تسعى الجمعية الدولية لطب الأطفال (IPA)، للاستفادة من التجربة التركية في رعايتها للأطفال السوريين اللاجئين على أراضيها، بهدف تطبيقها في مساعدة أطفال مسلمي الروهنغيا في بنغلاديش.
جاء ذلك على لسان رئيس الجمعية الدولية لطب الأطفال، إرول ألدن، في مقابلة أجراها مع الأناضول.
وقال ألدن، إن الجمعية تعتبر أكبر هيئة دولية مسؤولة عن الرعاية الصحية للأطفال بفضل أعضائها الذين يبلغ عددهم أكثر من مليون حول العالم، وأنها أجرت الكثير من المشاريع المشتركة مع الدول والحكومات في هذا الإطار.
وأضاف أن معدلات الأطفال حول العالم وصلت إلى أعلى مستويات لها منذ الحرب العالمية الثانية (عام 1939)، وأن الأطفال دون الـ15 عاما يشكلون 60 بالمئة من إجمالي أعداد اللاجئين حول العالم.
وأكد ألدن، أن الجمعية تهدف لتأمين حياة أفضل للأطفال، قائلا “إن لم نركز على الأطفال اليوم، لن يكون بوسعنا رسم مستقبلهم، وجعلهم مواطنين فعالين ومنتجين عندما يكبرون”.
وبخصوص زيارته إلى تركيا، أشار رئيس الجمعية، إلى أنه سيجري لقاءات مع نائب رئيس الوزراء رجب أقداغ، وعدد من ممثلي المؤسسات الحكومية.
وأشاد ألدن، بأداء الحكومة التركية تجاه اللاجئين، واصفا خدماتها بالرائعة، إذ أصبحت أعمالها بشأن الأطفال اللاجئين تشكل بعضا من معايير الرعاية الطبية.
وأردف “نتابع بتقدير كبير إجراءات الحكومة تجاه الأطفال، فبالنظر إلى الأطفال السوريين اللاجئين، نرى أنها تقدم لهم اللقاحات، وتقوي مناعتهم، إلى جانب برامج الدعم النفسي، والخدمات التعليمية”.
ولفت أن “هذه الإجراءات تشكل نموذجا للرعاية الطبية للأطفال، ما يجعلنا نرجح التعاون مع تركيا، ونريد تنفيذ مشاريع مشتركة مع الحكومة التركية بخصوص رعاية الأطفال الروهنغيا اللاجئين في بنغلاديش”.
وشدد على أن الجمعية تهدف لنقل التجارب التركية إلى بنغلاديش، مضيفا “سنعمل على إنشاء أفضل نظام لحماية أطفال الروهنغيا، بالتعاون مع الحكومة ومنظمة طب الأطفال البنغاليتين”.
وأشار إلى أنه زار تركيا منذ فترة لبحث سبل التعاون معها، وأضاف “إنها زيارتنا الثانية إلى تركيا بهدف مواصلة التعاون معها، إذ تعتبر الجمعية الدولية لطب الأطفال أكبر هيئة دولية ناشطة في هذا المجال، كما أن الحكومة التركية حققت نجاحا كبيرا في رعاية أطفال اللاجئين”.
وأوضح “لهذا السبب، نعتقد أن اجتماع الجانبين سيفضي إلى إيجاد أفضل المعايير الخاصة بالرعاية الطبية للأطفال، كما أن منظمة طب الأطفال البنغالية تنتظر الدعم منا، إذ سنتعاون معها لإيصال كافة خدماتنا إلى الأطفال اللاجئين هناك”.
بدوره، أعلن الرئيس التنفيذي للجمعية، البروفيسور ويليام كينان، أنهم يعطون الأولوية لمساعدة الأطفال المهجرين من ديارهم هربا من الأخطار الكبرى، مثل تسونامي في اليابان، والزلازل في الفلبين ونيبال، ومناطق الحروب.
وأشار إلى أن الجمعية ستتقاسم مع تركيا خبراتها وتجاربها في رعاية الأطفال اللاجئين، مضيفا “إن أطفال مسلمي الروهنغيا يحملون قيمة عالية للغاية بالنسبة لنا، لأن الأطفال يشكلون مستقبلنا”.
ولفت كينان إلى أن الجمعية تدعم برامج المساعدة في تلك المنطقة، حيث تقدم بعض الخدمات للأطفال مثل برامج اللقاحات، والأغذية، فضلا عن برامج الرعاية النفسية والحسية.
وأكد على أن “الجمعية تتمتع بالقدرة الكافية لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال، واتخاذ عدد من الخطوات التي ستساهم في جعلهم أشخاصا جيدين في المستقبل”.
من جانبه، أفاد مسؤول العلاقات الخارجية في الجمعية، كرم حسن أوغلو، أن (IPA) تجري عددا من البرامج الوقائية حول العالم، أهمها، تخليص الأطفال في الصين من الإدمان التكنولوجي، ومكافحة استغلال الأطفال في تايلند، وحماية الأطفال من المخدرات في أمريكا اللاتينية.
ولفت إلى أن صراع البقاء على قيد الحياة يبرز لدى الأطفال في الشرق الأوسط، بدرجة أكبر من حاجتهم إلى الرعاية الطبية.
وأكد على أن مستوى الخدمات التي تقدمها تركيا للأطفال اللاجئين على أراضيها، يجعل منها دولة رائدة في هذا المجال.
الاناضول