قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، إن غزة أصبحت مدمرة وغير صالحة للعيش إلى حد كبير.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال منتدى باكو العالمي بنسخته الحادية عشرة الذي تحتضنه العاصمة الأذربيجانية بين 14 و16 مارس/ آذار الجاري بمشاركة دولية واسعة، تحت شعار: “إصلاح العالم الممزق”.
وأشار فيدان إلى أنه أبلغ نظراءه في منظمة التعاون الإسلامي خلال اجتماع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن الدول الأعضاء يجب أن تتعامل بنفسها هذه المرة مع قضية غزة، بدل انتظار الآخرين لحل مشاكلها.
واستدرك: “وإلا فإن إسرائيل ستجعلنا ننسى هذا الظلم من خلال ارتكاب ظلم أكثر وحشية”.
وذكر وزير الخارجية التركي أن الجهود الدبلوماسية المكثفة لم توقف جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة.
وأوضح أنه أصبح في غزة حتى اليوم “أكثر من 31 ألف شهيد، معظمهم نساء وأطفال ومسنون”.
وتابع: “لقد أصبحت غزة اليوم مدمرة وغير صالحة للعيش إلى حد كبير”.
وشدد فيدان على أن محاصرة المساعدات الإنسانية في معبر رفح الحدودي تخدم مصالح إسرائيل وداعميها.
وأردف أن هذه المشكلة لا يمكن حلها إلا بعد تفعيل حل الدولتين مع قيام دولة فلسطينية كاملة الأركان على أساس حدود ما قبل 1967.
ورغم دخول شهر رمضان، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، وسط شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
فيدان تطرق في كلمته أيضا إلى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد حل للصراع عن طريق التفاوض.
وقال إن تركيا انتهجت موقفا مبدئيا منذ بداية الحرب بين الجانبين.
وأضاف: “ندعم سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة ووحدة أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، من الناحيتين السياسية والعملية”.
وذكر أن روسيا وأوكرانيا تقيّمان إمكانية وضع إطار أمني جديد، لافتا إلى إمكانية الحديث عن اتفاق محتمل بين البلدين في هذا الصدد.
وشدد على أن هذه الآلية الجديدة ستسهم في تحقيق الأمن الغذائي العالمي وتهدئة التوتر في منطقة البحر الأسود.
واستبعد وزير الخارجية التركي انتهاء الحرب الروسية ـ الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث في وقت قريب.
ولفت إلى أن الخسائر الفادحة في الأرواح لدى الجانبين والأضرار المادية الناجمة عن صراعهما قادت إلى طريق مسدود نحو حل الأزمة.
وقال إن التوصل إلى حل تفاوضي يقوم على حماية المصالح المشروعة لأوكرانيا يشكل أولوية، لكن هذا “لا يعني الاعتراف بالاحتلال”.
وفي 24 فبراير/ شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط لإنهائها “تخلي” كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة “تدخلا” في سيادتها.