كانت الأمور تسير على عادتها، حين استمع الضيوف في فندق ريتز كارلتون بالرياض إخطارًا بأنه ليس هناك قدرة على استيعاب الضيوف “بسبب الحجز غير المتوقع من قبل السلطات المحلية التي تتطلب مستوى عال من الأمن”، ما يعني إخلاء الفندق، حتى تعود الأمور إلى طبيعتها.
في ذلك الحين، كانت عملية التطهير جارية بالفعل، حين شرعت قوات الأمن خلال ساعات، في اعتقال عشرات من أعضاء النخبة السياسية والتجارية في السعودية، معظمهم في العاصمة ومدينة جدة الساحلية، وبينهم 11 أميرًا، فضلا عن وزراء وأثرياء آخرين.
ويعتقد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنه ما لم يتغير البلد، فإن الاقتصاد سيغرق في أزمة يمكن أن تثير الاضطرابات، ويمكن أن يهدد ذلك الأسرة المالكة ويضعف البلد أمام منافسه الإقليمي إيران، ولذلك قرر محاربة الفساد.
وقال الملك سلمان إن التطهير كان ردا على “استغلال بعض النفوس الضعيفة الذين وضعوا مصالحهم الخاصة فوق المصلحة العامة من أجل الكسب غير المشروع، وقال عاملون إن الاتهامات تستند إلى أدلة جمعتها أجهزة الاستخبارات.
كان من بين أولئك المحتجزين في الفندق الأمير متعب بن عبد الله، الذي يرأس الحرس الوطني، وابن عم الأمير محمد. وكان متعب في منزله في الرياض عندما استدعى إلى لقاء مع ولي العهد. هذه الدعوة في ذلك الوقت من الليل لم تكن غير عادية بالنسبة لكبير المسؤولين، ولم تثر الشبهات.
لكنه ذهب ولم يعد، وفق ما يقوله شخص على علاقة بالمعتقلين، ليرافق أخيه الأمير تركي بن عبد الله، الحاكم السابق لمقاطعة الرياض، والملياردير صاحب الشهرة العالمية الأمير الوليد بن طلال.
وقال أحد المطلعين، على مقربة من العائلة المالكة، إنه من غير المرجح أن يتفاعل الحرس الوطني بقوة مع إبعاد الأمير متعب، تمامًا كما لم تتفاعل الداخلية مع الأمير محمد بن نايف.
وكان الأمير محمد قد أعلن في أكثر من مقابلة أنه سيحقق في الفساد المتوطن في المملكة، ولن يتردد في الذهاب إلى كبار المسؤولين. وقد وضع الأمير مخططا لفصل المملكة العربية السعودية عن اعتمادها على النفط، ورعاياها من الإعانات الحكومية والوظائف الحكومية، ومن المقرر أن تكون القائمة العامة لشركة النفط الوطنية أرامكو السعودية، المخطط لها في العام المقبل، محورها الرئيسي.
ولا يزال الملك سلمان، 82 عاما، لديه الكلمة الأخيرة في كل شيء، لكنه فوض إدارة الشؤون العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والأجنبية في المملكة إلى الأمير محمد، وقد كانت هناك تكهنات بأن الملك سيتنازل عن العرش قريبا، لكن مسؤولين حكوميين نفوا ذلك.