نفى سايمون فيشر مدير عام منظمة ” أنقذ قلب الطفل” الإسرائيلية، الأحد، الأنباء التي ترددت بشكل واسع خلال اليومين الماضيين عن دعم قدمته دولة قطر لمنظمته بزعم السعي لمساعدة الأطفال المصابين بأمراض القلب ودعمهم.
وأشار فيشر في تصريح خاص لـ” TRT العربية” إلى أن الخبر المذكور انتشر على لسان شخص يدعى ” شيمون دافيد”، الذي أكد أنّه ليس عضوا في المنظمة ويعد شخصا مجهول الهوية بالنسبة له.
وكانت صفحة على موقع التواصل ” تويتر” تحمل اسم ” شيمون دافيد” أوردت خبرًا مفاده أن دولة قطر تبرعت بـ5 ملايين دولار لمنظمة ” أنقذ قلب الطفل” الإسرائيلية، وهو الخبر الذي انتشر بشكل واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي العربية، إلى جانب شاشات تلفزة ووسائل إعلام مختلفة.
” شيمون دافيد” صاحب الصفحة المجهولة كتب تغريدته تلك باللغة العربية، والإنجليزية، والعبرية، مدعيا بأنّه سفير للمنظمة في 3 دول حول العالم وأنّه رئيس الجمعية القانونية لحماية الطفل.
TRT العربية، سعت إلى كشف الحقائق من خلف التغريدة المذكورة والبحث في مدى مصداقيتها في أعقاب انتشار الخبر، حيث اتضحت معالم التزوير الأولى عند قراءة التغريدة التي كتبت بلغة “عبرية” ركيكة للغاية، ما يشي إلى أنّ كاتبها ليس إسرائيليًا.
إلى جانب ذلك، تواصلت TRT مع مدير عام المنظمة سايمون فيشر الذي تحدث عبر الهاتف من تل أبيب، ولفت إلى أنّه كُلف بمنصبه هذا منذ سبتمبر عام 2000 وأنه لم يسمع مطلقا باسم ” شيمون دافيد”.
ونفى فيشر حصول منظمته على أي دعم من قطر، ” على الرغم من أننا نقدم الدعم للأطفال العرب والمسلمين والنصارى إلى جانب اليهود إلا أننا لم نحصل على أي دعم من أي دولة عربية”.
واستغرب مدير عام المنظمة الإسرائيلية انتشار خبر قال إنه لا يمت للواقع بصلة حول منظمته، مؤكدا في الوقت ذاته أن المنظمة تعمل في دول كثيرة حول العالم، وأن المدعو ” شيمون دافيد” ليس ممثلا لها في أي دولة، ولا يشغل أي منصب يذكر، ” لم أسمع بهذا الاسم من ذي قبل”.
ولمزيد من الاستيضاح، تواصل TRT العربية هاتفيا مع الإعلامي الإسرائيلي شمعون أران، الذي كان أوّل من كذّب الخبر المذكور في تغريدة نشرها على صفحته الرسمية في موقع ” تويتر”، وأشار من خلالها إلى أنّه تواصل مع سايمون فيشر بشكل شخصي لاستيضاح الحقيقية، وهو ما ثبت بعده أن الخبر يجانب الصواب، وأن الغرض منه هو تشويه الحقائق، وفق تعبيره.
الإعلامي أران، أكد في تصريحه أن صاحب الحساب الذي يحمل اسم ” شيمون دافيد” حاول التواصل معه، ” لكنني أدركت منذ المحادثة الأولى أن الرجل ليس إسرائيليًا، لأنه يراسلني بلغة عبرية ركيكة جدا، بل كان يستعين بترجمة موقع ” جوجل” من أجل التواصل معي”.
وأشار الإعلامي الإسرائيلي إلى أن الحساب يبدو مزورًا وحديث العهد، وأن الغاية منه ” هي بث أخبار كاذبة تربك المشهد لصالح جهات لا أعرفها”.
ولم ينف شمعون أران أن دولة قطر استضافت فرقا رياضية إسرائيلية سابقًا، ولفت إلى أنه لا يسعى إلى تجميل وجه دولة قطر، ” لو أردت تجميلها لنفيت أنها استضافت فريقا رياضيا إسرائيليًا، لكن كل ما أقوم به هو ممارسة دورة كإعلامي في كشف الحقائق وسبر أغوار الأحداث “.
يشار إلى أن حساب “تويتر” الذي يحمل اسم ” شيمون دافيد” قد افتتح حديثا، حيث يبدو واضحا أن الصفحة قد افتتحت لغاية نشر الخبر المذكور عن دولة قطر وإثارة البلبلة حولها.
trt