في تقييمه للمرحلة الجديدة في سوريا، قال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور إبراهيم أرسلان في مقال وصل تركيا الان نسخة عنه: “على الرغم من ” المعارضة السورية” كونها مكونة من خمس مجموعات مختلفة، فإن تنسيق هذه المجموعات وانضباطها في الحركة، والأسلحة والطرق التي تستخدمها، تُظهر أن هيئة تحرير الشام تُديرها عسكرياً بعقل دولة”.
وأضاف أرسلان: “يجب أن تكون الحكومة التي ستُنشأ في سوريا قائمة على الحفاظ على وحدة البلاد، ولا ينبغي أن تتحول البلاد إلى هيكل فدرالي أو كونفدرالي. يجب أن يكون الدستور السوري الجديد يركز على حقوق الإنسان ويهدف إلى بناء سوريا علمانية موحدة”.
إدارة بشار الأسد في 12 يوماً… كيف سقطت؟
أشار الدكتور أرسلان إلى أن العمليات العسكرية التي قادتها هيئة تحرير الشام في إدلب، حيث تسيطر على المنطقة، بالتعاون مع فصائل الجيش الوطني السوري، قد بدأت في 27 نوفمبر 2024 وانتهت بنجاح في 8 ديسمبر 2024، عندما تم استيلاء الهيئة على دمشق واضطرار بشار الأسد لمغادرة البلاد.
وأضاف أن الأحداث في سوريا يجب أن تُقيّم بالتزامن مع تطورات الشرق الأوسط وحرب روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن انهيار الأسد كان نتيجة لعدم الدعم الكافي من روسيا وإيران، مما أدى إلى انسحاب قوات الأسد من حلب وتسليمها للمجموعات الكردية.
النظم العربية بعد الحرب العالمية الأولى…
وأفاد أرسلان أن الأنظمة العربية التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى لم تكن تستمد قوتها من شعوبها بل كانت تعتمد على الدعم الخارجي، موضحاً أن سوريا كانت تعتمد على دعم روسيا وإيران في مرحلة الأسد.
هل أخطأ الأسد في تقدير موقف روسيا وإيران؟
قال أرسلان أن الأسد لم يُقيّم الوضع بدقة، وكان يعتقد أن روسيا وإيران ستواصلان دعمهما له بلا شروط، لكنه اكتشف في النهاية أن هذا الدعم ليس مستداماً.
هيئة تحرير الشام بين الطموحات والتحديات
أشار أرسلان إلى أن هيئة تحرير الشام تسعى إلى بناء حكومة تضم ممثلين عن جميع الطوائف السورية، ولكن أكبر تحدي لها هو كونها تُعتبر من قبل المجتمع الدولي منظمة إرهابية.
الدستور السوري الجديد: لا للكونفدرالية، نعم للعلمانية والوحدة
دعا أرسلان إلى إنشاء حكومة في سوريا تعتمد على الحفاظ على وحدة البلاد وتجنب التحول إلى فدرالية أو كونفدرالية، مشيراً إلى أن سوريا بحاجة إلى دستور يضمن حقوق الإنسان ويؤسس لدولة علمانية.
مستقبل سوريا والشرق الأوسط
أوضح أرسلان أن الوضع في سوريا يعكس فشل إيران وروسيا، وأنه من الممكن أن تؤدي التطورات إلى تغيرات جوهرية في الاستقرار الداخلي لإيران. وأكد على أن الوضع في سوريا قد يؤدي إلى تحديات أكبر في المستقبل القريب.
المصدر: تركيا الان