تمّ القبض على صالح مسلم في براغ، وهو قيادي في الجناح السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابيّة، أي في تنظيم بي يي دي ويعتبر من الأسامي البارزة في العمليات الإرهابية التي تتمّ في دولة تركيا، وهو المسؤول أيضًا عن الاعتداءات الإرهابية في تركيا ومجازر شمال سوريا وعن عمليات التهجير القسري في المنطقة المعنية. ولا شك أنّ موضوع اعتقاله بعد فترة قصيرة من قرار تركيا بإعلان مسلم ضمن “النشرة الحمراء” يلفت الانتباه.
ومما لا شك فيه أيضًا هو أن يتم القبض على صاحب أعلى رتبة في تنظيمي بي كا كا وبي يي دي في الحدود الأوربية في وقت تستمر فيه عملية عفرين بكل قوة، وفي وقت تتطور فيه عمليات المقاومة التركية الموجهة ضد مخططات أمريكا حول محاصرة بلدنا من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط عبر “القناة الإرهابية” التي تشكل عن طريق تنظيمي البي كا كا والبي يي دي.
هو مجرد إرهابي يجب تسليمه
تم القبض عليه ويجب تسليمه إلى تركيا حالًا، لأنه مسؤول عن المجازر المدنية وهو مجرم بحق تركيا وسوريا، كما أن القبض على مسلم في وقت تستمر فيه عملية عفرين سيشكل تحطم نفسي في تنظيمي بي كا كا وبي يي دي.
بالنسبة لنا هو مجرد إرهابي ولا يهمنا ماذا يعني هو بالنسبة إلى أمريكا وأوربا وما هي درجته بالنسبة إليهم داخل تنظيم بي كا كا ، لأنه مجرد مجرم من تنظيم بي كا كا قام بتلطيخ المنطقة بالدماء وهو على مقعده في جبل قنديل لذا فهو مجرد إرهابي عنصري، وهو مسؤول عن دماء شعبنا وشعب سوريا.
ترحيل أوجالان وصالح مسلم وما الذي سيحدث بعد الآن؟
منذ ترحيل أوجالان من كينيا إلى هذه اللحظة لم يتم القبض على شخصية مثل هذه لذا فإن القبض على اسم كهذا من حدود أوربا هو أمر هام جدًا. وسوف نتابع ما سيحدث بعد الآن ولن نفرح من الآن، لأن هناك خطوات قادمة يجب أن تتم وسوف نفتش ما وراء القبض عليه ونرى ما إن سيتم التعاون مع تركيا أم لا.
لا ندري قد يقولون أنه “حدث خطأ ما” في لحظة نقول فيها نحن ” قبضوا على صالح مسلم وهذا دليل على أن الدول الأوربية هي ضد إرهاب بي كا كا”.
وإن حدث عكس ذلك وقاموا بتسليمنا صالح مسلم وتطورت الأحداث كما نأمل وبدأنا نقبض على الأسامي التالية، واتخذت دول الاتحاد الأوربي موقفًا صارمًا ضد التنظيمات الإرهابية وبدأت العمليات الأوربية ضد التنظيمات التي غرّقت بلادنا بالدماء فهذا يعني أن الحالة الاستثنائية قد بدأت.
بصريح العبارة نحن لا نستطيع أن نثق بأوربا في هذا الموضوع!
في الحقيقة نحن نعلم جيدًا أنه لا يمكننا أن نقاوم الإرهاب بالتعاون مع الدول الأوربية ولم يتبق لدينا ولو ذرة من الثقة بالدول الأوربية حول هذا الموضوع، لأننا نعلم جيدًا أنه لا يمكن مشاركتهم في مقاومة الإرهاب مهما يكن ونعلم أنهم السبب الأساسي في ألم تركيا لأننا عشنا ذلك لعدة مرات، ولأنهم قاموا باستبزازنا بكرت الإرهاب لعدة مرات، ولأنهم دعموا كل من اعتدى على تركيا لعدة مرات.
لقد قاموا بحماية منظمة غولن الإرهابية وأعطوا حق اللجوء لقياديين هذه المنظمة، وشكلوا مصدر التمويل لتنظيم البي كا كا كما أنهم كانوا درعًا سياسيًا لتنظيم البي كا كا، ولم يجدوا حرجًا بدعمهم طالما “يعتدون على تركيا”، وكافة سلطات الدولة وإعلامها والنخبة الثقافية اتحدث ضد تركيا، ولقد قاموا بحماية التنظيمات والأشخاص المسؤولون عن المجازر المدنية.
