هل تغير كل شئ كل في لحظة؟… جارتنا الجنوبية، سوريا، التي تشاركنا أطول حدود، شهدت في الأسبوعين الماضيين تطورات ستترك بصمتها ليس فقط على هذا العام، بل على السنوات القادمة أيضًا. وبالنظر إلى وجود اللاجئين في بلادنا ووجود قواتنا في سوريا، يصبح السؤال حول الحل النهائي الذي سينبثق عن هذه التطورات أمرًا بالغ الأهمية.
لن يكون من الممكن تجنب التأثير المباشر أو غير المباشر على العديد من المواضيع، مثل طلبات السكن والغذاء، بالإضافة إلى نفقات الصناعات الدفاعية. لذلك، رغم أنني عادة لا أكتب في مجال السياسة، قررت أن أتناول هذا الموضوع من زاوية اقتصادية.
لم يبدأ بعد عهد ترامب في الولايات المتحدة، ولكن مع ظهور معظم أعضاء فريقه، أصبح لدينا فكرة عن السياسات التي قد يتبعها. خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا، حيث إن الأشخاص الذين تم تعيينهم في هذا السياق يشيرون إلى إمكانية التوصل إلى هدنة في وقت قريب.
بل وهناك بعض التعليقات في وسائل الإعلام الأجنبية التي تفيد بأن التطورات في سوريا تُناقش جنبًا إلى جنب مع الوضع في أوكرانيا، بحيث يتم التفاوض حولهما كحزمة واحدة، مما سيؤثر بالطبع على أسعار الطاقة.
ومع اقتراب نهاية العام، تعقد البنوك المركزية اجتماعاتها الأخيرة، وتزداد احتمالية أن تقوم الولايات المتحدة بتخفيض أسعار الفائدة بعد أوروبا.
بعد أن تم الإعلان عن بيانات التضخم الأخيرة التي تطابقت مع التوقعات، فإن هناك توقعات بتخفيض قدره 25 نقطة أساس.
ومع ذلك، فإن بعض المؤسسات مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، التي تعتمد على نموذج معين للتضخم، تشير إلى التأثيرات السلبية التي قد تترتب على الحروب التجارية بعد تولي ترامب السلطة.
وان انخفاض التضخم إلى 2% لن يكون أمرًا سهلاً كما كان يُعتقد في السابق. ومن المحتمل أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة في الاجتماعات القادمة، لكن من المرجح أن يتوقف بعد ذلك.
وكلما تم خفض الفائدة بشكل أبطأ من قبل الاحتياطي الفيدرالي، زادت حذر رؤوس الأموال تجاه الأسواق الناشئة.
وهذا يجعل الأمر في غاية الأهمية بالنسبة للبلدان التي تعتمد على التمويل الخارجي مثلنا، حيث سيكون من الضروري متابعة سياسة ترامب في ما يتعلق بالرسوم الجمركية.
الكاتب: سردار بازي – موقع دنيا الاقتصادي التركي
ترجمة موقع تركيا الان
ملاحظة: إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي تركيا الان وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً