قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن اختيار الولايات المتحدة تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي شريكاً محلياً لها في سوريا، أدخل العلاقات التركية – الأمريكية في مأزق.
جاء ذلك في مقال كتبه جاويش أوغلو، حمل عنوان “أمريكا اختارت الشريك الخطأ”، نشر في موقع صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الإثنين.
وأوضح جاويش أوغلو، أن إبداء الولايات المتحدة الثقة بتنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الارهابي، في الوقت الذي لديها شريك كفء مثل تركيا، خطأ سيعود عليها بالأضرار.
وأشار الوزير التركي الى أن لدى بلاده حدودا مع سوريا والعراق يصل طولها إلى 1300 كم، مبينا أن الهدف المشترك لتركيا والولايات المتحدة، في منطقة الشرق الأوسط هو القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدا لشعبي البلدين.
وأضاف: “تنظيم داعش الإرهابي، هو عدونا المشترك، وهزيمة هذا التنظيم ما كان ممكنا لولا المساهمة الفاعلة لتركيا”.
ولفت الوزير التركي إلى مكافحة بلاده الفاعلة للتنظيمات الإرهابية، مبينا أن تركيا سجنت أكثر من 10 آلاف إرهابي أعضاء في تنظيمي “داعش” والقاعدة، ورحّلت 5 آلاف و800 إرهابي، ومنعت أكثر من 4 آلاف مشتبه به من دخول أراضيها.
وأكد جاويش أوغلو، أنه على الرغم من فقدان “داعش” سيطرته على مناطقه في سوريا والعراق، غير أنه ما يزال يمتلك القدرة على ارتكاب الأعمال الإرهابية ونشر الرعب.
جاويش أوغلو، أشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم بحاجة للتواجد عسكريا في سوريا من أجل منع توحد بقايا التنظيم من جديد، مبينا أن محاربة “داعش” لا تعني عدم إقدام تركيا على محاربة تنظيمات إرهابية أخرى في المنطقة تهددها ومواطنيها.
وشدد جاويش أوغلو على أن ما يسمى بـ “وحدات حماية الشعب” أو باسمه الآخر “ي ب ك”، هو ذاته منظمة “بي كا كا” الارهابية.
وأكد أن ذات القيادة، التي تتزعم “بي كا كا”، هي من تقود “ي ب ك”، ويتلقى عناصر التنظيم تدريباتهم في ذات المعسكرات.
وقال: “(بي كا كا)، توّجه (ي ب ك). وانتحاريو (بي كا كا) يتدربون في معسكرات (ي ب ك) في سوريا”.
وأوضح أن إرهابيي ” ي ب ك/ بي كا كا” يتلقون تدريبات عسكرية على الأسلحة التي يحصلون عليها من الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وأكد جاويش أوغلو أن تسليح عضوٍ في حلف شمال الأطلسي ناتو (امريكا)، منظمة إرهابية تهاجم حليفا آخر في الناتو(تركيا)، يعد انتهاكا لجميع ما يمثله حلف الأطلسي.
وعن عملية “غصن الزيتون”، التي تنفذها تركيا ضد التنظيمات الإرهابية شمال غربي سوريا، أكد جاويش أوغلو، أن التصريحات (الصادرة عن أمريكا) التي تفيد بـ “نتفهم المخاوف الأمنية لتركيا”، لم تزل التهديدات والمخاطر الموجهة ضد بلاده.
وأشار إلى ارتفاع حدة المخاطر القادمة على تركيا من معسكرات “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش” الارهابيين في سوريا.
وأضاف أن الإرهابيين في منطقة عفرين، شمالي سوريا، يشكلون تهديداً لسكان المنطقة، وعلى أرواح وممتلكات الأتراك على الحدود التركية السورية.
وقال: “كنا مجبرين على التحرك، ولهذا أطلقت تركيا عملية غصن الزيتون ضد الإرهابيين في عفرين”.
وأكد أن العملية ستتواصل حتى تطهير المنطقة من الإرهابيين، مضيفا: “حماية السلامة الإقليمية لسوريا هي مفتاح جهود حفظ السلام، وتطهير الإرهابيين يفسح المجال لإحلال السلام”.
وختم بالقول إن “تركيا، تستحق احترام ودعم الولايات المتحدة في هذا الكفاح الضروري”.
الاناضول