أثار إعلان غرفة عمليات “غصن الزيتون” عن اغتنامها لصاروخ مضاد للطيران من نوع “فيربا” خلال المعارك التي تخوضها الغرفة ضد “ب ي د” الارهابي على محور جنديرس بعفرين؛ تساؤلات عن الجهة التي زودت المليشيات الكردية بهذه الصواريخ الدفاعية الجوية الروسية.
وعدّ مراقبون أن تزويد “ب ي د” الارهابي بمثل هذا النوع من الصواريخ، تطور خطير وسابقة هي الأولى من نوعها، لا سيما أن هذا القوات تعتبر فرعا لحزب مصنف على قوائم الإرهاب العالمية (حزب العمال الكردستاني- بي كا كا).
فمن هي الجهة التي زودّت “ب ي د” الارهابي بهذا النوع من الصواريخ، علما بأن الهدف المعلن لداعم هذه الوحدات هو قتال تنظيم الدولة الذي لا يمتلك طائرات مقاتلة؟
وفي هذا الصدد، أكد الخبير بالشأن التركي ناصر تركماني، أنه حتى الآن لا توجد تفاصيل كافية لدى الجهات التركية حول الجهة التي تقف وراء تزويد “ب ي د” بهذه الصواريخ.
ولفت إلى السرية التامة التي تتعامل بها السلطات التركية مع هذا التطور، مؤكدا أنه تم بحث تداعياته الخطيرة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال المكالمة الهاتفية الأخيرة بينهما.
وفي الوقت الذي قلل فيه تركماني من خطورة هذه الصواريخ على المقاتلات التركية من طراز “إف 16″، نظرا لقدرتها على تفادي ضربات هذه المنظومة الجوية المحمولة على الكتف، أشار إلى فعاليتها عند استخدامها ضد الحوامات والطائرات من دون طيار “درونز”.
وبالعودة إلى الجهة المحتملة التي تقف وراء تزويد “الوحدات” بهذه الصواريخ، رجح تركماني ضلوع الولايات المتحدة أو روسيا في هذه العملية المرفوضة، قائلا إن “الوحدات تلقت الدعم من هاتين الدولتين”.
وبشأن احتمال حصول الوحدات على هذه الصواريخ من السوق السوداء، رد تركماني قائلا: “معلوم أن تفكك الاتحاد السوفياتي نجم عنه انتشار تجارة هذه الصواريخ بطريقة غير شرعية”، واستدرك قائلا: “لكن معلوم أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر على هذا السوق وهي تتحكم بكل تفاصيله”.
وأشار في هذا الإطار إلى فشل كل جهود المعارضة السورية في الاستحواذ على مثل هذا السلاح منذ اندلاع الثورة السورية، رغم تعرض مناطقهم للدمار الواسع، مرجعا ذلك الفشل إلى الفيتو الأمريكي على وصول الصواريخ المضادة للطائرات إلى الأراضي السورية، وذلك للحفاظ على التوازنات.
وبالبناء على ذلك لم يستبعد تركماني ظهور مثل هذه الصواريخ في مناطق سورية أخرى، من دون أن يوضح أكثر.
وفي رواية أخرى، أشارت وسائل إعلام محلية إلى استخدام “حزب العمال الكردستاني” لمثل هذه الصواريخ في مواجهاته السابقة مع الجيش التركي، معتبرة أنه “من الطبيعي أن يزود الحزب فرعه السوري بمثل هذه الصواريخ”.
يذكر أن “ب ي د” الارهابي نفت امتلاكها لمثل هذه الصواريخ، وذلك ردا على أنباء تناقلتها مصادر إعلامية محلية حول تسليم الولايات المتحدة دفعات من هذه الصواريخ إلى عفرين، وذلك قبيل انطلاق عملية “غصن الزيتون” بأيام قليلة.