في تحول تاريخي غير مسبوق، شهدت الانتخابات المحلية التركية لعام 2024 سلسلة من المفاجآت التي غيرت ملامح الخريطة السياسية في البلاد.
لأول مرة منذ عام 1977، نجح حزب الشعب الجمهوري (CHP) في تصدر السباق الانتخابي على مستوى البلاد، مسجلاً انتصارات ملفتة في معاقل تقليدية لخصومه السياسيين.
في قلب الحدث، استطاع حزب CHP ليس فقط الاحتفاظ ببلديتي إسطنبول وأنقرة، اللتين كان قد انتزعهما من حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الماضية عام 2019، بل وأيضاً توسيع نفوذه داخل مجالس البلديات الكبرى في هاتين الولايتين الحيويتين، حيث فاز بالأغلبية في مجالسهما البلدية، وهو إنجاز يمثل قفزة نوعية في السيطرة على القرارات الإدارية والتنموية.
كما شهدت الانتخابات مفاجآت أخرى غير مسبوقة، إذ نجح حزب CHP في خرق معاقل تاريخية لحزب العدالة والتنمية وحلفائه، مثل مدينة مانيسا، التي كانت حتى هذا التاريخ تعتبر من القواعد الثابتة لحزب العدالة والتنمية. الانتصار في مانيسا يشكل دليلاً على تغير مزاج الناخبين وبحثهم عن بدائل جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، سجل حزب CHP انتصارات في عدة مدن كبرى أخرى كانت تعتبر معاقل لخصومه، مثل بورصة، كوتاهيه، كيليس، زنجولداغ، وكيرك قلعه. هذه النتائج تمثل إنجازاً تاريخياً لحزب CHP، الذي استطاع أن يكسر الهيمنة الطويلة لحزب العدالة والتنمية في هذه الأقاليم.
من جهة أخرى، شهدت الانتخابات أيضاً هزيمة حزب العدالة والتنمية في مدينة شانلي أورفا لصالح حزب الرفاه الجديد، ما يعكس تراجع نفوذه حتى في الولايات التي كان يعتبر فيها الحزب الأكثر شعبية.