أعربت مصادر دبلوماسية تركية، اليوم الخميس، عن قلقها من دعم الولايات المتحدة الأمريكية، لتنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي بالسلاح.
وبحسب معطيات توصلت إليها الأناضول من المصادر الدبلوماسية، فإنه حتى ساعة تعاون واحدة (بين واشنطن والتنظيم)، تشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لتركيا.
وأوضحت أن اجتماع قمة سوتشي، بين رؤساء تركيا وروسيا وإيران، الأسبوع الماضي، يعدّ بمثابة انعكاس لإنجازات مباحثات “أستانا” حول سوريا، على العملية السياسية في هذا البلد.
وأشارت المصادر، أن تركيا تقف إلى جانب المبادرات التي من شأنها المساهمة في إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.
وشدّدت على ضرورة شرعية المشاركين في المبادرات السياسية حول سوريا، وعدم لعب أي تنظيم إرهابي دورا في مؤتمر الحوار السوري، المزمع عقده بسوتشي الروسية، في فبراير/ شباط 2018.
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، دعت قمة سوتشي الثلاثية الخاصة بسوريا، التي جمعت رؤساء تركيا، رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني، كلا من ممثلي النظام السوري والمعارضة، للمشاركة البناءة في مؤتمر الحوار السوري.
وفيما يتعلق بـ “مؤتمر الرياض” للمعارضة السورية في السعودية، واجتماعها مؤخرا في العاصمة الرياض، وضم منصتي “القاهرة” و”موسكو” إليها، قالت المصادر الدبلوماسية التركية، إنه مستجد إيجابي.
وأوضحت أن الجولة المقبلة لمباحثات أستانا، ستنطلق خلال ديسمبر/ كانون الأول 2017، وأن المفاوضات السياسية المنعقدة حاليا في جنيف، يمكن أن تستمر حتى الأسبوع المقبل.
وأمس الأول الثلاثاء، انطلقت اجتماعات مؤتمر “جنيف 8″، بلقاء رسمي وحيد جمع المعارضة مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في مقر الأمم المتحدة بجنيف.
وأشارت المصادر، إلى أن الأطراف في جنيف، لم تصل إلى مرحلة التفاوض بعد، وأن دي ميستورا، يسعى إلى جمع المعارضة وممثلي النظام في نفس الوقت والمكان.
وأفادت المصادر الديبلوماسية، بأنه يتم السعي في الوقت الحالي، لمناقشة قضايا الحكومة الانتقالية، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، مؤكدة دعم تركيا للمفاوضات في جنيف.
ولفتت إلى أن الأزمة السورية تركت وراءها 6 سنوات ونصف السنة، تجاوز عدد القتلى فيها 500 ألف قتيل، واضطر أكثر من نصف السكان للنزوح واللجوء داخل وخارج البلاد.
وقالت المصادر، تم استخدام السلاح الكيميائي 3 مرات على الأقل من قبل النظام أو (تنظيم) داعش الإرهابي، وأمام هذه الصورة القاتمة، فإنه من الراسخ جدا بالنسبة لنا ضرورة عدم وجود المسؤولين عن هذه الصورة في مستقبل سوريا الجديد.
وشدّدت على أن إرادة الشعب ستكون هي الأساس في حال وضع الحل السياسي الأممي أمام الشعب السوري، عبر انتخابات حرة وعادلة.
المصادر الديبلوماسية ذاتها، أكدت على موقف المعارضة السورية، حول عدم إمكانية تحقيق انتقال سياسي مع النظام.
كما شددت على أن مباحثات أستانا، ليست بديلة عن مفاوضات جنيف السياسية.
وقالت المصادر، أن هدف تركيا الوحيد هو الجمع بين ممثلي المجتمع السوري، لإجراء مناقشات حول مصير مستقبل بلادهم، ومن ثم تقديم المخرجات إلى مفاوضات جنيف، كمساهمات إضافية.
وتابعت: “تركيا تولي أهمية كبيرة للشرعية الدولية”.
وتطرقت المصادر، إلى تمثيل الأكراد السوريين ضمن الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة في جنيف.
وأردفت: لن يكون هناك أيضا أي مانع من مشاركة شخصيات مستقلة في سوتشي (مؤتمر الحوار السوري) يمكنها عكس التطلعات الشرعية للأكراد.
