ناقشت الصحف العربية خفوت وتيرة الأحداث في إيران بعد استمرار المظاهرات والمواجهات العنيفة أكثر من أسبوع.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وانتشار الفساد ثم تحولت إلى غضب أكبر ضد الحكومة.
واعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات على الحكومة نهاية الشهر الماضي، بحسب ما أعلنه نائب إصلاحي في البرلمان الإيراني.
مقارنة
ويقول محمد خروب في “الرأي” الأردنية: “يبدو أن السلطات الإيرانية نجحت إلى حد كبير، في استيعاب الاحتجاجات التي بدأت قبل نهاية العام الفارط (12/28) واستطاعت كبح جماح الذين حاولوا استنساخ تجربة عام 2009 وإن كانت الظروف بينهما مختلِفة، إذ لا انتخابات رئاسية أو خلافا على هوية الفائز في الاحتجاجات الأخيرة”.
ويضيف: “‘البعد الخارجي’ في الأزمة الأخيرة التي عصفت بحكومة روحاني باتت مادة سجال واتهامات خارجية إقليمية ودولية، فضلاً عن الداخلية المحتدمة بين الإصلاحيّين والمحافظين، وربما طهران في طريقها الى ‘الانتقام’ بطريقة أو بأخرى”.
ويقارن محمد أبو رمان في “الغد” الأردنية التظاهرات الإيرانية بالربيع العربي فيقول: “لكن ما غاب عن الإعلام العربي وسجالات السياسيين ونقاشاتهم، وهو الأهم عربياً، يتمثّل بالدروس المستفادة من الاحتجاجات الإيرانية، ومقارنتها بأحداث الربيع 2011”.
ويقول: “من أهمّ الملاحظات هنا – من وجهة نظري – أنّ ثورات الربيع العربي كانت أقرب إلى الطبقة الوسطى منها إلى المهمّشين اقتصادياً والجائعين، فهي ثورات الطبقات الوسطى التكنوقراطية المثقفة، كما يحلل ويرصد المفكر الأمريكي الشهير، فرانسيس فوكوياما (في كتابه الانحطاط السياسي)، بينما احتجاجات إيران ذات طابع اقتصادي صارخ، ومرتبطة بالطبقات الأقلّ شأناً، وتشمل التيارات المحافظة (الممسكة بالدولة العميقة) والإصلاحيين (قوى التغيير الموعود)”.
من ناحية أخرى، تقول “البيان” الإماراتية في افتتاحيتها: “النظام الإيراني في أزمة خطرة ولا يصغي للنداءات من كل أنحاء العالم، وحتى من جيرانه العرب الرافضين سياساته، بضرورة التهدئة، وتوقف القمع وفتح قنوات للحوار مع المحتجين قبل أن تنفجر الأزمة”.
ويشير أحمد القاعود في “رأي اليوم” اللندنية إلى تناول الإعلام الخليجي لأزمة إيران فيقول: “تعاطي الاعلام الخليجي مع الأحداث الإيرانية الأخيرة شابه العديد من السقطات، بالضرورة تؤثر عليه وعلى مصداقيته التي تشهد ضربات متتالية على مدار السنوات الماضية متأثرة بالأحداث السياسية العسكرية المتلاحقة. ولعل أبرز ما تعرض له الإعلام خاصة الممول من دولتي السعودية والإمارات في الأزمة الأخيرة هو مزيد من فقدان المصداقية لدى الجمهور العربي ذي الخلفية المعرفية”.
الموقف الأمريكي
ويشير بعض الكتاب للموقف الأمريكي من الاحتجاجات الإيرانية، فيقول عبد الأمير المجر في “ميدل ايست أونلاين” اللندنية: “في جردة حساب سريعة للأسباب التي تقف وراء المواقف المتعارضة من أحداث إيران، نجد أن المحور الأمريكي، يريد أن يحسم هذه الملفات تحت ضغط الواقع الجديد، أو إذا ما وصلت الاحتجاجات مرحلة محرجة للنظام، أو تحدث واقعا مخلخلا هناك، لأن هذا سينعكس بالتأكيد على الملف السوري ويربك الأوضاع في أكثر من جهة مدعومة إيرانياً، ويقوي جبهة واشنطن على حساب الجبهة الروسية، بالإضافة إلى الملف الكردي”.
ويقول رحيل محمد غرايبة في “الدستور” الأردنية: “تضخم الدور الإيراني لا يحظى بإعجاب أطراف عالمية وإقليمية كثيرة، وربما تكون الولايات المتحدة هي الأكثر وضوحاً في قيادة عملية تحجيم الدور الإيراني وتقليصه في المنطقة، ويتوافق ذلك تماماً مع بعض الأطراف العربية بكل تأكيد بدرجات متفاوتة، ومن المؤكد وجود ملامح لبعض التوافقات الدولية والعالمية على ضرورة ضبط التوسع الإيراني وعدم السماح لها بتخطي الهوامش المسموحة”.
ويقول خلف المفتاح في “الثورة” السورية: “لقد استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية … إفشال ومواجهة مشاريع غربية استهدفتها واستهدفت دول المنطقة الأمر الذي لم يرق لأمريكا وإسرائيل”.
ويضيف: “لعل هذا بعض ما يفسر الموقف الأمريكي مما يجري في إيران من حركة احتجاجات ذات بعد مطلبي ومحدد لا تشكل خطراً على الثورة الإيرانية التي تستند إلى قاعدة جماهيرية واسعة وإنجازات حقيقية يعرفها الإيرانيون قبل غيرهم دون أن يعني ذلك عدم الحاجة إلى النظر بمطالب المحتجين ومعالجتها ولا سيما أن إيران تتعرض لحصار اقتصادي منذ عشرات السنين لا شك أنه أثر بشكل أو بآخر على خطط التنمية وأولويات الأمن والدفاع على حساب القضايا الأخرى دونما إهمالها”.
كيف لدولة محاصرة لعشرات السنين ان تبنى ترسانة نووية وصاروخية كيف لدولة محاصرة ان تتمدد في أربعة دول عربية وتحارب جيوش هذه الدول سنوات وتحتل مناطق واسعة من هذه الدول وتنتصر وتحرك ملشياتها ومرتزقتها من دولة لأخرى وبحرية كاملة وكأنها تتحرك في إيران كيف يستقيم كل ذلك عقليا إلا أن كانت هناك قوة إقليمية أو دولية تغطي وتدعم مثل هذه العمليات مع ملاحظة أن إيران خرجت من حربها مع العراق منهزمة ومدمرة عسكريا واقتصاديا كما العراق المنتصر أين العراق اليوم وأين ايران