تواصلت، الخميس، المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في الولايات التركية، لليوم الثاني على التوالي، تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب.
ففي العاصمة أنقرة نظم مواطنون أتراك مظاهرة أمام مقر السفارة الأمريكية، احتجاجا على القرار.
المظاهرة نظمتها “جمعية شباب الأناضول”، حيث وضع المتظاهرون إكليلا أسودًا أمام السفارة، تنديدا بقرار ترامب.
كما حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “القدس إسلامية”، و”سلام إلى القدس، نعم للمقاومة”، وهتفوا بعبارات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال رئيس فرع الوقف المنظم للفاعلية، في أنقرة، حسن قرمان، في تصريحات صحفية، إن الشراكة الدموية وخطط الاحتلال التي تتبناها الولايات المتحدة وإسرائيل لا تزال متواصلة”.
وأوضح أن “الولايات المتحدة وإسرائيل تنتظرهما نتائج لا يتوقعونها نتيجة هذا التصرف غير القانوني(الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل)”.
من جهته قال رئيس فرع حزب السعادة (غير ممثل في البرلمان) في أنقرة، فاتح بيازيد، إن قرار الرئيس الأمريكي “لا قيمة له”.
وأضاف في تصريحات على هامش الفعالية، أن “ما ينبغي علينا القيام به كعالم إسلامي وشعوب مضطهدة، هو التحرك سويا، وتأسيس الاتحاد الإسلامي في أقرب وقت”.
أما في ولاية مانيسا(غرب) خرج مجموعة من الأتراك في مظاهرة مماثلة رافضة للخطوة الأمريكية.
وحمل المشاركون في المظاهرة التي جرت في ميدان 15 تموز، والمنظمة من قبل فرع نقابة موظفي القطاع العام في مانيسا، لافتات كتبت عليها عبارات “المقاومة ستنتصر”، و”القدس ليست وحيدة”، و”السلام للقدس نعم للمقاومة”.
وقال ممثل النقابة المذكورة في مانسيا، مصطفى إرغات، في كلمة ألقاها خلال المظاهرة، إن “هذ الاستراتيجية القذرة التي صنعتها الولايات المتحدة وإسرائيل، ستؤدي لمشاكل أكبر حال لم يتم توقيفها من أجل الإنسانية التي تعاني عنفًا وأزمات”.
وفي ولاية بوردور(غرب)، تظاهر أعضاء فرع نقابة موظفي القطاع العام بالولاية، ضد القرار الأمريكي.
وتجمع المتظاهرون في ميدان “الجمهورية”، وهم يحملون بأيديهم أعلام تركيا، وهتفوا بعتبارات من قبيل “إسرائيل قاتلة، أمريكا عميلة”، “فلتبتر الأيادي التي تمس القدس”.
أما في ولاية أنطاليا(جنوب) نظم رئيس فرع حزب السعادة بالولاية عمر أريتورك، مؤتمرا صحفيا، شدد فيه على أن القرار الأمريكي المذكور”مبادرة سافلة ومتعجرفة ضد العالم الإسلامي”.
وأضاف “القدس للإسلام، وستبقى إسلامية”، معتبرا أن “المسلمين لن يقبلوا أبدا بجعل القدس عاصمة لدولة إسرائيل الإرهابية”.
وفي ولاية إسبارطه(جنوب غرب)، وسط البلاد تجمع ممثلون عن منظمات مجتمع مدني أمام جامع معمار سنان، رفضا لذات القرارا.
وحمل المشاركون لافتات كتبت عليها عبارات “صامدون من أجل قدس حرة”، و”أمريكا القاتلة، اذهبي من الشرق الأوسط”، و”القدس للمسلمين، شعب القدس ليسوا لوحدهم”.
أما في ولاية أفيون قره حصار(وسط)، نظم “اتحاد الإرادة الوطنية في الأناضول” (منظمة مدنية) مظاهرة احتجاجية ضد قرار ترامب.
وجرت المظاهرة أمام ميدان “أنيت بارك” حيث شكل أعضاء المنظمة موكبا من السيارات المغطات بأعلام تركيا، وهتفوا ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقالت رئيسة الجناح النسائي للمنظمة في أفيون قره حصار، ساوغي أكيول، في تصريح صحفي إن “القدس قبلتنا الأولى، وأي تصرف يتجاوز الحدود بشأن القدس، يترك الولايات المتحدة وجها لوجه مع نتائج لا يتوقعونها”.
وخاطبت ترامب قائلةً “دعك عن جعل القدس عاصمة لإسرائيل، فنحن لا نعترف حتى بتل أبيب أن تكون عاصمتهم”.
وفي ولاية شانلي أورفة(جنوب)، احتشد المئات أمام أحد المراكز التجارية وسط المدينة بدعوة من منبر منظمات المجتمع المدني بالولاية، حاملين بأيديهم أعلام فلسطين ولافتات داعمة للقدس.
وردد المتظاهرون التكبيرات، وهتافات ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وبنفس السياق، شهدت ولاية قهرمان مرعش(جنوب) مظاهرة لأعضاء منظمات مدنية تتقدمهم نقابتا موظفي القطاع العام والتعليم، احتجاجًا على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات تضامنية مع القدس.
وفي كلمة خلال المظاهرة، أكد ممثل نقابة موظفي القطاع العام، عبدالعزيز آيدن، أن “القدس مدينة السلام، لا الحرب”.
وشدد على أن “العالم الإسلامي لن يبقى صامتًا أبدًا أمام هذا الأمر الواقع الذي ينتهك الخطوط الحمراء”.
أمّا في ولاية أدي يامان(جنوب)، تجمع منتسبوا منظمات أهلية مختلفة أمام حديقة الديموقراطية في الولاية، حاملين لافتات مناصرة لفلسطين والقدس، ورددوا هتافات مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية.
وانتهت المظاهرة بعد قيام المحتجين بالدعاء لله عز وجل لنصرة القدس.
وفي ولاية غازي عنتاب(جنوب)، احتشد مواطنون أمام المسجد “الأخضر” في المدينة حاملين أعلام تركيا وفلسطين، وساروا نحو نصب الشهداء في حديقة “يشيل سو” .
وردد المحتجون خلال المسيرة هتافات مناهضة لإسرائيل، وأعربوا عن غضبهم إزاء القرار الأمريكي.
وفي كلمة باسم المتظاهرين قال “ممثل نقابة موظفي القطاع العام بالولاية، أحمد غوك، إن “القدس مهمة بالنسبة لنا، لذلك فإننا ندين التعرض لأماكننا المقدسة”.
وعقب الكلمة والدعاء لنصرة القدس تفرقت المتظاهرون.
وأعلن الرئيس ترامب، في خطاب متلفز من البيت الأبيض، أمس أول الأربعاء، اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وقلق وتحذيرات دولية.
ولم يقتصر اعتراف ترامب على الشطر الغربي التابع لإسرائيل بموجب قرار التقسيم الأممي عام 1947 (كما فعلت دول مثل التشيك)، ما يعني اعترافه أيضا بتبعية الشطر الشرقي المحتل منذ عام 1967 إلى الدولة العبرية.
وهذا يمثل أيضا تأييدًا ـ لم تسبقه إليه أي دولة ـ لموقف إسرائيل التي تعتبر القدس “الموحدة” عاصمة لها.
الأناضول