حزب سياسي جديد في تركيا: من هو مؤسسه وما هي مكانته في الساحة الداخلية؟

حزب تركي قومي محافظ ومعارض، تأسس على يد منشقين عن حزبي الحركة القومية والجيد، ويهدف إلى منافسة الأحزاب التقليدية وملء الفراغ في الساحة السياسية التركية.

النشأة والتأسيس
تأسس حزب المفتاح يوم 28 أكتوبر/تشرين الثاني 2024، على يد مجموعة من القوميين السابقين المنشقين عن حزبي الجيد والحركة القومية، بقيادة يافوز أغيرالي أوغلو، الذي شغل سابقا منصب المتحدث الرسمي باسم حزب الجيد.

وأوضح أيهان إيريل، أحد مؤسسي الحزب، أن اختيار هذا التاريخ يأتي تزامنا مع ذكرى إعلان مصطفى كمال أتاتورك نيته إعلان الجمهورية التركية عام 1923، مشيرا إلى رمزية هذا اليوم في تاريخ البلاد.

وخلال مؤتمره التأسيسي الأول، أعلن الحزب عن قائمة مجلس المؤسسين، التي تضم 162 عضوا.

التسمية
اختار “حزب المفتاح” اسمه وشعاره برؤية جديدة ترمز إلى السهولة والبساطة، إذ يحمل الحزب اسما مختصرا هو “حزب A” (إيه) وشعارا يتضمن رمز المفتاح، في إشارة إلى رغبته في حل المشكلات السياسية في تركيا.

وأوضح زعيم الحزب أفيز أغيرالي أوغلو أن اختيار الاسم جاء تجنبا لتكرار الأسماء “المقدسة” التي خذلت الناخبين في السابق، وأضاف أن “الشعب سئم من الأسماء الثقيلة وغير الملائمة، وقررنا اختيار حرف إيه (A)، أول حرف من الأبجدية (التركية)، ليكون رمزا للبداية والنقاء”.

ووفقا لرئيس الشؤون السياسية في الحزب فؤاد غيتشن، فإن الشعار الذي اتخذه الحزب يوحي بأنه يهدف إلى أن يكون “مفتاحا” ويتحمل المسؤولية في معالجة تحديات البلاد.

التوجه الأيديولوجي
يطمح “حزب المفتاح” إلى إحداث تحول جوهري في المشهد السياسي التركي من خلال طرح بديل قومي محافظ يتماشى مع تطلعات شريحة من الناخبين الذين يشعرون بتراجع الثقة في الأحزاب التقليدية.

ويعتمد الحزب، الذي أسسته شخصيات قومية منشقّة عن حزبي “الجيد” و”الوحدة الكبرى”، على ما يسميها “رؤية متكاملة تعيد التركيز على القيم الوطنية المحافظة وتعزيز الاستقلال الوطني”، منطلقا من قاعدة قوامها كوادر ذات خلفية قومية تسعى لاستعادة الثقة الشعبية.

يؤمن مؤسسو الحزب أن تركيا بحاجة إلى خيار جديد قادر على تلبية احتياجات الأمة في ظل النظام السياسي الحالي، الذي تهيمن فيه ثنائية حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض، مما خلّف فجوة في المعارضة يجد الحزب نفسه مؤهلا لملئها.

وفي هذا السياق، يشدد الحزب على ضرورة التركيز على “الأفعال لا الأسماء”، موضحا أن الإنجازات الملموسة والقرارات التي تصب في مصلحة المواطنين تشكل المحرك الأساسي لنشاطه السياسي.

وفي ظل التوجهات الشعبية المتزايدة نحو البحث عن تغيير فعلي، يرى “حزب المفتاح” أنه ليس فقط معارضا للحكومة، بل إن له طموحا لتشكيل الحكومة في وقت قريب، حسب تصريحات رئيس تنظيمات الحزب أيهان إيريل، الذي قال “نحن هنا لنكون بديلا جادا وحقيقيا، وهدفنا ليس مجرد المعارضة، بل الوصول إلى الحكم”.

وأضاف إيريل أن الحزب يتمتع بقاعدة دعم واسعة تفوق حتى ما شهدته حركات الأحزاب السابقة عند تأسيسها، مثل حزب العدالة والتنمية في 2001 وحزب الوطن الأم في 1983.

الزعيم المؤسس
يُعد يافوز أغيرالي أوغلو من أبرز الشخصيات القومية في المشهد السياسي التركي، إذ يتمتع بخبرة عميقة في الأحزاب القومية المعارضة.

وُلد في ولاية طرابزون عام 1972 وتخرج في كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة، ثم التحق بحزب “الوحدة الكبرى” وشغل فيه عدة مناصب قيادية.

انضم أغيرالي أوغلو إلى حزب “الجيد” عام 2018، الذي تأسس على يد سياسيين منشقين عن الحركة القومية، وتولى فيه مناصب بارزة، منها المتحدث الرسمي ونائب رئيس الكتلة البرلمانية، إلا أنه استقال عام 2023، اعتراضا على قرار الحزب بالانضمام إلى “تحالف الطاولة السداسية” ودعمه لترشيح كمال كليجدار أوغلو للرئاسة.

رفض أغيرالي أوغلو ما وصفه بتحول التحالف إلى “أداة لتحقيق أهداف حزبية ضيقة”، مما دفعه للانفصال وإطلاق حزبه الخاص، “حزب المفتاح”، واعتباره بديلا قوميا محافظا يسعى لاستقطاب دعم شعبي ومنافسة القوى التقليدية في تركيا.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.