أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين، 25 ديسمبر/كانون الأول 2017، في الخرطوم، أن السودان خصَّص جزيرة سواكن، الواقعة في البحر الأحمر، شرقي السودان، لتركيا، كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها.
ميناء سواكن هو الأقدم في السودان، ويُستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان، الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزاً لبحريتها في البحر الأحمر، وضمّ الميناء مقرَّ الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر، بين عامي 1821 و1885.
وقال أردوغان وهو يتحدث في ختام ملتقى اقتصادي بين رجال أعمال سودانيين وأتراك، في اليوم الثاني لزيارته للسودان، أولى محطات جولته الإفريقية “طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لوقت معين، لنعيد إنشاءها وإعادتها إلى أصلها القديم، والرئيس البشير قال نعم”.
وأضاف: “هناك ملحق لن أتحدث عنه الآن”.
وزار الرئيس أردوغان ومضيفه الرئيس السوداني عمر البشير أمس الجزيرة حيث تنفذ وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” مشروعاً لترميم الآثار العثمانية، وتفقَّد الرئيسان خلالها مبنى الجمارك، ومسجدي الحنفي والشافعي التاريخيين في الجزيرة..
واستقبل مواطنون سودانيون بالجزيرة، أردوغان حاملين الأعلام التركية، فيما رُفعت لوحات كتبت عليها عبارات ترحب بالرئيس التركي في السودان.
وقد شاركت زوارق من البحرية السودانية في مراسم الاستقبال والاحتفاء بالرئيس التركي والوفد الرفيع المرافق له.
وتميزت جزيرة سواكن السودانية في البحر الأحمر بتاريخ عريق وخاصة في فترة الإمبراطورية العثمانية، حيث كانت مقرا سياسيا ومركزا للأسطول.
وتقع تحديدا هذه الجزيرة، شمال شرق البلاد، على الساحل الغربي للبحر الأحمر، وهي على ارتفاع 66 متر فوق سطح البحر.
وتبعد هذه الجزيرة عن العاصمة الخرطوم بنحو 642 كيلومتر، وعن مدينة بورتسودان 54 كيلومتر، وتقدر مساحتها بـ20 كلم مربع
وتقول تقارير أن الجزيرة كان يقطنها ما يقارب 50 ألف نسمة، وفي الفترة ما بين عامي 1909 – 1922 هاجر معظم السكان إلى مدينة بورتسودان الواقعة على بعد 40 ميلا غلى الشمال منها.
وقد أثرت عوامل الطبيعة في معظم مباني الجزيرة وتعرض معمارها للتلف، بسبب الاعتماد على الحجر الجيري في تشييده، ويسكن ما تبقى من سكان الجزيرة في الوقت الحالي في أكواخ.
وقد اشتهرت جزيرة سواكن في القديم، “وكانت تمر بها الرحلات بعد عبور الموانئ المجاورة له مثل ميناء القنفذة وميناء جدة وميناء الليث وميناء ينبع بالسعودية، وميناءي القصير وسفاجا في مصر”.
وكانت سواكن في الأصل جزيرة لكنها “توسعت إلى الساحل وما جاوره فغدت مدينة سواكن تضم الجزيرة والساحل”، وتعد الجزيرة منطقة “تاريخية قديمة تضم منطقة غنية بآثار منازل من القرون الوسطى مبنية من الحجارة المرجانية ومزدانة بالنقوش والزخارف الخشبية.
تركيا الان + وكالات