أعلنت شركة HAVELSAN التركية عن اكتمال مشروع “الجندي الرقمي” الذي يهدف إلى زيادة الوعي البيئي والتواصل داخل الفرق العسكرية. المشروع يتضمن تطوير جهاز “CENGAVER”، وهو جهاز قابل للارتداء يتضمن تقنيات متطورة لتحسين قدرة الجنود على التواصل وتتبع حالتهم الصحية والميدانية بشكل دقيق وفعال.
وفي تصريحات له، قال Çağlar Akman، قائد فريق تقنيات النمذجة وأجهزة الاستشعار في HAVELSAN، إنهم يعملون منذ فترة طويلة على تطوير “الجنود الرقميين” كجزء من مفهوم “الجيش الرقمي”.
وأكد أن النظام يشمل دمج تقنيات حديثة لتمكين الجنود من الوصول إلى قدرات أعلى، بما في ذلك تقنيات الاتصال اللاسلكي وأجهزة الاستشعار التي تتبع الوضع الصحي والنفسي للجنود أثناء العمليات.
وأوضح Akman أن “الجندي الرقمي” هو جزء أساسي من “الجيش الرقمي”، حيث يتيح للجندي التقليدي، باستخدام هذه التقنيات، تحسين قدراته العسكرية بشكل كبير.
ويتم تزويد الجنود بجهاز قابل للارتداء يوفر لهم التواصل اللاسلكي بين أعضاء الفريق من جهة وبين القيادة العسكرية من جهة أخرى، في الوقت الذي يسمح بتتبع موقعهم حتى في البيئات التي لا تعمل فيها تقنيات GPS.
وأكد Akman أن الجهاز يستخدم تقنية النطاق العريض الفائق التي تمكن من تحديد مواقع الجنود بدقة، حتى في الأماكن التي لا توجد بها تغطية GPS أو في بيئات معقدة.
كما يتم استخدام ساعة ذكية لقياس معلومات صحية مثل مستوى الأوكسجين في الدم، معدل ضربات القلب، درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى تحليل الأنشطة البدنية مثل الكشف عن السقوط أو تحديد مستوى التعب والضغط النفسي، ما يسمح للقيادة العسكرية بتقييم الوضع الصحي للجنود عن بُعد.
وقال Akman إن هذه التقنية تسمح للضباط بالكشف عن الإصابات أو المشكلات الصحية التي قد تحدث خلال العمليات العسكرية، حتى في غياب الاتصال المباشر.
وأشار Akman إلى أن النظام تم تطويره باستخدام أجهزة استشعار فردية مثل الساعات الذكية ونظارات الواقع المعزز أو المعزز الافتراضي التي تتيح للقادة مراقبة معلومات دقيقة عن كل جندي، مما يوفر وعيًا ميدانيًا عاليًا لكل من الجندي والقائد في الوقت نفسه.
وأضاف Akman: “بفضل هذا النظام، يمكن للقيادة العسكرية متابعة حالة الجنود في الوقت الفعلي من خلال جهاز لوحي أو تطبيقات خاصة، بالإضافة إلى إمكانية عرض هذه البيانات باستخدام الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي لعرض المعلومات بأبسط شكل ممكن. نحن نعمل على تقليل عدد الأجهزة القابلة للارتداء التي يجب على الجنود حملها، حيث سيكون هناك جهاز واحد فقط يجمع كافة الوظائف المطلوبة.”
وأكد Akman أن هذا المشروع لا يقتصر فقط على الاستخدام العسكري، بل يمكن استخدامه في القطاعات المدنية مثل فرق الإطفاء، الشرطة، والفرق الطبية. وقال: “نحن نهدف إلى توفير حلول مبتكرة تحسن السلامة والكفاءة في العمليات الميدانية في عدة مجالات.”
وأوضح Akman أن النظام في مرحلة الاختبار وأنه تم تجربته في بيئات عملية بالفعل. وأضاف: “نحن في مرحلة منتجة بالفعل، ومع ذلك، سيتم التفاعل مع المستخدمين النهائيين قريبًا لتحديد الاحتياجات وتكييف النظام وفقًا لها. سنجلس مع هؤلاء المستخدمين النهائيين لتحديد دقيق لما يحتاجونه وما إذا كانت بعض البيانات غير ضرورية لهم.”
وأشار Akman إلى أن تركيا يمكن أن تكون في المقدمة عالميًا في هذا المجال، خاصة في ما يتعلق بتقنيات النطاق العريض الفائق والتحديد داخل الأماكن المغلقة.
وقال: “نحن في وضع يمكننا من التنافس مع الدول الرائدة في هذا المجال، بل إننا نعتبر متقدمين في بعض الجوانب.”
هذا ويشمل النظام الجنود الرقميين الذين سيتضمنون تقنيات جديدة ذات استشعار متعدد، حيث سيتم دمج البيانات من الأجهزة المتعددة داخل جهاز واحد، ما يجعل التكنولوجيا أكثر فعالية، وخاصة في البيئات الميدانية المعقدة.
المصدر: تركيا الان