شهد متحف “مولانا” في ولاية قونية وسط تركيا، ارتفاعا في عدد السياح القادمين من بلدان الشرق الأقصى، لا سيما من اليابان، تزامنا مع إحياء الذكرى الـ 744 لوفاة العالم الإسلامي المتصوف مولانا جلال الدين الرومي.
وخلال حديثه للأناضول، قال رئيس المكتب الإقليمي لاتحاد الشركات السياحية التركية في قونية (مستقل) كاظم ينار، إن السياح الإيرانيين كما كل عام يتصدرون السياح الأجانب الزائرين للمتحف، يليهم الأفغان ثم الباكستانيون.
وأضاف أن المتحف شهد ارتفاعا في عدد السياح القادمين من بلدان الشرق الأقصى خاصة من اليابان وكوريا الجنوبية.
ورغم مرور قرون على وفاته، ما يزال ملايين البشر من مختلف أنحاء العالم، يلبون دعوة المعلم الروحي جلال الدين الرومي، ويتوافدون كل عام؛ لزيارة قبره في متحف “مولانا”.
ويجتمع الناس من مختلف الأعراق والأديان في المتحف كل عام وكأنهم يلبون دعوة مولانا الرومي التي قال فيها: “تعالَ .. تعالَ، لا يهم من أنتَ، ولا إلى أي طريقِ تنتهي، تعالَ .. لا يهم من تكون”.
وحسب معلومات جمعتها الأناضول، ارتفع عدد زوار مولانا الرومي من مليونين و109 آلاف و487 شخص عام 2014، إلى مليونين و337 ألفا و850 زائر عام 2015.
وبلغ عدد زوار المتحف العام الماضي نحو مليونين و429 ألفا و573 سائح، متخطيا بذلك متحفا “طوب كابي” و”آيا صوفيا” بإسطنبول، متصدرا المتحف التركية من حيث عدد الزوار.
وخلال الشهور الـ11 من العام الحالي، بلغ عدد زوار المتحف نحو مليونين و274 ألف شخص.
تجدر الإشارة أن تركيا تحيي ذكرى وفاة الرومي من 7 إلى 17 ديسمبر/ كانون أول من كل عام، فيما يعرف بـ “شبِ عروس” وتعني بالفارسية ليلة العرس، أي عودة الرومي الى الذات الإلهية وفق منظور تصوفي.
ومولانا جلال الدين الرومي، من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي، حيث أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية، وكتب كثيرا من الأشعار، وأسس المذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات آلاف أبيات الشعر عن العشق والفلسفة.
ولد الرومي في مدينة بلخ بخراسان، في 30 أيلول/ سبتمبر 1207، ولقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم، استقر في قونية حتى وفاته في 17 كانون الأول/ديسمبر 1273، بعد أن تنقل طالبا العلم في مدن عدة من أبرزها دمشق.
وذاع صيت جلال الدين الرومي، منذ القرن الثالث عشر الميلادي، وحتى اليوم، بفضل تبنيه رسالة عالمية تخاطب كافة الحضارات، يبرُز فيها الإنسان وحسب.
وسعى الرومي نحو المصالحة بين الروح والجسد و تمجيد الذوق والوجدان والمحبة والإبداع، ما جعل كثيرا من أصحاب الفكر في العالم إلى استثمار آثاره في مكافحة ظواهر الكراهية والعنف والتطرف.
وكان الرومي مثالا عظيما للتسامح في عصره، متّبعا تعاليم الدين الإسلامي، وكان يحيطه أشخاص يعتنقون أديانا ومللا مختلفة، لكنه ضرب مثالا خلده التاريخ في التعايش معهم جميعا.