهابي من داعش حتى انطلاق عملية الموصل، وأنها قتلت 17 إرهابيًا منذ بدء العملية وحتى اليوم، بواسطة قذائف المدفعية والدبابات والهاون.
وذكر أن هدف فرنسا وتركيا يتمثل في تطهير سوريا والعراق من داعش، وأن وحدة أراضي العراق واستقرارها وأمنها تعد هامة بالنسبة لتركيا مثل أمنها الخاص.
ونوه جاويش أوغلو إلى أن قرابة 300 ألف لاجئ عراقي قدموا إلى تركيا حتى اليوم، وأن بلاده تقدم مساعدات لثلاث مخيمات أقامتها شمالي العراق من أجل تلبية احتياجات قرابة 40 ألف شخص نازح يقطنها.
من جانبه، أكد الوزير الفرنسي أن بي كا كا مجموعة إرهابية وأن فرنسا تعتبرها ذلك وستواصل اعتبارها بهذا الشكل مستقبلًا، مشددًا أن تركيا حليف لبلاده في المحافل الإقليمية والدولية.
ولفت أيرولت إلى أن السلطات التركية اعتقلت منذ سبتمبر/ أيلول 2014 وحتى اليوم، 150 شخصًا أرادوا الانضمام لداعش، وأعادتهم إلى فرنسا.
وذكر أيرولت أن تركيا تواجه تهديدات إرهابية أخرى تتمثل في بي كا كا، التي نفذت العديد من الهجمات الإرهابية، مبينًا أن بلاده وقفت دائمًا إلى جانب تركيا وأدانت تلك الهجمات الإرهابية بأشد العبارات.
وحول الأزمات التي تشهدها المنطقة المحيطة بتركيا، أوضح أيرولت أن تركيا متأثرة بشكل مباشر من الحرب، لأنها مستمرة قرب حدودها مباشرة.
وأفاد أيرولت أن البلدين يمتلكان وجهات نظر مشتركة بخصوص سوريا، وقال بهذا الصدد، ” يجب على روسيا والنظام السوري إيقاف أعمال القصف الكثيفة على حلب، لأنها الوسيلة للتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية للسكان هناك”.
وأشار الوزير الفرنسي إلى إمكانية استئناف المفاوضات من أجل إيجاد حل دائم من خلال تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الخاص بوقف إطلاق النار.