أرقام مرعبة حول هدر الطعام في العالم.. تركيا في قلب الأزمة

على الرغم من كونها إحدى الدول الثلاث الأولى في هدر الطعام عالميًا، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتمكن من الوفاء بتعهداتها للحد من هذه المشكلة.

قبل خمس سنوات من الموعد المحدد للوصول إلى أهداف 2030، أظهرت الدراسات أن هدر الطعام في البلاد لم ينخفض كما كان متوقعًا، بل شهد زيادة. وأشار الباحثون إلى أن هذا الوضع “مقلق” ويستدعي اتخاذ إجراءات فورية.

وفقًا لتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة حول هدر الطعام لعام 2024، يُهدر سنويًا طعام بقيمة تريليون دولار على مستوى العالم. ويعادل هذا الهدر حوالي 30% من إجمالي الأراضي الزراعية المستخدمة في إنتاج الغذاء، بينما يعاني حوالي 783 مليون شخص من الجوع.

في هذا السياق، تتصدر الصين والهند قائمة أكبر الدول هدرًا للطعام، حيث يُهدر 108.7 مليون طن في الصين و78.1 مليون طن في الهند، بينما تصل الكمية في الولايات المتحدة إلى 24.7 مليون طن، وفي تركيا 23 مليون طن.

وفي أوروبا، رغم انخفاض نسب الهدر مقارنةً بالدول الأخرى، تبقى الأرقام ضخمة، حيث يتم التخلص من 3.9 مليون طن من الطعام سنويًا في ألمانيا و6.5 مليون طن في فرنسا. أما في الولايات المتحدة، فإن ثلث الطعام المنتج يُهدر، وعلى الرغم من السياسات المتبعة، لم يتم تحقيق التقدم المطلوب في مكافحة هذه الظاهرة.

التحدي الأكبر: سياسات غير كافية

في عام 2016، وضعت الحكومة الفيدرالية الأمريكية هدفًا للحد من هدر الطعام إلى النصف بحلول عام 2030، مقارنةً بمستويات عام 2016، وتقليص تكلفة هدر الطعام للفرد إلى 164 جنيهًا سنويًا. إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أن الولايات لم تلتزم بالأهداف التي حددتها وكالة حماية البيئة الأمريكية.

دراسة جديدة أجرتها جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع قسم علوم وتكنولوجيا الغذاء في جامعة كاليفورنيا ديفيس، ونُشرت في مجلة Nature Food، أكدت أن السياسات الحالية في الولايات غير كافية لمواجهة المشكلة. وأشارت الدراسة إلى أن هدر الطعام للفرد قد شهد زيادة منذ عام 2016، وليس انخفاضًا كما كان مأمولًا.

 

وفي تعليق لها، قالت سارة كاكاديلس، الباحثة في جامعة كاليفورنيا ديفيس ومؤلفة الدراسة: “لقد تبقى فقط خمس سنوات حتى عام 2030، ومن المقلق أن التقدم المحرز في تقليص هدر الطعام كان بطيئًا للغاية. يجب أن يتم تنفيذ سياسات أكثر شمولًا في أسرع وقت ممكن لمواجهة هذه الأزمة”.

أثر جائحة كورونا

ومن جانبها، تناولت سارة كاكاديلس تأثير جائحة كورونا على هدر الطعام، مشيرةً إلى أن الوباء قد أسهم في تقليص الهدر في بداية الأزمة بسبب زيادة الطهي المنزلي والحد من الفعاليات التي تتطلب تقديم الطعام. لكنها أضافت: “الآن، مع عودة الناس إلى عاداتهم السابقة، قد يعود الهدر مرة أخرى. إعادة التدوير أمر مهم، لكن يجب ألا يكون هو الحل الوحيد”.

التأثير البيئي: هدر الطعام يساهم في الانبعاثات

من ناحية أخرى، أشار إدوارد سبانغ، الباحث في قسم علوم وتكنولوجيا الغذاء بجامعة كاليفورنيا ديفيس، إلى أن هدر الطعام لا يتسبب فقط في فقدان الموارد الغذائية، بل يمتد تأثيره إلى هدر الطاقة والماء والأسمدة التي تُستخدم في إنتاج الطعام. وأضاف: “الطعام المهدور يمثل حوالي 8-10% من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري”.

ضرورة السياسات الشاملة

أكد الباحثون أن الحلول تتطلب سياسات شاملة للحد من هدر الطعام، تشمل منع الهدر وإنقاذ الطعام القابل للاستخدام. وتعتبر الدراسة جزءًا من تمويل من قبل مؤسسة العلوم الوطنية، وزارة الزراعة الأمريكية، ومعهد الغذاء والزراعة التابع لوزارة الزراعة الأمريكية، مما يعكس أهمية الموضوع في السياسة الأمريكية والعالمية.

المصدر: تركيا الان

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.