طفلة عمرها 11 عاماً تغضب السعوديين.. ماذا فعلت؟

“حرام استغلال الطفولة البريئة وتشويهها”، بعبارات من هذا القبيل شنَّ عشرات النشطاء السعوديين هجوماً لاذعاً على أبناء جلدتهم، الذين “يستغلون أطفالهم في الظهور على الشبكات الاجتماعية لأغراض إعلانية وللتربح من خلفهم”، على حد تعبيرهم.

آخر هؤلاء الأطفال، الذي فجَّر موجةً واسعةً من الجدل، هي الطفلة لجين حسن ذات الـ11 عاماً، إذ غرَّد مجموعة من النشطاء حول ظهورها وتقديمها إعلانات لطبيبة تجميل ومنتجات تجميلية، بشكلٍ اعتبروه “يمثلّ انتهاكاً لبراءتها”، متقدمين ببلاغات للعديد من الجهات السعودية الرسمية.

https://twitter.com/f_alabdulkarim/status/966741209657077762

 

من جانبها، تفاعلت هيئة الغذاء والدواء السعودية مع بلاغات النشطاء، فغرَّدت عبر تويتر، تعليقاً على أحد الفيديوهات، متوعِّدة عائلة الطفلة لجين بملاحقتها، بعد ظهور طفلتهم في إعلان وصفته الهيئة بالمخالف.

 

وعلى إثر الضجة التي أثارها الفيديو، انقسم السعوديون على تويتر في رأيهم حول انتشار ظهور الأطفال في الشبكات الاجتماعية، بين من يراهم أطفالاً موهوبين ومن حقهم وحق أهلهم تنمية مواهبهم في الإلقاء والتقديم، ومواكبة حركة التكنولوجيا العصرية المتطورة، وبين من يراها جريمة وانتهاكاً لبراءة الأطفال، يُعاقب عليها القانون.

https://twitter.com/hhhu0uhhh/status/966747080197885953

https://twitter.com/Naif_0106/status/966812033692946433

 

مَن هي الطفلة لجين؟

تتحفظ الطفلة لجين حسن عن ذكر اسم عائلتها، وتكتفي باسمها الأول واسم والدها “حسن”، وذلك ربما مهابةً للمجتمع السعودي القبلي المحافظ، وخوفاً من أن تتعرض أسرتها لضغوط من قبيلتها إذا ما ظهر اسم عائلتها.

وبدأت الطفلة لجين، التي يطلق عليها متابعوها “أم رموش” في استخدام الشبكات الاجتماعية، وتحديداً سناب شات منذ كان عمرها 6 سنوات، أي قبل 5 سنوات، وذلك عندما كانت تشاهد والدتها وبعض قريباتها يستخدمن هواتفهن المحمولة ويصورن وينشرن مشاركاتهن.

أحبت الطفلة الفكرة وجرَّبتها، إلى أن نشرت أحد المقاطع باستخدام “الروج الأحمر”، لينتشر الفيديو ويحقق شهرةً شجَّعتها على الاستمرار، لتنتقل لاحقاً للحديث عن المكياج والتجميل بشكلٍ خاص، بحسب ما صرَّحت به لبرنامج “ياهلا” المذاع على قناة “خليجية” في لقاءٍ نهاية عام 2017.

وحول ما إذا كانت عائلتها تضغط عليها للظهور والتصوير، أشارت الطفلة السعودية التي تدرس اليوم في الصف الخامس الابتدائي، أنها سعيدة باستخدام سناب شات وإنستغرام، وأنها أحبت ذلك من نفسها، ولاقت تشجيعاً وترحيباً من أسرتها، مشيرة في الوقت ذاته إلى تعرُّضها لحملة “شتم وقذف” كبيرة في بداية ظهورها، بالإضافة للكثير من الردود الإيجابية التي فضّلت أن تركز عليها وتتجاهل الشتائم.

حقوق الإنسان تحذر.. والأسرة تدعم

الأمين العام للجمعية الوطنية السعودية لحقوق الإنسان، خالد الفاخري، قال في تصريحاتٍ سابقة في برنامج “يا هلا” المذاع على قناة MBC، إن “نظام حماية الطفل من الاستغلال وجعله أداة للتَّكسب المادي كما تفعل بعض الأسر، من استغلال الطفل في الإعلانات وغيرها، يعتبر نوعاً من أنواع الإيذاء”.

وأضاف الفاخري: “يجب على الأهل إن كان الطفل موهوباً أن يقوموا بتنمية موهبته وليس كبتها، ولا بد من توافق هذه التنمية مع 3 محاور أساسية، وهي أن تكون صحة الطفل مناسبةً، وألا تكون هناك آثار سلبية على أخلاقه أو صحته أو تحصيله العلمي لهذه التنمية، منوهاً أنه لا يجوز ما يتم من تصوير بعض الأطفال في أوقات متأخرة من الليل، أو في أماكن تضم أناساً أخلاقياتهم سيئة”.