واليوم نرى أن كافة الأشخاص والتنظيمات المعادية لدولة تركيا يتجولون في أوربا، ولن يتعاونوا مع تركيا أبدًا رغم أننا قدمنا لهم ملفاتهم الإجرامية وأثبتنا ذلك لهم عبر كل ما تضمنته الاتفاقيات الثنائية والدولية .
يجب أن تعلم أوربا وأمريكا هذه النقطة: سنأخذ ذلك الكرت من أيديكم..
على أوربا ألا تنسى أن كافة الدول التي لم تتعاون مع تركيا ضد الإرهاب سوف ترى قادمًا مدى الخطأ التي تقع فيه، وكل من قام بتمويل المصائب ضد تركيا سيواجه غدًا مصائبًا أضخم ستقع فوق رأسه.
لا شك أن تركيا سوف تزدهر وتجتاز هذه المحن وسوف تحرق كرت الإرهاب ولو كان بين يدي أوربا وسوف تتغلب على تلك التنظيمات وتلك الشخصيات فردًا فردًا، واليوم كل من لا يهتم بمحالفة تركيا سوف يبحث عن هذه الصداقة كثيرًا في لحظة انتصار تركيا وانقلاب خريطة القوى الدولية.
على أمريكا أن تعلم جيدًا أن كافة مخططاتها حول مشاركة الـ بي كا كا في سبيل تشكيل “جبهة تركيا” سوف تنقلب ضدها وتضيع المنطقة بأكملها من أيديها، وسوف تستوعب قريبًا أن هذه المخططات لا يمكن أن تتم عبر تنظيمات إرهابية عابرة أو دول سقطت قوتها، لذا سوف تضطر إلى دفع ثمن تضييعها لفرصة محالفة تركيا.
يجب أن تعلم أوربا وأمريكا هذه النقطة: سنأخذ ذلك الكرت من أيديكم..
على أوربا ألا تنسى أن كافة الدول التي لم تتعاون مع تركيا ضد الإرهاب سوف ترى قادمًا مدى الخطأ التي تقع فيه، وكل من قام بتمويل المصائب ضد تركيا سيواجه غدًا مصائبًا أضخم ستقع فوق رأسه.
لا شك أن تركيا سوف تزدهر وتجتاز هذه المحن وسوف تحرق كرت الإرهاب ولو كان بين يدي أوربا وسوف تتغلب على تلك التنظيمات وتلك الشخصيات فردًا فردًا، واليوم كل من لا يهتم بمحالفة تركيا سوف يبحث عن هذه الصداقة كثيرًا في لحظة انتصار تركيا وانقلاب خريطة القوى الدولية.
على أمريكا أن تعلم جيدًا أن كافة مخططاتها حول مشاركة الـ بي كا كا في سبيل تشكيل “جبهة تركيا” سوف تنقلب ضدها وتضيع المنطقة بأكملها من أيديها، وسوف تستوعب قريبًا أن هذه المخططات لا يمكن أن تتم عبر تنظيمات إرهابية عابرة أو دول سقطت قوتها، لذا سوف تضطر إلى دفع ثمن تضييعها لفرصة محالفة تركيا.
يجب تصفية كافة الكادر القيادي لنحصل على النتيجة
لا شك أن صالح مسلم هو مجرد اسم صغير في ملف ضخم من المجرمين، وليس كثير الأهمية، ولكن عملية القبض عليه عملية هامة من الناحية الشكلية، ولكن هناك حقيقة وهي أنه لن نغلق هذا الملف قبل أن نستلمه، ومع ذلك فإن تصرف جمهورية التشيك لن يُنسى، وهذه العملية تعني الكثير وأهمها هو حدوث نقص في عدد أسماء المجرمين في القائمة.
ولن تنتهي تركيا من هذه المقاومة قبل أن تصفي كافة القياديين في تنظيمي البي كا كا والبي يي دي، وتركيا اليوم تصرف مقاومة صارمة في الداخل وفي سوريا وفي العراق ضد عناصر التنظيم، لأن هذه المقاومة هي مقاومة وطنية، وجزء من تلك المقاومة هي ضد أوربا.
ها هي المقاومة التي بدأت بعفرين وسوف تستمر في منبج وفي كل شبر من شرق الفرات ولن نتراجع عن هذه المقاومة رغمًا عن أمريكا وعن أوربا وسوف نحقق هدفنا.
