تركيا الآن
تُعتبر الظروف الجوية من أبرز العوامل المسببة للصداع النصفي. بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، يسهم الطقس البارد والعاصف في زيادة عدد وشدة الهجمات.
وخلال فصل الشتاء، لوحظ تدفق متزايد للمرضى إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات بسبب الشكاوى المتعلقة بالصداع النصفي.
إحصائيات الإصابة
يشير الخبراء إلى أن مرض الصداع النصفي يؤثر على واحدة من كل خمس نساء وواحد من كل عشرة رجال، ويتعرض بشكل أكبر لظروف جوية غير ملائمة. ووفقا للمعطيات، يُعاني الأشخاص في المناطق ذات المناخ البارد من نوبات أكثر حدة وعددها أعلى.
ما هو الصداع النصفي؟
يُوضح طبيب الأعصاب، الدكتور فوغار جعفر من قسم الأعصاب بمستشفى ميديكانا الدولي في إسطنبول، أن الصداع النصفي يعتبر حالة عصبية تتميز بألم شديد وخفقان، وعادةً ما يؤثر على جانب واحد من الرأس، لكنه يمكن أن يشمل كلا الجانبين أحيانًا، مما يجعل الحياة اليومية صعبة للغاية.
شرق الأناضول يسجل أعلى نسبة للصداع النصفي بـ 24.1%
أشار فوغار جعفر إلى أنه مع انخفاض درجات الحرارة، يلاحظ زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين يشتكون من نوبات الصداع النصفي.
وفقًا لدراسة تركية أجرتها مجموعة عمل الصداع ضمن جمعية الأعصاب التركية، فإن منطقة شرق الأناضول تُسجل أعلى معدل لتكرار الصداع النصفي في البلاد. حيث تبلغ نسبة حدوث الصداع النصفي في شرق الأناضول 24.1%، بينما تصل في منطقة مرمرة إلى 22%، وفي منطقة الأناضول الوسطى إلى 20%. كما تسجل منطقة البحر الأبيض المتوسط 15.7%، ومنطقة البحر الأسود 21.6%، بينما تُقدر النسبة في جنوب شرق الأناضول بـ 20%.
تأثير تغييرات ضغط الهواء على الصداع النصفي
أوضح الدكتور أن الصداع النصفي يتأثر بالظروف البيئية والعوامل الوراثية.
وأشار إلى أن الميل الوراثي للصداع النصفي يزيد من احتمالية حدوث النوبات، حيث تتسبب العوامل الخارجية بتحديد توقيت وظهور هذه النوبات. الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي يكونون حساسون لتغيرات الطقس، التي تُعد من أهم المحفزات.
وقد ذكر أن تغييرات الضغط ودرجات الحرارة الشديدة والعواصف والبرق يمكن أن تؤدي إلى ظهور نوبات الصداع النصفي من خلال التأثير على مستويات السيروتونين والمواد الكيميائية الأخرى في الدماغ.
بالإضافة إلى تغيرات الطقس، يُعزى إلى عوامل أخرى مثل الإجهاد الزائد، التغيرات الهرمونية (خاصة لدى النساء)، الجفاف، تغير أنماط النوم، والأضواء الساطعة تحفيز نوبات الصداع النصفي.
البرق والضوء الشديد يحفزان الصداع النصفي
وذكر جعفر أن دراسة أخرى في تركيا أظهرت أن البرق يرتبط بزيادة حدوث الصداع، حيث كانت احتمالية الإصابة بالصداع في أيام البرق أعلى بمعدل 1.31 مرة مقارنة باليوم العادي، وظلت هذه النسبة مرتفعة حتى بعد أخذ العوامل المرتبطة بالعواصف الرعدية بعين الاعتبار.
كما أن التعرض للضوء الشديد، مثل ضوء الشمس في الأيام الصيفية، يمكن أن يُحفز نوبات الصداع بسبب زيادة الحساسية للضوء، مما قد يؤثر أيضًا على جودة النوم.
الوقاية من الألم قبل حدوثه
على الرغم من أن أسباب الصداع النصفي تختلف من شخص لآخر، فإن الحفاظ على نمط نوم منتظم واستيفاء ساعات نوم كافية يُعتبر أساسيًا.
كما يجب تجنب الجوع لفترات طويلة، وعدم تفويت وجبات الطعام، حيث يُعتبر الإفطار وجبة مهمة. كما أن تجنب التعرض للرياح القوية والقيام بأنشطة بدنية مكثفة يمكن أن يسهم في منع النوبات.
خطر المسكنات
أشار الدكتور جعفر إلى أن المرضى غالبًا ما يلجؤون لاستخدام كميات كبيرة من المسكنات لوقف نوبات الصداع. ومع ذلك، قد يفقد الدواء فعاليته بعد فترة، مما يؤدي إلى تفاقم الألم والتسبب بآثار جانبية لبعض الأعضاء مثل المعدة والكلى والكبد. في مثل هذه الحالات، يُفضل البدء بالعلاج الوقائي لمنع النوبات وتقليل شدة الصداع.
وأوضح أن وجود مسكنات فعالة يوصي بها الطبيب تعتبر مفيدة في حالات الألم. كما يمكن لبعض السلوكيات أن تخفف من آلام الصداع النصفي، بما في ذلك وضع كيس ثلج على الرأس، أو حرارة على الرقبة، وأخذ قسطٍ من الراحة في بيئة مظلمة وهادئة.
المصدر: تركيا الآن