قال مصدر في المملكة العربية السعودية لصحيفة ديلي ميل البريطانية، إن الأمراء السعوديين ورجال الأعمال المليارديرات، الذين اعتقلوا في عملية انتزاع السلطة في وقت سابق من هذا الشهر، نوفمبر/تشرين الثاني، يتعرَّضون للتعليق من أقدامهم، والضرب من قبل مرتزقة أميركيين تابعين لشركة أمن خاصة.
وكشفت صحيفة ديلي ميل، أن عمليات الاعتقال قد أعقبها “استجواب” قام به “مرتزقة أميركيون”، جُلِبوا للعمل لصالح ولي العهد ذي الـ32 عاماً، مشيرة في تقريرها الحصري إلى أن هؤلاء المحتجزين هم أقوى الشخصيات في البلاد، وتم اعتقالهم بناء على أوامر بن سلمان قبل ثلاثة أسابيع، في إطار حملة ضد فساد مزعوم طالت 11 أميراً على الأقل، ومئات من رجال الأعمال والمسؤولين السعوديين.
وأضاف المصدر للصحيفة أن الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين يتعرَّضون للضرب والتعذيب والإهانة، بغرض كسر شوكتهم وهيبتهم في النهاية.
ووجه المصدر أصابع الاتهام في عمليات الضرب والتعذيب إلى شركة بلاك ووتر الأمنية الأميركية الخاصة، إذ أُثيرَت في الآونة الأخيرة أنباءٌ عن وجودها في المملكة السعودية، من قبل شبكات التواصل الاجتماعي والرئيس اللبناني.
على الجانب الآخر، نفت الشركة، التي تُعرَف حالياً باسم “أكاديمي” بشدة، وجودها في المملكة العربية السعودية، وأكدت أنها غير مشاركة في أي عمليات تعذيب، التي يعد ارتكابها أمراً غير قانوني لأي مواطن أميركي في أي مكان في العالم.
وأضاف المصدر أن ولي العهد السعودي صادر أيضاً أكثر من 194 مليار دولار من الحسابات المصرفية، واستولى على أصول المعتقلين.
هذه المعلومات التي أوردتها الديلي ميل تتطابق مع ما كشفه تقرير للصحفي البريطاني ديفيد هيرست، عن تعرض بعض الشخصيات الكبيرة التي طالتها حملة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لمعاملة وحشية، جراء عمليات تعذيب تعرضوا لها، وسببت لهم جروحاً أصابت أجسامهم.
أمن خاص
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنه في ظل الأجواء المتوترة والحامية في السعودية، أبعد محمد بن سلمان قوات الأمن العادية عن احتجاز الأمراء وغيرهم من المليارديرات في فندق ريتز كارلتون بالرياض، مضيفاً أن “جميع الحراس المكلفين باحتجاز الأمراء ورجال الأعمال هم من الأمن الخاص، لأن محمد بن سلمان لا يريد ضباطاً سعوديين، بسبب اعتيادهم على توقير هؤلاء المعتقلين طيلة حياتهم”.
في خارج الفندق، توجد مركبات مدرعة من القوات الخاصة السعودية. ولكن في الداخل، هناك شركة أمنية خاصة.
وأضاف المصدر: “جاء رجال من أبوظبي وهم الآن المسؤولون عن كل شيء، مضيفاً أن محمد بن سلمان يجري بعض الاستجوابات بنفسه”.
واستطرد قائلاً: “عندما يتعلق الأمر بمسألة كبيرة، يوجه بن سلمان الأسئلة إليهم بنفسه”.
وأضاف أيضاً: “يتحدث إليهم بن سلمان بطريقة لطيفة في الاستجواب، ثم يغادر الغرفة، فيقوم المرتزقة بضربهم وإهانتهم وتعذيبهم”.
ويقول المصدر إن ولي العهد مستميت في تأكيد سلطته من خلال الخوف، ويريد الكشف عن شبكة مزعومة من المسؤولين الأجانب الذين أخذوا رشاوى من الأمراء السعوديين.