وأكد أن الشبكات الاجتماعية أدت في بعض الأحيان إلى اكتساب الأطفال سلوكيات سلبية، محملاً الأهل مسؤولية أي تأثير على سلوك الأطفال، من ناحية الصحة أو التعليم، تحت طائلة مُساءَلة ولي الأمر.

الطفلة لجين تقوم بالإعلانات منذ عدة أشهر، والفاخري لم ير في إعلاناتها السابقة علاوةً عن الإعلان الأخير المثير للجدل -الذي جرّمته هيئة الغذاء والدواء- أيَّ مخالفة، وذلك عندما سأل والدها عن دراستها ووضعها الصحي ومحيطها داخل الأسرة، إلا ان الوالد أكد أن ابنته متفوقة، وتنشر تحت رقابة والدتها، ولا تتأخر في السهر ليلاً.

من جانبه، أوضح حسن، والد الطفلة لجين، أن أسرتها راضية كل الرضا عن المحتوى الذي تنشره طفلته، وأن الأسرة لا تسمح لها بالوصول إلى التعليقات السلبية التي تأتي على منشوراتها، وذلك لإبعادها عن كل شيء ممكن أن يؤثر بشكل سلبي في شخصيتها، ويقومون بتجاهل السلبيات ويركزون على الإيجابيات، ويقدمون لها الدعم النفسي والتشجيع النفسي اللازم للنجاح في هذا المجال، متوقعاً أن يكون لها مستقبل باهر.

وأشار إلى أن المحتوى الذي تنشره هو “محتوى أطفال، أغانٍ ومكياج” مبدياً استغرابه من الضجة التي أُثيرت حول ابنته، بدلاً من دعمها والأطفال أمثالها، نافياً أن يكون هناك أي محاولة لإشراكها في إعلانات تجارية، أو تشجيعها بهدف الاستغلال المادي.

لجين ليست الأولى

الطفلة لجين ليست أول الأطفال الذين يدخلون عالم النجومية في الشبكات الاجتماعية، فمن البحرينية حلا الترك صاحبة القصة الشهيرة، التي اشتهرت بعد مشاركتها ببرنامج Arab Got Talent في طفولتها، لتصبح بعدها شابة لها جمهورها الكبير.

وانتقد جمهورها قبل عدة أشهر ظهورها بشكلٍ بدا أكبر من عمرها.

 

وكذلك الطفل القطري ناصر بخيت الأبهق، الذي حظيت مقاطعه بانتشار واسع نظراً لصغر سنه وفصاحتها الكبيرة وموهبته في إلقاء الشعر، أثار أيضاً موجة جدل بعد إلقائه الشعر أمام أحد شيوخ الخليج، الذي قدَّم للطفل سيارة ليكزس هدية.

واستضافت قناة العربية، في أبريل/نيسان 2017، الطفل ناصر، حيث روى جانباً من قصته.

ومن الأطفال الذين اكتسبوا شهرةً واسعةً في الشبكات الاجتماعية، وأثاروا ضجة واسعة في الوقت الأخير، الطفل السعودي يزن بن زايد، حيث أثار جماله وملامحه العربية الأصيلة ضجة واسعة، بعد نشرها من قبل والدته.

 

وظهر الطفل مؤخراً في برنامج “صباح العربية” ويبدو النوم على وجهه، فضلاً عن حديثه الغاضب مع مرافقيه الذين كانوا على ما يبدو يدفعونه للتفاعل مع مقدمي البرنامج دون حراكٍ منه، حيث لم يتحدث إلا قليلاً، وبعض إجاباته كانت على غير المتوقع وغير ما يشتهي مقدمو البرنامج.

فعندما سأله المذيع هل أنت مبسوط؟ أجاب لا.

ويبقى ظهور الأطفال في الشبكات الاجتماعية محل جدلٍ كبير، بسبب حداثته النسبية، بعد أن تحولت هذه المواقع لجزء رئيسي من حياة ملايين البشر حول العالم.

وكانت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية أكدت مراقبة ما ينشر في الشبكات الاجتماعية من فيديوهات للأطفال، منوهة باستدعاء العشرات من أولياء أمور الأطفال عبر الجهات الأمنية، وتوجيه إنذارات لهم، وأخذ تعهدات خطية عليهم بشأن الحفاظ على أطفالهم، وكان من بين الذين تم استدعاؤهم والد الطفلة لجين.

 

 

هاف بوست

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.