بلال أردوغان: الأمريكيون أخرجوا أنفسهم من عملية السلام

قال بلال أردوغان، نائب رئيس مجلس الأمناء لوقف “نشر العِلم” التركي، إن الولايات المتحدة الأمريكية، أخرجت نفسها “من أي دور في عملية السلام”، بقرارها الاعتراف بالقدس عامة لإسرائيل.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول في أنقرة، اعتبر بلال رجب طيب أردوغان، أن القرار الأمريكي “مؤسف جدا”، داعيا المسلمين إلى تبني ردود فعل أكثرقوة” والى التحدث ب”صوت واحد” إلى العالم في هذه القضية.

وأوضح أن القرار الامريكي “لا قيمة له على الأرض، لن يخلق أي واقع جديد، ولكنه يعني أن الأمريكيين لم يعد لهم دور في عملية السلام”.

وأضاف بلال أردوغان: “لقد أثبتوا (المسؤولون الأمريكيون) أنهم ليسوا مؤهلين للثقة، وهذا يظهر أنه لم يعد بإمكان الأمريكيين أن يكون لهم دور في عملية السلام بعد الآن”.

وأكمل: “سنرى ماذا سيحدث في المستقبل وكيف سيتحقق السلام، أخذا بعين الاعتبار أن الوسطاء الأمريكيين خارج العملية، وأنا أتمنى وأتضرع إلى الله أن المسلمين سيحققون السلام لأنفسهم إن شاء الله”.

وفي 6 ديسمبر/كانون أول الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف رسميًا بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، ما أثار حالة من الغضب العربي والإسلامي، وسط قلق وتحذيرات دولية.
وعقدت منظمة التعاون الإسلامي، قمة طارئة أول أمس الأربعاء بمدينة إسطنبول، ودعا بيانها الختامي جميع دول العالم إلى الاعتراف بالقدس الشرقية المحتلة، عاصمة لدولة فلسطين.

وعن كيفية مواجهة القرار الأمريكي، دعا بلال أردوغان، المسلمين والعرب إلى الوحدة في مواجهة هذا القرار.

وقال: “لقد تم اتخاذ القرار فعلا عام 1995، فعندما تبناه الكونغرس الأمريكي في ذلك التاريخ، فقد كان مخالفا لقرارات مجلس الأمن، عندما أعلنت إسرائيل القدس عاصمة لها، ولذا فإن الأمريكيين يخونون الدستور الذي ساعدوا على وضعه وهو ميثاق مجلس الأمن، والأمريكيون (بقرارهم حول القدس) يقولون إن الأمم المتحدة عديمة القيمة (بالنسبة) لهم”.

وفي هذا الصدد مضى نجل الرئيس التركي قائلا: “أعتقد أن هذا (القرار الأمريكي)، يظهر أن النظام العالمي الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية لا يعمل، لقد علمنا ذلك من قبل، ولكن إذا كان الأمريكيون أنفسهم لا يساعدون هذا النظام على العمل، فهذا يعني أن من أوجد هذا النظام يساعد على انهياره وإنهائه”.

وأشار إلى أنه “إذا ما انتهى نظام الأمم المتحدة، فعلينا أن نقرر كيف نحقق السلام للشعوب على الأرض، لأن الغرب والأمم المتحدة لا يحققون السلام للشعوب التي تحتاج له”.

ومنذ إقرار الكونغرس الأمريكي، عام 1995، قانوناً بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس دأب الرؤساء الأمريكيون على تأجيل هذه الخطوة لمدة ستة أشهر في كل مرة، مراعاة للمصالح الأمريكية.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت في 1980 ضمها إلى القدس الغربية المحتلة منذ عام 1948، معتبرة “القدس عاصمة موحدة وأبدية” لها؛ وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.

كما يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة استنادًا لقرارات المجتمع الدولي.

وردا على سؤال بشأن المسيرات التي عمت العالمين العربي والإسلامي احتجاجا على القرار الأمريكي، قال بلال أردوغان: “إذا سألت المحللين في الغرب، فإنهم يعتقدون أنه لا شيء قد حدث، ويعتقدون أنه بامكانهم (الأمريكيون) الإفلات مهما فعلوا، ولذا فإننا يجب أن نكون أكثر قوة في ردودنا على ما حدث، وعلينا أن نكون أكثر وحدة”.

“هذا ما نحتاجه، لأنه قبل اتخاذ القرار يعرفون كيف يتعاملون مع بعض الدول الإسلامية للحصول على دعمهم، ولذا فإن علينا الاتحاد وأن يكون صوتنا واحد ومن ثم سيكون من الصعب على الدول الغربية أن تقسمنا”، هكذا أوضح نجل الرئيس التركي.

وعما تعنيه القدس بالنسبة لتركيا قال: “القدس بالنسبة لنا تعني كل شيء دافع عنها أجدادنا، .. التعايش السلمي هو أمر غريب للقوى الغربية فهم لا يحبون التعايش، يريدون أن يكونوا أقوياء ويقفوا على أكتاف باقي العالم”.

وأضاف: “دعنا لا ننسى أن الغرب يمثل 12% من أعدد سكان العالم، وباقي السكان 88% لهم حقوق تستحق الاحترام ولديهم ثقافاتهم (إجمالي سكان العالم يبلغ نحو 7.5 مليارات نسمة)”.
ووقف “نشر العلم” التركي، هو جمعية تركية (منظمة مجتمع مدني) تهتم بنشر العلوم والمعرفة، مقرها مدينة إسطنبول، وتأسست في أكتوبر/تشرين أول 1951.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.