في أول ظهور له على قناة تركية، صرح وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني خلال مقابلة حصرية مع قناة “TRT Haber” تابعها موقع تركيا الان بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “يقف إلى جانب الحق في التاريخ” وأشاد بمواقف تركيا الداعمة للقيم الإنسانية وإرادة الشعب السوري.
الشيباني، الذي يمثل الحكومة السورية الجديدة، أكد أن العلاقات بين سوريا وتركيا تتمتع بعمق تاريخي، مشيرًا إلى أن الشعب التركي قد احتضن اللاجئين السوريين على مدار سنوات. وأضاف: “لا شيء يمكن أن يفرق بين البلدين. العلاقات بيننا دخلت مرحلة جديدة”، مؤكدًا أن سوريا تسعى للاستفادة من الخبرات التركية في عملية إعادة بناء البلاد.
وأكد الشيباني أن الابتسامة أصبحت على وجوه جميع السوريين، معبرًا عن سعادته بهذا التغيير الإيجابي رغم التحديات المستمرة. وقال: “المسؤوليات زادت علينا، ولكننا مصممون على تقديم حياة أفضل لشعبنا. نأمل أن ينظر السوريون إلى المستقبل بتفاؤل بعيدًا عن الإرهاب والظلم”.
وفيما يتعلق باللاجئين السوريين، أوضح الشيباني أن سوريا تسعى لإعادة مواطنيها بشكل آمن وكريم إلى وطنهم، قائلاً: “سنضمن لهم الظروف المناسبة للعيش بكرامة في وطنهم”.
أكد وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني أن سوريا لا يمكن تقسيمها “لا من الناحية الإثنية ولا الجغرافية”، مشددًا على أن النظام السابق الذي استمر في سوريا لمدة 50 عامًا كان سببًا رئيسيًا في تفكيك البلاد. وأضاف: “نحن لا نريد أن يحكمنا نظام يستأثر به مجموعة معينة، بل يجب أن يكون هناك تمثيل لجميع فئات شعبنا دون تمييز، سواء كان ذلك دينيًا أو مذهبياً”.
الشيباني أشار إلى أن عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم تعتبر أولوية وطنية، حيث أُجبر 14 مليون سوري على اللجوء إلى الخارج بسبب الصراع. وأكد على أن الحكومة السورية تسعى لتوفير “الظروف الحيوية والاقتصادية” التي تتيح لهم العودة بكرامة إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن. ورغم التحديات، أعرب عن الأمل في التغلب على العقبات التي تعترض طريق العودة.
وفي سياق متصل، دعا الشيباني إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكدًا أنه لم يعد هناك مبرر لاستمرارها بعد رحيل النظام السابق. وأضاف: “يجب أن تُرفع هذه العقوبات لكي يعيش الشعب السوري في بيئة اقتصادية أكثر أمانًا”.
كما تحدث عن أهمية الدبلوماسية السورية في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن الأولوية هي لتعريف سوريا بالمجتمع الدولي. وأوضح أن العديد من الوفود زارت دمشق، بينما سعت الحكومة السورية أيضًا إلى تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة. وأكد شيباني أن سوريا تسعى لنقل طلباتها مباشرة إلى المجتمع الدولي وشرح خططها المستقبلية، مشددًا على أن “صورة النظام السابق” يجب ألا تتكرر في أذهان المجتمع الدولي.
أما فيما يتعلق بمحاكمة الرئيس السوري بشار الأسد، فقد أكد شيباني أن الحكومة السورية تعمل على تحقيق العدالة، مشيرًا إلى أن “المقابر الجماعية” التي تم اكتشافها كشفت حجم الجرائم التي ارتكبت في عهد النظام السابق. وأضاف: “نحن حكومة مؤقتة، ونواصل العمل من أجل محاكمة المسؤولين عن الجرائم بحق الشعب السوري”.
الشيباني لم يقتصر على الأوضاع الداخلية فقط، بل تطرق إلى التهديدات الأمنية التي تشكلها المنظمات الإرهابية، مؤكدًا أن “أمن سوريا هو أمن تركيا وأمن تركيا هو أمن سوريا”. وأوضح أن سوريا ستتعامل بسرعة مع هذه التهديدات، متمنيًا نتائج إيجابية.
وفي ختام حديثه، شدد وزير الخارجية السوري على أن “تركيا كانت الدولة الأكثر تحملًا للمسؤولية” تجاه الأزمة السورية. وقال: “نعتبر تركيا صديقًا لنا، ولديّ احترام وحب كبير لهذا البلد”.
المصدر: تركيا الان