كواليس اللقاء المفاجئ…وتفاصيل ضغط ابن سلمان على الإمارات

كان محمد اليدومي، رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، يشارك في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول حول القدس عندما استدعي إلى العاصمة السعودية لعقد اجتماع غير مسبوق مع اثنين من قادة العالم العربي.
وبحسب مسؤول الإعلام في حزب الإصلاح، عدنان العديني، حلّقت طائرة سعودية خاصة باليدومي حتى وصلت به إلى الرياض، للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وفقا لوكالة بلومبرغ الأمريكية.

وتقول الوكالة إنه رغم ظهور تفاصيل قليلة بشأن هذا الاجتماع، فإنه يكشف عن عملية إعادة تخطيط جديدة في حرب اليمن المستعرة منذ ثلاثة أعوام، التي أصبحت جزءًا من الصراع الأوسع بين السعودية وإيران على النفوذ الإقليمي، والتي خلفت كارثة إنسانية بحسب الوكالة.

ويترأس اليدومي حزب الإصلاح اليمني المرتبط بحركة “الإخوان المسلمين”، التي تتعامل معها السعودية واليمن على أنها حركة محظورة، وبينما وضعت السعودية تحفظاتها حول الحزب، ورحبت بأعضائه، كجزء من الحركة المعترف بها دوليا، لم تجر الإمارات اتصالات مباشرة معهم.

فيما ذكر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الخميس 14 ديسمبر/ كانون الأول 2017، إن لقاء ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، مع قيادة حزب الإصلاح اليمني، يهدف إلى “توحيد الجهود لهزيمة إيران، وجماعة الحوثيين”.

وقال الوزير الإماراتي، في تغريدات عبر “تويتر”، إن “لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مع قادة حزب الإصلاح اليمني يسعى إلى توحيد الجهود لهزيمة إيران وميليشياتها الحوثية”.

وأضاف أن “حزب الإصلاح اليمني أعلن مؤخراً، فكّ ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، وأمامنا فرصة لاختبار النوايا وتغليب مصلحة اليمن ومحيطه العربي”.

ويشير التقرير إلى أن “الإصلاح” و”أنصار الله” القوتان الرئيسيتان على الأرض في اليمن حاليا بعد اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وبإمكان الإصلاح أن يميل ميزان القوى على الأرض لصالح التحالف الذي تقوده السعودية في أجزاء من البلاد، بما في ذلك في الغرب وفي تعز.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن العديني قوله إن “الأمير محمد بن سلمان قد بذل جهدًا كبيرًا، من أجل عقد هذا الاجتماع”، وأضاف: “يبدو أن الهدف الآن هو إزالة العوائق التي تواجه التحالف والحكومة اليمنية الشرعية في المعركة ضد المتمردين الحوثيين”.

وقال ماجد المدحجي، المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية: “من السابق لأوانه الحديث عن انفراجة في العلاقة المتوترة بين حزب الإصلاح والإمارات، فمن الصعب نزع فتيل هذا التوتر في اجتماع واحد، لكنه مؤشر على وجود إرادة لفهم القضايا الكبرى”.وقال مصطفى نعمان، النائب السابق لوزير الخارجية اليمني، إن “المحادثات التي جرت قبل يومين بين قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح مع ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي، جاءت مفاجئة إذ لم يسبقها أي نوع من الاتصالات المباشرة مع أي فصيل محسوب على جماعة الإخوان”.

وأضاف نعمان في تصريحات لوكالة بلومبرغ: “تقييمي للوضع هو أن الرياض قد مارست ضغوطًا كبيرة جدًا على الإماراتيين لفتح قنوات اتصال مع حزب الإصلاح لأن الحزب في نهاية المطاف يمثل قوة كبيرة على الأرض”.

 سبوتنيك
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.