كُشف النقاب عن تفاصيل البطولة والتضحية التي قدمها القادة العسكريون عقب الهجوم الذي استشهد به 8 جنود في كلتبه. وعندما نفدت ذخيرة 100 جندي، استخدم قائد الكتيبة النقيب ح.ش. آخر مخزن ذخيرة مخبرا مقر القيادة بقوله “هذا آخر ما لدينا من ذخيرة يا قائد. أريد أن نستشهد بقنابل قواتنا الجوية لا برصاص الخونة. اقصفوا موقعنا!”. فخاطرت المقاتلات الجوية وقضت على مجموعة من 500 إرهابي من عناصر بي كا كا.
لقد قدم قادة الجيش التركي في كلتبه، التي استشهد بها 8 من جنودنا خلال عملية غصن الزيتون في عفرين السورية، نموذجا جديدا من “روح تشاناق قلعة” أنقذ حياة عشرات الجنود الآخرين؛ إذ كان ميدان المعركة مسرحا لنجاح منقطع النظر سيسجله تاريخ الحروب العالمي. وقد استغل المئات من العناصر الإرهابية المنتمية إلى بي كا كا/ب ي د كون الجو يوم الثلاثاء 27 فبراير باردا وغائما ونصبت فخا لوحدات الجاندرما التركية وهاجموها عبر أنفاق لم تكتشف حتى الآن.
الاستعداد للمواجهة
كاننت وحداتنا العسكرية تتعرف حديثا إلى المنطقة التي يعرفها الإرهابيون جيدا. وقد دار قتال عنيف بين الجانب استمر لساعات في ظروف مناخية صعبة ووحل كثيف، ما جعل تقديم الدعم العسكري للقوات التركية مستحيلا. وعندما نفدت ذخيرة أفراد الكوماندو الذين تعرضوا لإطلاق نار شديد من قبل الإرهابيين، ما زاد من مدة الصراع، بدأوا باستخدام حِراب بنادقهم والاشتباك مع الإرهابيين وجها لوجه.
اقصفونا لنستشهد!
وقد قدم الجنود الأتراك نموذجا جديدا من نماذج البطولة والشجاعة التاريخية حتى لا يسمحوا للإرهابيين بالسيطرة على التلة وتدميرهم، وذلك بعدما استحضروا روح ما أمر به مؤسس الجمهورية كمال أتاتورك جنوده قبل أكثر من مائة عام في معركة تشاناق قلعة عندما قال “أنا لا آمركم بالهجوم، بل آمركم بالموت!”. فبدأ قائد الكتيبة النقيب ح.ش. باستخدام آخر مخزن ذخيرة في بندقيته، واتصل بقائد مركز العمليات الجوية في إسكيشهير وأخبره بقوله “هذا آخر ما لدينا من ذخيرة يا قائد. فإذا كنا سنستشهد فلنستشهد بقنابل قواتنا الجوية لا برصاص الخونة. اقصفوا موقعنا!”.
قصف مكثف
وكان أقل خطأ في تنفيذ القصف الجوي على كلتبه التي انخفض فيها المسافة بين الأنصار والأعداء إلى أقل من 100 متر بمثابة خطر كبير بالنسبة يشكل خطرا كبيرا على الجنود الأتراك المتمركزين هناك. وقد طلب النقيب ح.ش. من العميد قائد القاعدة الجوية بقصف المنطقة، ليبدأ العميد التحرك آخذا على عاتقه مسؤولية كبيرة. وكانت الكتيبة التي شاركت في الاشتباك بها جنديان مكلفان بتحديد أهداف الإرهابيين باستخدام الليزر، ومن ثم قصفت مقاتلات إف-16 التي كانت تنتظر في الجو الإرهابيين بسيل من القنابل بناء على التعليمات الصادرة لها.
أصعب امتحان للطيارين
مر الطيارون الأتراك باختيار صعب كي لا تصيب قنابل مقاتلاتهم زملاءهم الجنود الموجودين داخل مساحة ضيقة، فلم تكن لديهم أدنى فرصة للحيد عن النقاط التي حددها الجنود، فأطلقوا قنابلهم بعدما حسبوا بعناية فائقة جميع العناصر التي تؤثر في وصولها إلى الهدف الذي أصيب بنسبة نجاح بلغت 100% بعد تحديد بالليزر، ليقضى على الإرهابيين دون إصابة أي جندي تركي بأذى.
يني شفق