كارثة جديدة بمناطق الزلزال في تركيا

شهد قطاع البناء في تركيا ارتفاعًا كبيرًا في تكاليف المدخلات، حيث كانت الزيادة الأكبر في أجور العمال، التي ارتفعت بنسبة 200% خلال عام واحد. وأرجع خبراء السبب إلى النقص الحاد في الحرفيين نتيجة الأنشطة المكثفة لإعادة الإعمار في مناطق الزلزال وعزوف الشباب عن العمل في هذا القطاع.

بحسب بيانات معهد الإحصاء التركي، ارتفع مؤشر تكاليف مدخلات البناء بنسبة 38.93% في سبتمبر على أساس سنوي. وبلغت نسبة الزيادة في مؤشر المواد 31.56%، بينما سجل مؤشر الأجور ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 56.68%.

وأكد تقرير اتحاد المقاولين الأتراك أن القطاع يعاني من نقص كبير في العمالة، بما في ذلك الحدادين، والنجارين، ومشغلي المعدات الثقيلة. وأشار التقرير إلى أن أجور بعض العمال تجاوزت 100 ألف ليرة شهريًا، مع توقعات بمزيد من الارتفاع في حال زيادة الحد الأدنى للأجور بنهاية العام.

الشباب يبتعدون عن قطاع البناء

يرى الخبراء أن عزوف الشباب عن الانخراط في قطاع البناء يعود لطبيعته الشاقة، حيث يفضل الكثيرون الوظائف المكتبية. وشددوا على ضرورة اتخاذ خطوات لتعزيز إنتاجية القطاع، مثل الاستثمار في التكنولوجيا وتوفير تدريبات شاملة، إضافة إلى سياسات اجتماعية تدعم استقرار العمالة.

وفي هذا السياق، حذر الخبراء من أن ارتفاع التكاليف دون حلول فاعلة قد يؤدي إلى تباطؤ المشاريع الحكومية والخاصة، مؤكدين أهمية تحسين كفاءة القطاع للحد من التكاليف.

كارثة جديدة بمناطق الزلزال في تركيا

أعلنت ولاية هاتاي عن فرض غرامات على شركات خرسانة خالفت معايير الجودة والأداء، مما أثار مخاوف حول سلامة المباني التي تُنشأ في مناطق الزلزال. وأوضحت وزارة البيئة والتخطيط العمراني أنها ستكثف الرقابة على هذه الشركات وستتخذ إجراءات صارمة بحق المخالفين.

اقرأ أيضا

تنظيم إجرامي يستهدف السياح في إسطنبول.. وتدخل عاجل من…

وحذر إينال بويوكاشيك، رئيس فرع غرفة المهندسين المدنيين في هاتاي، قائلًا:
“المشاكل المكتشفة في إنتاج الخرسانة تزيد المخاوف بشأن أمان المباني الجديدة. لا يمكن السماح بأي تهاون في مراقبة جودة المواد المستخدمة.”

تحذيرات من الحديد المستورد من إيران

حذّر درموش علي تشيني، رئيس قسم البحث والتطوير في جمعية رجال الأعمال العصريين (ASRIAD)، من مخاطر الحديد المستورد من إيران بسبب ارتفاع نسبة الكربون فيه إلى أكثر من 2.5%، مما يضعف متانته ويهدد سلامة المباني، لا سيما في مناطق الزلازل.

وقال تشيني:
“يجب فرض رقابة مشددة على هذه المواد، خاصة في المناطق المعرضة للزلازل، لتجنب عواقب كارثية.”

حلول لتخفيف أزمة قطاع البناء

قدّم رئيس اتحاد مقاولات البناء، طاهر تيلي أوغلو، عدة توصيات للحكومة لمعالجة مشاكل القطاع، من أبرزها:

تخفيض أسعار الفائدة لتسهيل الحصول على القروض العقارية.
تسريع التحول الحضري عبر إزالة العوائق البيروقراطية.
ضبط أسعار المواد الأساسية التي تتجاوز معدلات التضخم.
توفير أراضٍ بأسعار مناسبة لدعم خفض تكاليف البناء.
إنشاء غرفة مهنية لمقاولي البناء لتنسيق الجهود وحل المشكلات.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.