زيارة أردوغان إلى مالي.. تعزيز للعلاقات السياسية والاقتصادية

تهدف زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي يجريها إلى مالي، في إطار جولته الإفريقية، إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية المشتركة، فيما وصفها مسؤولون ماليون بأنها “حدث تاريخي مهم”.

وبهذا الخصوص، قال وزير تشجيع الاستثمارات والقطاع الخاص في مالي، مايترة بابر جانو، إن بلاده تمتلك إمكانيات مهمة بالنسبة للمستثمرين الأتراك، لا سيما في مجالات الزراعة والطاقة والرعاية الصحية.

وأضاف أن هذه القطاعات تنتظر استثمارات مهمة في إطار مشاريع التنمية التي تعتزم الحكومة القيام بها، حيث تضع الحكومة تطوير القطاع الصناعي وإنتاج الطاقة ضمن أولوياتنا.

وأشار جانو، أن دولة مالي سعيدة بزيارة الرئيس أردوغان، وأن حكومتها تتوقع توقيع اتفاقات حول حماية الاستثمارات المشتركة وتشجيعها خلال الزيارة.

من جهته، أعرب سفير مالي لدى أنقرة إبراهيم سوماري، عن سعادته بالزيارة التي يجريها أردوغان إلى بلاده الخميس، في إطار جولته إلى دول غرب إفريقيا، لا سيما وأنه يرأس الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي.

وقال السفير بهذا الخصوص، “زيارة هذا القائد إلى بلدنا شرف عظيم بالنسبة لنا. بعد فوزه (أردوغان) بالانتخابات في بلده فتح أبواب التعاون مع إفريقيا”، فيما وصف الزيارة بأنها “حدث تاريخي مهم بالنسبة لنا”.

وأضاف “لقد فتحت الدولة العثمانية من قبل ذراعيها، وقدمت الكثير من أجل تنمية إفريقيا. وأردوغان هو الرئيس الأقرب إلينا”.

كما لفت سوماري إلى الإمكانات الاقتصادية التي تمتلكها مالي، واستعدادها للتعاون مع تركيا العضو الذي يمتلك قوة اقتصادية ضخمة ضمن مجموعة العشرين.

من جانبه، قال رئيس مجلس الأعمال التركي – المالي، فاتح ألتونباش، “هناك الكثير من المواد يتم تصدير من تركيا إلى مالي، وخاصة المواد ذات المتعلقة بالبناء والطاقة، فضلاً عن صادرات في مجال الصناعات الدفاعية”.

وأشار إلى وجود مساحات قاحلة كبيرة وأراضي مروية في مالي، لافتا إلى إمكانية استئجارها وزراعتها من قبل المستثمرين.

وأوضح ألتونباش، أن مالي تمتلك قطنا ذا جودة عالية، مشيراً إلى إمكانية أن يشتري قطاع النسيج التركي القطن من مالي، وإمكانية الاستثمار في قطاع القطن في تلك البلد، وتصدير الغزول منها.

كما ذكر أن مالي تشهد عجزاً في الكهرباء بكمية 600 ميغاوات، وأنها تنتظر مستثمرين لسد هذا العجز، لافتاً إلى إمكانية تنفيذ استثمارات في مجال الطاقة المتجددة.

وبخصوص قطاع الثروة الحيوانية في مالي، قال “رغم تقدم هذا القطاع، إلا أنه لا توجد مسالخ، لذا فإن قطاعي المسالخ ودباغة الجلود مجالين خصبين يمكن الاستثمار فيهما”.

وتوقع “ألتونتاش” أن تسهم زيارة رئيس بلاده إلى مالي، في رفع حجم التبادل التجاري بينهما، معرباً عن أمله في بلوغ الهدف الذي حدده أردوغان بنصف مليار دولار.

وأشار إلى إمكانية الاستفادة من الفرصة التي تتيحها الروابط الدينية والتاريخية بين تركيا ومالي، مشددا على ضرورة استغلال هذه الميزة والتقدم على الشرق الأقصى وأوروبا من الناحية التجارية.

من جهته، شدّد رئيس غرفة التجارة والصناعة في مالي، مامادو سيلا ديت بابا، على أن “تركيا قادمة ليست من أجل استعمار موارد إفريقيا، وإنما لإضفاء قيمة إضافية لها”.

واستذكر رئيس غرفة التجارة المالي، تصريحات سابقة لوزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، التي قال فيها “سنسير معا ونربح معا”.

وأضاف “هذه هي رؤيتنا المشتركة، وهناك مواضيع للمناقشة، وفرص كبيرة يمكننا القيام بها معا”.

وبحسب بيانات معهد الإحصاء التركي، فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين حقق زيادة في السنوات العشرة الأخيرة بنسة 742 أضعاف.

وأوضحت بيانات المعهد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2008 كان 8 ملايين دولار، في حين بلغ خلال العام المنصرم 82.1 مليون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.