يعتمد الجيش التركي في عملياته ضد الإرهاب، وآخرها عملية “غصن الزيتون” في منطقة عفرين ضد تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” و “داعش”، بنسبة كبيرة على الأسلحة الحديثة محلية الصنع، سواء كانت جوية أو برية.
وحسب معلومات جمعها مراسل الأناضول، فإن الجيش التركي الذي يعد ثاني أكبر جيش في صفوف حلف شمالي الأطلسي “ناتو”، ازداد قوة بفضل الأسلحة المحلية التي أضافها خلال السنوات الأخيرة إلى ترسانته الدفاعية، والتي ساهمت في زيادة فاعلية العمليات التي يجريها ضد الإرهاب، داخل وخارج البلاد.
وتستخدم قوات الأمن التركية في هذا الإطار، طائرات بدون طيار محلية الصنع منذ عام 2015، إذ تلعب دورا فعالا في مهام المراقبة والاستطلاع، وتحديد الأهداف.
كما تتميز هذه الطائرات بخاصية القضاء على الأهداف الثابتة والمتحركة، بفضل الأسلحة الذكية الصغيرة التي تتضمنها، ويتم إنتاج نحو 96 بالمئة من هذه الطائرات محليا.
ويشارك هذا النوع من الطائرات بشكل كثيف في عملية غصن الزيتون، إذ تساهم في تحديد أهداف الإرهابيين، في حين تتولى المقاتلات التركية أو الطائرات الاستطلاعية المسلحة المحلية أيضا، مهمة القضاء على تلك الأهداف من بعدها.
وتؤدي الطائرات المحلية بدون طيار، دورا فعالا أيضا في حماية الحدود التركية.
كما تستخدم القوات التركية، وسائل جوية مجهزة بخاصية الرؤية الليلية، لمراقبة الأنفاق التي يحفرها الإرهابيين، أهمها طائرات من طراز “عصفور”، وطائرات الـ “درون”.
** مروحيات أتاك
تعتبر مروحيات أتاك تي 129 القتالية (ATAK) المزودة بأنظمة إلكترونية وسلاحية محلية الصنع من أهم وسائل القوات المسلحة التركية في محاربة الإرهاب.
إذ تقوم هذه المروحيات بتدمير مواقع الإرهابيين، بعد تحديدها الدقيق للأهداف بواسطة نظامها الليزري.
كما تُعد صواريخ جيريت “Cirit” التي صُممت بخبرات المهندسين الأتراك، من أهم أسلحة الجش، إذ تتمتع بحساسية عالية تجاه أهداف العربات المدرعة الخفيفة الثابتة منها والمتحركة، فضلا عن كونها صاحبة أطول مدى بين الصواريخ من نفس الطراز، وإمكانية استخدامها على مروحيات أتاك.
وتتميز “جيريت” المُبتكرة من قِبل شركة روكيتسان التركية، بكونها أول صواريخ مروحية ليزرية موجهة، كما تعتبر العتاد الرئيسي لمروحيات أتاك المحلية، فضلا عن إمكانية استخدامها بواسطة الطائرات بدون طيار، والعربات البرية، والمنصات الثابتة، والطائرات الهجومية الخفيفة، والمنصات البحرية.
** مدافع العاصفة.. حماة الحدود
تلعب مدافع العاصفة (Fırtına) دورا فعالا في العمليات العسكرية ضمن إطار محاربة الإرهاب، وآخرها عملية غصن الزيتون المستمرة ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة عفرين شمالي سوريا.
ويمكن لهذه المدافع المطورة من قِبل مهندسين أتراك، إطلاق القذائف من مكان مرتفع ومنخفض على حد سواء، كما أنها مزودة بنظام تحكم للرمي الأوتوماتيكي ونظام لتعبئة القذائف.
وأهم ما يميز هذه المدافع خاصية إطلاقها 3 قذائف متتالية من زوايا مختلفة وإصابتها الهدف في آن واحد، ما يجعلها تأخذ دور 3 مدافع في نفس الوقت.
وتبلغ السرعة القصوى لمدافع العاصفة 65 كيلو مترا في الساعة، ويمكنها تسلق المرتفعات بزاوية ميل قدرها 60 بالمئة، إلى جانب قدرتها على تجاوز العوائق التي يصل ارتفاعها حتى 3 أمتار، وقدرتها على السير في المياه بعمق 1.5 مترا، فضلا عن إطلاقها 6 قذائف في الدقيقة.
كما يستخدم الجيش التركي في عملية غصن الزيتون، منظومة راجمات صواريخ متعددة السبطانات “جنرا /T-122 ÇNRA”، والتي تتميز بالقدرة على أداء مهامها ليلا ونهارا وفي كافة الأحوال الجوية والظروف الأرضية، إذ توفر تغطية نارية كثيفة للقوات التركية خلال تقدمها في ريف منطقة عفرين.
