يحذر حراس وحارسات المسجد الأقصى، من حدوث تداعيات “خطيرة” لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخاص باعتراف بلاده بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال عدد منهم، في حوارات خاصة مع وكالة الأناضول، إنهم يتوقعون أن تتزايد أعداد المستوطنين اليهود، المقتحمين لحرم المسجد بشكل شبه يومي، وتقليل أعداد المصلين المسلمين، بفعل الإجراءات الأمنية التي تتخذها شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
ويقتحم مستوطنون يهود، حرم المسجد، يوميا، عدا (الجمعة والسبت)، تحت حراسة شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وخلال الأسبوع الماضي، شهدت بعض مناطق القدس، وبخاصة “باب العامود” مواجهات بين السكان وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب قرار ترامب، الذي اتخذه في السادس من الشهر الجاري.
وأُصيب ما لا يقل عن 40 فلسطينياً جرّاء الاعتداء بالضرب أو الإصابة بالرصاص المطاطي أو بشظايا القنابل الصوتية. وبحسب حراس المسجد، فإن هذه الاجراءات الإسرائيلية، تسببت في تقليل عدد المصلين في المسجد، بشكل لافت.
ويقول ناصر نجيب، الذي يعمل حارساً للمسجد الأقصى، منذ أكثر من 32 عاماً، إن المسجد اليوم “يعيش أوقاتاَ صعبة، ما بعد إعلان ترامب”.
وأضاف يقول لوكالة الأناضول، إنه يلمس ازديادا في أعداد المُقتحمين اليهود للمسجد.
وتابع:” المستوطنون الذي اقتحموه هذا الأسبوع، يزيد عن عددهم الأسبوع الماضي”.
ويقول إن شرطة الاحتلال الإسرائيلي “تُحضر طلاباً لتقوم بإعطائهم جولات تعليمية، في حال لم تجد مستوطنين عند باب المغاربة يستعدون لاقتحام المسجد”.
وأضاف:” عناصر المخابرات الإسرائيلية لم تعد تُفارق الأقصى، كما أن التفتيش المُعتاد للمسجد ومصلّياته ومرافقه كان يتم على فترتين صباحية ومسائية عقب الانتهاء من صلاة العشاء، لكن اليوم باتت التفتيشات في أي وقت متى شاءت شرطة الاحتلال الإسرائيلي ذلك، مع العلم بأن ذلك يتم بمراقبة موظّفي الأوقاف”.
وحول تأثير هذه الإجراءات على حراس المسجد، قال نجيب:” الحراس هم دائماً في نزاع مع قوات الشرطة، لكنهم لا يقبلون أي خرقٍ من قبلهم أو من قبل المستوطنين، كما أنهم يقفون معاً وقفة رجل واحد وكلمة واحدة في تصدّيهم لأعمال المستوطنين الاستفزازية في المسجد الأقصى”.
وأضاف:” نحن حماة الأقصى، وخط الدّفاع الأول عنه، نحمل أرواحنا على أكفّنا، ولا نهاب أحداً، رغم أن حياتنا مهدّدة”.
كما أنه يشير إلى أن عدد المصلين المسلمين، يتناقص، نظرا للإجراءات الإسرائيلية، ما بعد قرار ترامب. ويشير نجيب إلى مشهد جديد، بدأ يلفت انتباهه، وهو توافد سياح مسلمين، وبخاصة من تركيا وإندونيسيا وماليزيا.
وينظر نجيب، بعين الرضى إلى هذه الزيارات من هؤلاء السياح، معتبرا إياها “زيارات مُساندة لأبناء الشعب الفلسطيني الذين لا يستطيعون الوصول للمسجد الأقصى، وذلك من قبل السياح المسلمين، خاصة الأتراك”.
وأضاف:” هذه الزيارات، ليست نوعاً من أنواع التطبيع مع الاحتلال، وإنّما كنوع من حماية للمسجد الأقصى، في الوقت الذي يُحرم فيه شعبنا من الوصول إليه”.
ويتابع:” شرطة الاحتلال الإسرائيلي لا تتساهل مع السياح الأتراك لدى زيارتهم للمسجد، بل تفتشهم جميعاً، كما تحصل على أعداد المجموعات ومعلومات عنهم قبل الدخول”.
وتتفق رئيسة شعبة حارسات المسجد، زينات أبو صبيح، مع نجيب، في خشيتها من “المستقبل”، في أعقاب قرار “ترامب”.
وتقول إن الإجراءات التي اتخذتها الشرطة، عقب قرار ترامب، قللت أعداد المصلين. وأوضحت أن الفترة التي يعيشها المسجد الأقصى اليوم، أصعب من المرحلة التي عاشها ما بعد أحداث 14 يوليو/تموز (بعد تركيب كاميرات مراقبة على بوابات المسجد ما أدى لامتناع المصلين عن دخوله).
وأوضحت أبو صبيح أن المسجد “بات فارغاً من أهله ومحبّيه ما بعد الإعلان الأمريكي”.
وتضيف:” لم تعد الصفوف في الصلاة كما كنا نشهدها”.
وأرجعت ذلك إلى الإجراءات الأمنية الإسرائيلية الحالية، التي اُتخذت بعد القرار الأمريكي. وأشارت إلى أن عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد، ارتفع خلال هذا الأسبوع عن الأسبوع الماضي.
وأضافت:” استفزازات المستوطنين داخل المسجد الأقصى ازدادت ما بعد قرار ترامب، وكأنهم يقولون لنا نحن أصحاب الحق والمكان”.
واتفقت مع الحارس نجيب، في تأييدها لزيارات السياح المسلمين للمسجد. وأوضحت أبو صبيح أن هناك تخوّفاً من قبل إدارة المسجد، لاستغلال هذا القرار من قبل الحكومة الإسرائيلية والجماعات المتطرّفة؛ لتمرير “مخططاتها المبيّتة بحق المسجد”.
وأشارت إلى أنها تدعو بشكل مستمر الفلسطينيين إلى “شد الرّحال للمسجد الأقصى وإعماره والرّباط فيه، وأداء العبادات جميعها في باحاته ومرافقه ومصلّياته، لكي لا يستفردَ به المستوطنون”.
وتم توثيق اقتحام 651 إسرائيلياً للمسجد الأقصى خلال الفترة الواقعة ما بين السابع وحتى الرابع عشر من شهر كانون أول/ ديسمبر الجاري. أمّا الأسبوع الذي سبق إعلان ترامب الأخير، فقد تم توثيق اقتحام 361 إسرائيلياً.
وكالات