قال روبرت أمستردام، وهو محامٍ دولي يحقق في أنشطة منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، إن الأخير “ينفق ما لا يقل عن نصف مليون دولار شهريًا لتمويل جماعات ضغط في واشنطن، لمهاجمة تركيا”.
وأضاف أمستردام، المحامي بشركة “أمستردام وشركاه” للمحاماة (إل إل بي)، في تصريح للأناضول، أن “غولن (تركي) ينفق أموالًا ضخمة لمهاجمة تركيا وأي شخص يعمل لصالحها، إضافة إلى الدعاية لأنشطة منظمته وحمايتها في الولايات المتحد الأمريكية، حيث يعيش”.
وعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة بتركيا، منتصف يوليو/ تموز 2016، والتي ارتكبتها عناصر مرتبطة بغولن، كلفت الحكومة التركية الشركة، التي تمتلك مكاتب في لندن وواشنطن، بإجراء تحقيق دولي في أنشطة منظمة غولن المشبوهة.
وعلى مدار سنوات، تغلغلت عناصر المنظمة في أجهزة الدولة التركية، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، وهو ما برز بشكل واضح عبر المحاولة الانقلابية.
وأصدرت شركة المحاماة الدولية، في سبتمبر/ أيلول الماضي، كتابًا بعنوان “إمبراطورية الخداع”، حول المدارس التي تديرها منظمة غولن.
وقال أمستردام إن “الدراسة تظهر طبيعة أنشطة المنظمة، وهي محمية كما في أي مؤامرة جنائية، فقد تم بذل جهود هائلة لحماية غولن”.
وتابع: “توجد أكثر من 200 مدرسة تديرها منظمة غولن في الولايات المتحدة، وهذه المدارس تدار كخلايا سرية للمنظمة”.
وأضاف: “هم (أعضاء منظمة غولن) يأخذون الأموال من المدارس، ويضعونها في جيوب المنظمة، ويتم ذلك عبر الإفراط في شراء العقارات والخدمات التعليمية والخدمات الإنشائية”.
ومضى قائلًا: “في البداية هدفنا كان (في شركة المحاماة) رسم خارطة تفصيلية للمنظمة، ثم جاءت الخطوة الثانية، وهي إصدار الكتاب، الذي يكشف تفاصيل النشاط السياسي للمنظمة بالولايات المتحدة”.
وأوضح أن “نطاق عمل الشركة لا يقتصر على الولايات المتحدة، بل يشمل أيضًا رصد أنشطة منظمة غولن في إفريقيا وأوروبا”.
ومضى قائلًا إن الشركة تعتزم إصدار كتاب ثانٍ حول المنظمة خلال الشهور القليلة المقبلة.
وأضاف أن “كتاب ويب أوف إنفلوينس (شبكة التأثير) سيظهر دون أدنى شك، وللمرة الأولى، للسلطات الأمريكية أن منظمة غولن ليست منظمة مشروعة موجهة لتعليم الأطفال”.
وتطالب أنقرة واشنطن بتسليمها غولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، لمحاكمته بتهم الوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وأردف: “الكتاب يثبت أن غولن ينفق الأموال على السياسيين، عبر المنظمات الثقافية والتبرعات السياسية، للتغطية على أنشطة منظمته”.
وشدد المحامي الدولي على “ضرورة عدم التقليل من شأن القوة المالية لغولن”.
واعتبر أمستردام أنه “لو فازت هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية (نوفمبر/ تشرين 2016)، لكان عملنا أصعب بمعدل 10 أضعاف، لكن فوز دونالد ترامب جعلنا نلاحظ كيف يوظف غولن كل الأشخاص ذي الصلة بترامب”.