منذ نحو 140 عاماً، وما زالت الحصون الموجودة في ولاية أرضروم شرقي تركيا، شاهدة على المعركة التي جرت بين الدولة العثمانية والقوات الروسية عام 1877، والمعروفة بحرب 93.
وقامت الدولة العثمانية بمساعدة الأهالي وأشخاص ينتمون إلى أديان أخرى غير الإسلام، ببناء عدد من الحصون على أطراف الولاية، أبرزها “حصون عزيزية”، بهدف حماية حدود الدولة الشرقية.
وتمّ بناء حصون عزيزية أمام القلاع والأسوار، بغية التصدي للقذائف، وتوفير مكان للجنود العثمانيين لقضاء احتياجاتهم المختلفة من طعام ومسكن، خلال الحرب ضد القوات الروسية.
وفي ولاية أرضروم، يوجد 23 حصناً، أبرزهم حصون عزيزية التي تقع في جبل طوب، الذي يبعد عن مركز المدينة نحو 4 كيلو متر.
وتستحوذ حصون عزيزية على أهمية بالغة كونها لعبت دوراً هامًا في منع تقدم القوات الروسية نحو مركز المدينة خلال حرب عام 1877.
وكل عام ينظم الآلاف من سكان ولاية أرضروم، مسيرات باتجاه حصون عزيزية تكريماً للشهداء الذين سقطوا أثناء الحرب، دفاعاً عن مدينتهم، ولتخليد ذكراهم.
وفي تصريح لمراسل الأناضول، قال البروفسور مراد كوجوك أوغورلو رئيس قسم التاريخ بجامعة أرضروم التقنية، إنّ الحصون الموجودة في ولاية أرضروم، بٌنيت في عهد الدولة العثمانية، بهدف التصدي للقذائف، وكانت إيطاليا قد استخدمت في القرن الخامس عشر، حصوناً مماثلة للغرض نفسه.
وأوضح كوجوك أوغورلو أنّ القلاع والأسوار الحجرية لم تعد تفي بالغرض لحماية المدينة من الأعداء، لا سيما مع تطور نظام القذائف بعد القرن الخامس عشر، وباتت الحاجة ماسة لحصون يتم بناؤها أمام الأسوار والقلاع.
وتأتي أهمية الحصون، كونها تقوم بوظيفة التصدي للقذائف الموجهة ضدّ القلاع والأسوار، فتقوم الحصون بصد القذائف وإبطاء سرعتها وتوقيفها قبل وصولها إلى القلاع أو إلى مركز المدينة.
وتابع كوجوك أوغورلو قائلاً: “تعرّف سكان أرضروم على الحصون في القرن السادس عشر، فقد تطوّع عدد من الأشخاص لبناء 10 حصون على أطرف المدينة، بعد الحصول على إذن من حكومة إسطنبول، وذلك لما شعروا بأنّ خطر الأعداء بدأ”.
وأضاف “تحولت هذه الحصون مع مرور الزمن إلى قلاع صغيرة، ونُظّمت فيما بعد على شكل مخابئ أو أماكن لقضاء الجنود حاجتهم فيها”.
وأردف قائلاً: “بعض هذه الحصون مهددة بالانهيار، لذا تقوم الجهات المعنية بترميمها وصيانتها، ولدينا الأن 52 حصناً، بينهم 23 تُعرف أسمائهم، قد أُنشأت هذه الحصون بجهود نحو 3 آلاف متطوع من أهالي الولاية، وقد جاء أناس ينتمون لأديان أخرى إلى أرضروم وشاركوا أهلها في عملية الإنشاء”.
الاناضول