كثيرة هي الأسباب الجاذبة إلى عاصمة السلاطين اسطنبول إلا أن بريق الذهب التركي لا يزال منارة تهدي السياح العرب إلى نحو 8000 محل للمجوهرات تزدان بها المدينة.
وللسوق المسقوف المعروف أيضا باسم “السوق الكبير” الواقع في منطقة “بيازيد” حصة الأسد من هذه المحال، إذ تشكل مئات منها بورصة مصغرة ترسم ملامح التداول للعملات والمعادن الثمينة وفي مقدمتها الذهب والماس والفضة.
وبحسب العديد من الصاغة في السوق يشترك العرب والأتراك في حب اقتناء الذهب سواء للزينة أو للادخار، لكن لمعان المجوهرات يغازل السيدات الشرقيات والغربيات مع اختلاف أذواقهن، إذ تميل المرأة الشرقية لشراء الأطقم الكاملة والخواتم الضخمة ذات العيار الثقيل، بينما تميل الغربية إلى السلاسل البسيطة والقلادات.
وقالت السائحة السعودية عبير الشمري (27 عاماً) إن الذهب التركي مميز من ناحية الشكل والصياغة ويخاطب العديد من الأذواق والميزانيات وقد اشتريت خاتما وعقدا من سوق بيازيد بقيمة 1650 ليرة تركية (حوالي 420 دولار) ليكونا تذكارا لزيارتنا الأولى لتركيا.
أما السائحة الكويتية عنود المطيري (65 عاماً) فقالت إنها اختارت طقما من الحلي الذهبية ستهديه لحفيدتها بمناسبة زفافها بعد نحو شهر من اليوم”.
وحول إقبال الزبائن في السوق التاريخية التي تمتد على نحو 30 ألف متر مربع قال الصائغ فرقان كوشان “نستقبل يوميا مئات السياح، النساء المتقدمات في السن يفضلن العيارات الثقيلة أما الجيل الجديد فيهتم بالشكل أكثر”.
وأضاف “بالنسبة للعرب فإن مشترياتهم تكون في الغالب من عياري 22 أو 24 قيراطا”.
وبحسب احصائيات صادرة عن مكتب الصاغة في غرفة تجارة إسطنبول تضم المدينة حوالي 8000 متجر مجوهرات، وبعد تجاوز أعداد العرب المقيمين في تركيا 4 ملايين نسمة، افتتح العشرات منهم محلات خاصة بهم.
“محمد المهدي” صائغ فلسطيني افتتح محلا لبيع الذهب بمنطقة الفاتح بإسطنبول قبل نحو عام قال “إن المتجر يشهد إقبالا من المواطنين والأجانب، لكن بطبيعة الحال الغالبية عرب لسهولة التواصل باللغة العربية فضلا عن وجود أشكال معينة من المصوغات اعتادوا عليها لا تتوفر أحيانا في الدكاكين التركية”.
وأوضح المهدي للأناضول أن”الطلب المتزايد من المقيمين العرب والقوانين التركية التي توفر بيئة مناسبة للاستثمار دفعت بالعشرات للمنافسة في هذا المضمار”.
ووفقا لاحصائيات رسمية بلغ عدد السياح الأجانب الذين زاروا إسطنبول خلال النصف الأول من العام الجاري 4.38 ملايين سائح من حول العالم.
ومنذ نحو عام تواصل تركيا إلى جانب الإمارات العربية المتحدة وماليزيا جهودها لتأسيس “بورصة الذهب” تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي.
وسبق أن قال وزير التنمية التركي لطفي ألوان، للأناضول، إن “بورصة إسطنبول تواصل أعمالها بالتعاون مع مركز دبي للسلع المتعدّدة، وبورصة ماليزيا، وحققت تقدما ملحوظا نحو إقامة بورصة للذهب بين الدول الإسلامية”.
وفقا لبيانات مجلس الذهب العالمي، فإن تركيا تحتل المرتبة الأولى بين أعضاء اللجنة الدائمة للتعاون الإقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (كومسيك) بحجم احتياطيات الذهب، إذ يبلغ احتياطيها 377.1 طنا، والمرتبة الـ 15 بين دول العالم.