كرت الإرهاب الذي بأيديكم سيذهب سدى وصداقة تركيا أمر هام لأجل مصلحتكم!
لأننا نحن لن نقاوم الإرهاب فحسب، لأننا نقاوم من أجل تركيا ومن أجل المنطقة بأكملها ولم نعد نهتم بما تقوله أمريكا وأوربا سرًا، ونحن نقاوم بأنفسنا ونتخذ قراراتنا وفقًا لقناعاتنا، وثباتنا هذا لا يمكنكم هزه لأن هذه هي مسيرة تاريخية.
سوف تستمر هذه المسيرة سواء أن تعاونت أوربا معنا أم لا، وسواء أن شاركتنا أمريكا ضد الإرهاب أم لا، لذا فإن كل من وقف مع تركيا في هذه المرحلة وتعاون معها هو من سيكسب ثقتها وصداقتها.
ننصح ألمانيا والدول الأوربية أن تكف عن تحيزاتها ولا تقع ضحية لأفق الشخصيات الهامشية، ونطلب منها أن تتعاون مع تركيا ضد تنظيم الـ بي كا كا، واعلموا أنه لا أحد منكم يصفّي صفحته التاريخية لأنه لا يوجد لديكم أي شيء تفتخروا به بل إنكم تدعمون التنظيمات الإرهابية، واعلموا أن هذا الكرت الذي بين يديكم هو كرت الإرهاب فمهما استفدتم منه حتمًا أنه سينحرق بين أيدكم، لذا راجعوا التاريخ وتأملوا هذه المنطقة وسترون هذا الواقع بأعينكم.
سيمحق تواجد الإرهابيين في بلدة قنديل وسوف تُبخّر كافة تلك السيناريوهات
سنقضي على الإرهابيين في قنديل إن شئتم أو أبيتم، وسوف يتم تصفية كل عنصر إرهابي تمرد بعملياته الإرهابية طيلة عشرات السنين، وكافة سيناريوهاتهم المعتمدة على تنظيمي بي كا كا وبي يي دي سوف تُبخّر، وهذا ستفعله تركيا، وفي تلك اللحظة لن تستطيعوا فعل أي شيء سوى مشاهدة منطقتنا عن بعد وبأيدٍ فارغة.
وسوف يرى عناصر تنظيم بي كا كا وكافة الإرهابيين بأنهم مجرد أداة تم استعمالهم من قبل الغرب ولن يكون لهم أي مساحة في الخريطة الجديدة للمنطقة، وفي تلك اللحظة سيكتشون بأنفسهم بأنهم مجرد أدوات تمت الاستفادة منهم ثم رميهم، ومن يعلم قد لا يستطيعون في تلك اللحظة إنقاذ حتى أعناقهم.
الكفاح مستمرّ دون أن يتقيّد بالحدود الجغرافية، وننتظر مفاجآت جديدة
تركيا صارمة في موضوع عفرين ومنبج ومابعدها شرقًا بدرجة صرامتها في تسليم رؤساء تنظيمي بي كا كا وبي يي دي الإرهابيّ، وعلى تركيا أن تتحرّك دون أن تتقيّد بالحدود الجغرافية.
وهذا ما سيحدث..
يجب أن تكون حادثة صالح مسلم البداية، بداية تصفية كوادر تنظيم بي كا كا وبداية اكتشاف أوربا حول عدم وجود جدوى في بحثها عن الكروت الإرهابية، لذا يجب أن تبدأ مرحلة جديدة ، وعلى أوربا ألا تسمح لنفسها بأن تكون ضحية لمؤامرات أمريكا وإسرائيل الخطيرة.
وعليها أن تعلم أنه لم يعد هناك كرت يسمى بـ “كرت الإرهاب” وأنّه كلّ من استعمله سيخوض في محاسبة ومواجهة دولية، وعليهم أن يوقنوا بأنهم حينما يحاولون تغيير خريطتنا فهناك خريطة عالمية تتغير، ولا أحد يعلم ما تخفيه تلك التغييرات من مفاجآت لكثير من الدول.
لا شك أنّ اعتقال صالح مسلم خاصة أثناء التقدّم الذي تحرزه قواتنا على خط عفرين ومنبج؛ كان مفاجأة كبيرة. ونأمل أن يتم تسليمه وأن تكون هذه المرحلة فاتحة خير، ولكن إن حصل ذلك أو إن لم يحصل فنحن سوف نبقى مستمرين في مسيرتنا.
ابراهيم كراجوال – يني شفق