طبيبان كينيان: تركيا “بحر من الفرص”

وصف طبيبان كينيان، تركيا بأنها “بحر من الفرص”، حيث يمكن للطلاب الأجانب تحقيق أحلامهم من خلال الدراسة بها.

جاء ذلك في حديثهما للأناضول، بخصوص رحلة حصولهما على درجتهما العلمية الجامعية (البكالوريوس) من تركيا، والمواقف التي تعرضا لها في تلك الرحلة.

وقالت الطبيبة زهراء علي، مؤسسة منظمة “الهلال الأخضر” الكينية (أهلية تكافح أشكال الإدمان المتعددة)، إنها حلمت دومًا بأن تصبح طبيبة، “وهذا الحلم تحول إلى حقيقة في تركيا”.

وبدأت علاقة زهراء بتركيا وحبها لها، من خلال درس مدرسي حول تاريخ الدولة العثمانية، على حد قولها.

وأوضحت: “سمعت عن تركيا لأول مرة عندما كنت في المدرسة الابتدائية، وحلمت دومًا أن أزورها كسائحة، لكنني لم أتوقع أبدًا أن آتي إليها كطالبة علم”.

ووصلت زهراء إلى تركيا عام 1987، لتدرس الطب في جامعة “هاجيتيبي” بالعاصمة أنقرة، قبل أن تتخرج منها.

وحول تلك التجربة، أشارت زهراء إلى أنها وجدت “صعوبات عدة خلال فترة دراستها في الجامعة، كونها فتاة مسلمة محجبة”.

وخلال تلك الفترة، كان الحجاب ممنوعًا (قبل أن يتم رفع الحظر)، كما تقول زهراء، ما دفعها للكفاح كثيرًا.

وتوضح:” قالوا لنا ضعوا شعرًا مستعارًا، لكني أعرف أن ارتداء الشعر المستعار محظور في الإسلام، لذا ارتديت الحجاب ووضعت فوقه قبعة، ما كان يثير ضحك الآخرين”.

ورغم تلك الصعوبات التي كانت تبدأ منذ محاولات الدخول من البوابة الرئيسية للجامعة، أكدت زهراء أنها تمكنت من “بناء علاقات صداقة جيدة”.

تطوعت زهراء كطبيبة عندما ضرب الزلزال مدينة إزميت، غربي تركيا، عام 1999، مخلفًا على الأقل 17 ألف قتيل، و50 ألف مصاب.

كما كانت زهراء واحدة من مؤسسي منظمة “أطباء حول تركيا”، أحد فروع منظمة “أطباء حول العالم” الخيرية البريطانية.

وكممثلة عن المنظمة، وعدد من المشروعات الأخرى، ذهبت زهراء إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتتولى الطبيية الكينية أيضًا مهمة منسقة القارة الإفريقية في الوكالة التركية والإفريقية للتنمية (مقرها أنقرة).

** قيادة عالمية

من جهته، أوضح الطبيب الكيني عبدي إبراهيم عيسى، الذي يتولى حاليًا منصب محافظ حكومة مقاطعة إيسيولو في المنطقة الشرقية العليا من كينيا، أنّ “تركيا كانت شديدة الترحيب بنساء بلده”.

وقال في حديثه للأناضول، إنّ وتيرة النمو في تركيا تصاعدت بسرعة منذ وصول الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى منصب رئيس الوزراء (في عام 2003، قبل أن يصبح رئيسًا للبلاد).

وأضاف عيسي، الذي تخرّج من جامعة إسطنبول عام 1995: “رأيت العديد من التغيرات في تركيا، لاسيما منذ وصول الرئيس أردوغان إلى السلطة، فهو قائد كثير الرؤى، وزعيم يتطلع إلى الأمام، وهذا ما يقلق العالم أجمع”.

وفي السياق، أشار عيسى إلى أن “تركيا دولة ترحب بالجميع”.

وتابع بالقول:” في الواقع، أشعر بالفخر، وأشعر بأن أردوغان هو رئيسنا، نحن (الكينيون) نتابعه على تويتر، ونتابع كل شيء يقوله”.

كما توقع بأن تصبح تركيا “دولة قائدة عالميًا في غضون السنوات المقبلة”.

وأشار إلى أن هذا القرن “يعد تركيًا بامتياز”، وأنه بحلول عام 2030 ستكون تركيا “ثاني دولة في قائمة أصحاب الزعامة الدولية العالمية”.

وفي معرض حديثة عن تركيا، أعرب عيسى عن أمله في عقد مزيدٍ من التعاون بين بلاده وأنقرة.

وأردف قائلا:”تركيا بيتي وبلدي الأول، أما كينيا فتأتي في المرتبة الثانية”.

وخلال إقامته في تركيا، عمل عيسى مراسلا للخدمة الصومالية والسواحلية لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

كما تولى منصب نائب رئيس جمعية المراسلين الأجانب في تركيا، وشارك في إحدى الدعاية التليفزيونية لبنك العمل التركي.

والتقى عيسى أيضًا الرئيس الأسبق تورغوت أوزال، في قصر تشانكايا بأنقرة، في لحظة وصفها بأنها “الأكثر تشويقًا ومتعة” خلال وجوده في تركيا.

وبصفته مسؤولًا حكوميًا، أعرب الطبيب الكيني عن شكره لتركيا، لتقديمها عدة سيارات إسعاف إلى بلاده.

وقال: “أتمنى أن تقوم تركيا بتجديد مستشفياتنا”.

ويحصل نحو 5 آلاف طالب من جميع أنحاء العالم على منح دراسية تركية سنويًا من قبل رئاسة إدارة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB)، وهي السلطة الوحيدة المعنية بتقديم المنح الحكومية للطلاب الدوليين.

ووفقا لأحدث بيانات الإدارة، هناك ما يقرب من 17 ألف طالب أجنبي يدرسون في الجامعات التركية بناء على منح حكومية، في حين أن أكثر من 100 ألف آخرين يدرسون في تركيا باستخدام أموال غير حكومية.

وتقدم هذا العام نحو 106 آلاف و550 طالبًا من 163 بلدًا بطلب للحصول على برنامج المنح الدراسية في تركيا، حيث أصبحت البلاد مركزًا إقليميًا للطلاب الأجانب في السنوات الأخيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.