** الغموض يزيد من القلق
المصادر أكّدت أن الرد على التهديدات في عفرين سيستمر طالما استمرت التهديدات من هناك، والمناطق التي يسيطر عليها “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي ليست ضمن مسألة خفض التوتر، فيما يخص الخطوات التي سيتم اتخاذها من أجل خفض التوتر.
وشدّدت المصادر على أن المواقف الأمريكية غير متناغمة، وأنها شهدت مواقف مشابهة من الإدارة الأمريكية السابقة فيما يخص (مدينة) منبج ( شمالي حلب).
وأشارت إلى مواصلة اللقاءات الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية، رغم الامتعاض التركي من انعكاس المواضيع السياسية في الولايات المتحدة على الأرض.
وحول تغريدة نشرها مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى سوريا بريت ماكغورك، عبر حسابه بموقع “تويتر” والتي أعلن فيها سحب 500 جندي أمريكي من مدينة الرقة السورية (شمال شرق)، ذكرت المصادر أن تركيا على علم بوجود عدد كبير من الجنود الأمريكيين في الرقة.
ولفتت المصادر، إلى أن جزءًا يسيرًا فقط من المعدات التي تم نقلها عبر الشاحنات قدمت إلى “ب ي د/ بي كا كا”، والقسم الأكبر هي لاحتياجات الوحدات الأمريكية.
وتابعت: لكن عند النظر إلى حجم وعدد الشاحنات، فإنه إما أن يكون هناك عدد كبير من القوات الأمريكية، وهي بحاجة إلى مواكب كبيرة من أجل استدامتها، وإما أن هناك نقص في المعلومات التي قدمت إلينا.
وذكرت المصادر، أن مشاركة الطرفين للمعلومات حول الأسلحة ليست بالمستوى التي ترنو إليه تركيا، وأن المسألة لا تكمن في الشفافية تجاه أنقرة وإنما في كون الأسلحة المقدمة تشكل تهديدا على تركيا.
** ينبغي إدارة المرحلة بشكل دقيق
وفيما يتعلق بمناطق خفض التوتر في إدلب (شمال غرب)، أشارت المصادر إلى صعوبة انتشار عناصر المراقبة في المنطقة، وكذلك الكشف عن الخروقات.
وبينت أن الدول الضامنة الثلاث تركيا وروسيا وإيران تسعى لإدارة المرحلة وفق مفهوم معين.
وأكدت المصادر، على ضرورة أن يتم فصل قوات المعارضة المعتدلة عن “هيئة تحرير الشام”.
وأشارت إلى ضرورة أن تتحرك تركيا فيما يخص مكافحة الإرهاب هناك، بشكل حساس جدا.
وحول تأخر عملية تشكيل نقاط المراقبة في المنطقة، ذكرت المصادر أن السبب هو مواصلة الأعمال بشكل حساس، والعمل على تحديد المناطق التي سيتم تشكيل نقاط مراقبة فيها.
واعتبرت أن عودة السوريين إلى بلادهم، من أهم أبعاد عملية السلام في البلاد.
وقالت بهذا الصدد: إذا تخيلنا سوريا خالية من نقاط مراقبة، وذات سيادة وتتمتع باستقلالها السياسي، وتحافظ على وحدة أراضيها، فإنه من المهم جدا إعادة التغييرات الديموغرافية التي حصلت داخل البلاد إلى وضعها السابق.
ورأت المصادر الديبلوماسية، أنه لا يمكن الحديث عن الاستقرار على المدى الطويل في حال تم تسليم إدارة الرقة لأيدي أشخاص آخرين (في إشارة إلى تنظيم ب ي د الإرهابي).
وفي الرابع من مايو/ أيار الماضي، اتفقت الدول الضامنة، في اجتماعات “أستانا 4″، على إقامة “مناطق خفض التوتر”، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاثة لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا.
وبدأ سريان الاتفاق في السادس من الشهر ذاته، ويشمل أربعة مناطق هي: محافظة إدلب وأجزاء من محافظة حلب وأخرى من ريف اللاذقية (شمال غرب)، وحماة (وسط)، وريف حمص الشمالي (وسط)، وريف دمشق، ودرعا (جنوب).
كما تم الاتفاق في أستان 6 التي عقدت في سبتمبر/ أيلول الماضي، على إنشاء منطقة آمنة في محافظة إدلب تراقبها تركيا، التي أرسلت بعدها قواتها إلى المحافظة، وبدأت بإنشاء مراكز مراقبة.
الأناضول