أردوغان بعيون الإعلام السوداني.. «رجل المبادرات» في زيارة «تاريخية»

من الإعلام الخاص إلى الحكومي، أجمعت وسائل الإعلام السودانية، على الطابع «التاريخي» لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أوردغان، للبلاد، وأفردتها بتغطية استثنائية ومكثفة لم تحظ بها أي زيارة رسمية للبلاد من قبل، وفق مراقبين.
ونقلت القنوات الفضائية السودانية الحكومية والخاصة، الزيارة على الهواء مباشرة، وحظيت بتغطية لافتة في صحافة الخرطوم المستقلة والحكومية. كما احتلت أخبار الزيارة عناوين الصحف اليومية، بل أن بعضها خصص ملفات كاملة للعلاقات بين البلدين، في قراءات لكبار كتاب الأعمدة والمقالات بالبلاد.
وصفت معظم الصحف اليومية الزيارة بـ «التاريخية»، وركزت على كونها الأولى من نوعها لرئيس تركي للبلاد منذ استقلالها. ونشرت صحيفة “الصيحة” الخاصة، اليوم، تقريرًا جاء فيه أن:”أقل ما يمكن أن يقال في زيارة أردوغان هو أنها تاريخية”، مشيرًا أن الوفد المرافق للرئيس التركي، يوحي بحجم تمثيل رجال الأعمال (أكثر من 150)، وبأن «الزيارة ذات أبعاد اقتصادية».بدورها، احتفت صحيفة “التيار” المستقلة بالزيارة، ونشرت تقريرًا تحت عنوان: “أردوغان في الخرطوم.. ليالي السلطان في بلاد النيلين”، واعتبرت فيه أردوغان “أيقونة” عند إسلاميي السودان، ما جعل الكثيرين يلقبونه بـ”السلطان”.كما نشرت صحيفة “السوداني” المستقلة، تقريراً عن الزيارة، بعنوان: “أردوغان بالخرطوم.. تفاصيل الزيارة”، تناولت فيه الجوانب المتعلقة بالزيارة من حيث الاستقبال، والمباحثات، واستطلعت آراء المواطنين.
وكتب ناشر صحيفة “المجهر السياسي” الهندي عز الدين، عن الزيارة ووصفها بـ «التاريخية»، ورأى أن ما وقع خلالها من اتفاقات «سيعود بالنفع والخير على أهل السودان»، لافتًا أن «تركيا دولة عظيمة اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا».

من جانبها، نشرت صحيفة “اليوم التالي” تقريرًا، اعتبرت فيه الزيارة حدثاً مهمًا، فيما كتب رئيس تحرير الصحيفة مزمل أبو القاسم بأنها محطة بالغة الأهمية في مسيرة العلاقات السودانية التركية.

أما صحيفة “الصيحة”، فنشرت تقريرًا، تناول احتفاء الخرطوم بضيفها أردوغان، جاء فيه: “بمثلك تحتفي الخرطوم، ولأمثالك تزدان الخرطوم، مشتل الفرسان وغابة النجوم، ولمقدمك الميمون تجدد الخرطوم لاءاتها الثلاثة”.

واعتبرت الصحيفة زيارة أردوغان «إثارة لأشواق الخلافة الإسلامية»، وأن أردوغان “حفيد القائد العظيم والسلطان الكريم محمد الفاتح”، وتمثل زيارته بشارة للسودانيين، واعتبرت الاحتفاء به احتفاءً ببطل الإسلام وزعيم الأتراك.

من جانبه، رأى فتح الرحمن النحاس، الكاتب بصحيفة “ألوان” الخاصة، أن الزيارة تعد «شرفا للسودان»، باعتبار أن أردوغان يمثل «صوتاً مدويا للإسلام في زمن الخنوع والهزيمة وغثاء السيل»، وتابع أن “أردوغان يمثل، الآن، ما تبقى لهذه الأمة من أمل وتحدي وطعم حمزة وخالد ابن الوليد وصناديد أحد وبدر”.

فيما خصصت صحيفة “الانتباهة” (مستقلة)، كلمتها الافتتاحية، للترحيب بالرئيس أردوغان، باعتباره «ضيفاً عزيزاً، ونموذجاً جديداً للقادة المسلمين». ولفتت الصحيفة أن «تركيا أضحت في عهد أردوغان من أهم اللاعبين في الساحة الدولية، لتقدم مثالًا نادرًا في النهضة والتطور والتفاعل الحي، مع قضايا عالمها الإسلامي والدفاع عنه وعن الهموم الإنسانية التي أبرزت عظمة التاريخ التركي وقيم الإسلام السمحاء”.

وتابعت أن “تركيا رسخت ديمقراطيتها القوية، وواجهت عواصف عاتية تجاوزتها بتماسك الشعب التركي وقوة قيادته، ووضوح رؤيتها، ورسوخ أقدامها في تربة تنبت كل يوم قادة عظام ملأوا التاريخ، ولم تزل باسم العثمانيين الذين خدموا الإسلام وكانوا آخر خلافة إسلامية على وجه البسيطة”.

موسى يعقوب، الكاتب بصحيفة “المهجر السياسي” (مستقلة)، وصف الرئيس أردوغان بـ”رجل النجاحات والمبادرات”، وقال إنه صمد بوجه المؤامرات الداخلية والخارجية، وإنه “انتصر على المحاولة الإنقلابية التي استهدفت نظامه الحاكم، وخرج منها معافى وأكثر همة وقوة”.

وأشاد يعقوب بمواجهة تركيا لاعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، بقوله: إن “أردوغان واجه القرار بقمة تعاون عربي إسلامي في إسطنبول، أجمع من حضروها على الرفض التام، والتحرك إقليميًا ودوليًا لإجهاض الفكرة الناشزة وغير السوية”.

وقال الكاتب الصحفي بصحيفة “الرأي العام” الحكومية، ومستشار الرئيس الصحفي الأسبق، محجوب فضل بدري، إن “تركيا الحديثة أو التركية اللاحقة في عهد الرئيس رجب طيب أرودغان، نهضت بأعباء ثقيلة ينوء بها كاهل المسلمين، وتصدت للغطرسة الأمريكية والصلف الصهيوني بكل حزم وقوة”، مضبفًا: “لعل آخرها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما رفضته الأغلبية الساحقة من دول العالم”.

وأمس الأحد، وصل الرئيس أردوغان الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين، هي الأولى لرئيس تركي للسودان، منذ استقلاله 1956.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.