وكان تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال قد أوضح أن بن سلمان، الذي يقود هذه الحملة تحت عنوان مكافحة الفساد، يشرف بنفسه على هذه المفاوضات مع المعتقلين، وأصبح زائراً دائماً لفندق الريتز كارلتون في الرياض، وهو مكان الاحتجاز الرئيسي للأمراء والمسؤولين المعتقلين، وفقاً لتقارير عديدة.
غير أن شركة الأمن الخاصة المثيرة للجدل لم تعد موجودة تحت هذا الاسم، بل تغير اسمها وأصبحت تعرف الآن باسم “أكاديمي”.
على الصعيد ذاته، غرَّد الرئيس اللبناني ميشال عون على تويتر قائلاً، إن رئيس الوزراء السابق للبلاد سعد الحريري كان محتجزاً في الرياض من قبل حراس بلاك ووتر، ولكنه حذف التغريدة في وقت لاحق.
وقال ميشال عون، يوم الأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني، إن “السلطات اللبنانية لديها معلومات غير مؤكدة بأن شركة بلاك ووتر تحرس الحريري وأسرته – وليست قوات الأمن السعودية الرسمية”.
كما ادعى حساب سعودي بارز على تويتر، العهد الجديد (@Ahdjadid)، ينشر ما يقال بأنها معلومات مسربة من الداخل، أن محمد بن سلمان جلب ما لا يقل عن 150 من حراس بلاك ووتر.
وكتب حساب العهد الجديد على تويتر: “وصلت المجموعة الأولى من مرتزقة بلاك ووتر إلى المملكة العربية السعودية، بعد أسبوع من خلع محمد بن نايف من ولاية العهد”.
وأضاف الحساب: “كانوا حوالي 150 مقاتلاً من حراس بلاك ووتر، حيث أرسل محمد بن سلمان بعضهم لتأمين مكان اعتقال محمد بن نايف، والباقي استخدمهم في حراسته الشخصية”.
كما أثيرت مزاعم التعذيب مؤخراً في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
وقال طبيب في مستشفى في الرياض، ومسؤول أميركي لصحيفة التايمز، إن ما لا يقل عن 17 معتقلاً تلقوا العلاج الطبي.
لكن فاطمة باعشن المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، قالت للصحيفة إن الاعتقالات تتعلق بجرائم “ذوي الياقات البيضاء”، وإن المدعي العام في البلاد يضمن “امتثال الاعتقالات للقوانين واللوائح ذات الصلة”.
اعتقال الوليد بن طلال
ومن بين المعتقلين في مزاعم الفساد، الأمير الوليد بن طلال، ابن أخي الملك السعودي، والذي يمتلك أكثر من 17 مليار دولار وفقاً لفوربس، ويملك حصصاً في تويتر، وشركة ليفت وسيتي غروب.
ويزعم مصدر صحيفة ديلي ميل، أن ولي العهد أوهم الوليد بإحساس أمني زائف، ودعاه إلى اجتماع في قصر اليمامة، ثم أرسل ضباطاً لاعتقاله في الليلة السابقة للاجتماع.
وأضاف المصدر: “فجأة في الساعة 2.45 صباحاً، نُزع سلاح جميع حراس الوليد بن طلال، وانقض عليه الحراس الملكيون لمحمد بن سلمان”.
واستطرد المصدر قائلاً: “قام الحراس بجر الوليد من غرفة نومه في منامة له، وهو مكبل اليدين، ووضعوه في الجزء الخلفي من سيارة دفع رباعي، واستجوبوه مثل المجرم”.
وأضاف المصدر: “قام الحراس بتعليق المعتقلين رأساً على عقب، فقط لإرسال رسالة لهم بكسر شوكتهم وهيبتهم”.
وأخبروا المعتقلين بأنه “جرى الإعلان عن القبض عليهم والتهم الموجهة لهم، وأن العالم يعرف بالقبض عليهم بسبب هذه التهم”.
هاف بوست