دراسات التمويل الإسلامي تغزو الجامعات التركية

على الرغم من مرور أكثر من 35 عاماً على افتتاح أول بنك إسلامي في تركيا (كويت ترك)، إلا أن الدراسات الأكاديمية للتمويل والاقتصاد الإسلامي، بدأت تنتشر منذ نحو عامين فقط في عموم البلاد بشكل واسع.

كانت البداية بافتتاح جامعة صباح الدين زعيم (أهلية)، أول قسم لدراسة الاقتصاد والتمويل الإسلامي في 2015.

وفي 2016، انطلق معهد التمويل والاقتصاد الإسلامي، ليكون من أهم أهدافه، تأهيل العاملين في قطاع السوق المصرفي الإسلامي للعمل في المؤسسات التمويلية الإسلامية، وفق الضوابط الشرعية المقررة.

لم يتجاوز أعداد الطلبة في 2015، أكثر من 30 طالبا وطالبة في مجال التمويل الإسلامي في عموم الولايات التركية، ومن نحو 7 دول إسلامية.

لكن بنهاية العام الجاري، وبحسب إحصائيات حصلت عليها الأناضول من مصادر جامعية واقتصادية تركية، تجاوز العدد 600 طالب وباحث في التمويل والاقتصاد الإسلامي، من أكثر من 80 دولة حول العالم، يتصدرهم الطلبة الأتراك، يليهم الطلبة العرب المقيمون في البلاد والوافدون إليها.

** معهد التمويل الإسلامي

بعد افتتاح معهد التمويل والاقتصاد الإسلامي في إسطنبول، عمل المعهد على اعتماد ثلاث لغات للدراسات الأكاديمية، وهي التركية والعربية والإنجليزية، إضافة إلى استقطاب عشرات الأساتذة الجامعيين حول العالم، المتخصصين بمعاملات الفقه الإسلامي، بالإضافة إلى علم الاقتصاد الإسلامي.

ومنذ أكثر من عام، تسعى العديد من الجامعات الحكومية والأهلية في تركيا لافتتاح أقسام متخصصة في التمويل الإسلامي.

وتعمل في تركيا، 5 مصارف خاصة، تعتمد على مبادئ الصيرفة الإسلامية، من أصل 52 بنكاً في البلاد، وهي بنك “كويت تورك”، و”البركة”، و”آسيا”، و”تركيا فاينانس”، “التنمية الإسلامي”، ويقترب عدد فروعها من الألف داخل تركيا.

وتقوم جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، إضافة إلى جامعة إسطنبول، وجامعة العالمية للتجديد (ماليزية تفتح شعبة لها في تركيا)، بتدريس تخصص التمويل والاقتصاد الإسلامي.

وأكد رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي في جامعة صباح الدين زعيم “عبد المطلب أربا”، أن” افتتاح التخصص في الجامعة، يتزامن مع الخطة التي وضعتها الحكومة التركية لعام 2023″، معتبرا أن من “الأهداف الاقتصادية لتلك الخطة، التوسع بحجم أصول التمويل الإسلامي في الجمهورية التركية”.

ويشكّل التمويل الإسلامي 5 بالمائة من إجمالي السوق المصرفية التركية، لكن الحكومة التركية سبق أن أعلنت عن خطة رفع حصة التمويل الإسلامي لـ 20 بالمائة بحلول 2023.

“أربا” أضاف في تصريح للأناضول، أنه من باب تأهيل العاملين المتخصصين في علوم الصيرفة الإسلامية، “يجب علينا كجامعات أن نقدم الخلفية الأكاديمية للطلبة، التي تسهم في إنجاح عمليات الصيرفة الإسلامية”.

“جامعتنا وضعت على عاتقها، إعادة إحياء التمويل الإسلامي الذي وضعه مؤسسة الجامعة “صباح الدين زعيم”.

** توجه للصيرفة الإسلامية

بدوره، قال أشرف دوابة، الخبير الدولي في الاقتصاد والتمويل الإسلامي، إن” التوجه التركي نحو دراسة التمويل الاقتصاد الإسلامي توجه محمود، في سبيل تأهيل المتخصصين فيه بالبنوك الإسلامية في تركيا”.

واعتبر في حديث للأناضول أن ما يعزز التوجه نحو الصيرفة الإسلامية، هو فتح الحكومة التركية باب الحرية على مصراعيه في هذا المجال، على خلاف القيود الموجودة في الدول العربية، على حد قوله.

بينما “ايتاج أيدين”، الأكاديمي في التمويل الإسلامي بجامعة “يلدريم بيازيد” (حكومية) في العاصمة أنقرة، قال إن”مستقبل دراسة التمويل الإسلامي في تركيا جيد.

وأضاف للأناضول: “نحتاج إلى التوسع في هذا التخصص أكثراً فأكثر، على الرغم من وجود مراكز أبحاث في جامعة إسطنبول، وجامعة صقاريا (في منطقة مرمرة شمال غرب)، وجامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول”.

وتابع: “دراسة التمويل الإسلامي، ستنعكس بشكل إيجابي على المصارف الإسلامية هنا، لأن غالبية الشعب التركي مسلمون، والحياة الاقتصادية المتوافقة مع الدين سترضيهم أيضا”.

بدوره، قال “محمود سلوم”، الطالب في الاقتصاد الإسلامي بجامعة إسطنبول “صباح الدين زعيم” :”قبل ثلاث سنوات كنا نفتقد هذا التخصص، وكان الطلاب يبحثون في الجامعات الأوروبية عن تخصص قريب، يمكن من خلاله دراسة فكرة المصارف الإسلامية، والآن بدأت الجامعات التركية بافتتاح هذا التخصص”.

وأشار إلى أن” الخطوة هذه جلبت عقولا كبيرة إلى تركيا، وفتحت أمامها الآفاق لكي تكون عاصمةً للتمويل الإسلامي، لاسيما مع خطة الحكومة التركية عام 2023″.

كذلك عبّرت الطالبة المغربية في جامعة إسطنبول “روعة الصالحي”، عن “امتنانها لافتتاح تخصص الاقتصاد الإسلامي في تركيا، قائلة:”تم قبولي بسلك الدكتوراة في تخصص المالية الإسلامية بجامعة اسطنبول خلال العام الحالي، من خلال المنحة التي تقدمها الحكومة التركية”.

وأضافت الصالحي، أن “التخصص الذي أقوم بدراسته قلما نجد مثله في المغرب، لذلك فإنها فرصة أن أقوم بدراسة هذا التخصص في بلد مثل تركيا”.

** أرقام

وبحسب اتحاد البنوك الإسلامية في تركيا، شكل مجموع الأصول في المصارف الإسلامية نحو 5.10 بالمائة، من نسبة جميع البنوك في داخل البلاد.

ونمت أصول المصارف الإسلامية في تركيا بنسبة 15.3 بالمائة عام 2015، لتصل إلى 120 مليار ليرة تركية (39.036 مليار دولار).

وبلغت قيمة أصول المصارف الإسلامية في 2014 نحو 104 مليار ليرة تركية (33.83 مليار دولار أمريكي).

في المقابل، بلغت قيمة أصول جميع البنوك في تركيا نحو 2.357 ترليون ليرة تركية (766.732 مليار دولار).

 

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.