** الأنظمة الموجهة ليزريا
تساهم الأنظمة المحلية الصنع المدمجة مع طائرات إف 16 التابعة للقوات المسلحة التركية، في تنفيذ إصابات دقيقة على أهداف الإرهابيين ضمن عملية غصن الزيتون، وضد تنظيم بي كا كا الانفصالي.
ومن أهمها الأنظمة الموجهة بالليزر (LGK)، حيث تقويم بتحويل القذائف العادية المدرجة تحت جناح الطائرة إلى قذائف ذكية تحقق نسبة إصابة تامة للأهداف 100 بالمئة.
** مشروع بندقية المشاة الوطنية
تجري البندقية الوطنية (MPT-76) مهامها بدقة كبيرة في كافة الأحوال الجوية والظروف الأرضية، ويتم استخدامها في عملية غصن الزيتون من قِبل عناصر القوات الخاصة التركية.
وتتميز هذه البندقية محلية الصنع بأنها الوحيدة التي نجحت في 42 اختبارا ضمن إطار معايير حلف الناتو، وقد بدأ إنتاجها التسلسلي.
وبلغ عدد البنادق الوطنية التي استلمها الجيش التركي إلى الآن حوالي 5 آلاف بندقية، ومن المخطط أن يصل عددها في عام 2026 إلى نحو 250 ألف بندقية.
** بورا 12.. أول قنّاصة محلية
تشارك وحدات القنّاصين الأتراك في عملية غصن الزيتون بعدة أسلحة أبرزها من طراز “بورا 12” التي تعتبر أول قنّاصة تركية محلية الصنع.
وتلفت قنّاصة “بورا 12” الأنظار بخصائصها الفريدة، إذ يبلغ عيارها 7.62 ملليمترا، ويصل مداها الفعال حتى 800 متر، ويصل وزنها بدون مخزن وإضافات 6.5 كيلو غرامات، وسعة مخزنها 10 طلقات.
كما تتميز بإمكانية ضبطها حسب المستخدم، ويمكن كذلك تركيب منظار ونظام رؤية ليلي أو ليزر عليها.
** العربات المدرعة المحلية
يشارك الجيش التركي في عملية غصن الزيتون بعرباته المدرعة القتالية وناقلات الجنود محلية الصنع.
وتحمل ناقلة الجنود المدرعة اسم “القنفذ/ Kirpi” حيث تتمتع بهيكل مقوى، للحماية من خطر الصواريخ والألغام، وتساهم بذلك في إيصال الجنود إلى أرض المعركة خلف الحدود في منطقة عفرين بشكل آمن.
أما العربات المدرعة القتالية فتحمل اسم “أجدر يالتشين/ Ejder Yalçın”، بميزة الدفع الرباعي، وتتمتع بمستوى حماية عالية مقارنة مع نظيراتها، كما يمكنها السير في كافة أنواع التضاريس الأرضية بما فيها الوعرة.
وتتسع المدرعة لـ 11 شخصا، ويبلغ وزنها 14 طنا، ولها القدرة على حمل 4 أطنان إضافية، وتبلغ سرعتها القصوى 120 كلم/ ساعة.
** جرافات “طوسون” والتحكم عن بعد
بدأت القوات المسلحة التركية استخدام جرافات “طوسون” محلية الصنع، والتي يتم قيادتها بالتحكم عن بعد، بالتزامن مع بدءها عملية غصن الزيتون.
وتأتي طوسون في الصفوف الأمامية بالعملية لدورها الكبير في تجاوز الحواجز والأنفاق، كما تتمتع بنظام حماية عالية ضد الألغام.
وتتقدم جرافة “بوسات” محلية الصنع أيضا الصفوف الأمامية في غصن الزيتون، بفضل تصميمها الخاص وفقا لمتغيرات ظروف الحرب، حيث تقوم بمهام الاستكشاف والمراقبة والتدخل المسلح، وتتميز بهيكلها المقاوم وسرعتها الكبيرة، ولها القدرة على نقل 4 أشخاص.
** نسبة الأسلحة المحلية
تبلغ نسبة الأسلحة والمعدات المحلية المستخدمة في عملية غصن الزيتون حوالي 75 بالمئة.
تتولى مؤسسة الصناعات الميكانيكية والكيميائية تأمين معظم احتياجات الجيش والقوى الأمنية من الأسلحة والذخائر والصواريخ والمواد المتفجرة، ويصل عدد منتجاتها من أنواع الصناعات الدفاعية أكثر من ألف نوع.
وفي وقت سابق، أشار رئيس الوزراء بن علي يلدريم أن نسبة الأسلحة والمعدات المحلية المشاركة في عملية غصن الزيتون من إنتاج مؤسسة الصناعات الميكانيكية والكيميائية.
الاناضول