مع احتفال نظام بشار الأسد، في 8 مارس/آذار، بالذكرى الـ55 لوصول حزب “البعث العربي الاشتراكي” للسلطة عبر انقلاب عسكري عام 1963، تجتمع قبالة الحدود الشمالية لسوريا، وتحديدا في ولاية هطاي التركية، نساء من كل أصقاع العالم من أجل إسماع العالم أنين النساء السوريات المغيبات في سجون النظام.
القافلة المكونة من عدة حافلات، وتشارك فيها آلاف النساء من 55 دولة مختلفة، ستنطلق من إسطنبول، اليوم الثلاثاء، مرورا بعدة مدن تركية لتصل إلى محطتها الأخيرة في ولاية هطاي التركية على الحدود السورية، الخميس، الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة.
وتنظم القافلة “هيئة الإغاثة الإنسانية التركية” (IHH)، وتشارك فيها من تركيا جهات عدة حكومية وأهلية، منها: رئاسة الشؤون الدينية، ونقابة المعلمين، وحركة الإنسان والحضارة، ورابطة الحقوقيين، ومنظمة أوزغور در، ووقف الأنصار، ورابطة الديمقراطية والمرأة، وحركة حقوق الإنسان والعدالة، ورابطة الأطباء الدوليين، ووقف الشباب التركي، ووقف الأقداف، ووقف المنظمات الطوعية التركية، ورابطة المنظمات الأهلية في الدول الإسلامية.
وفي حديث للأناضول، تعتقد المحامية “غولدن سونماز، نائب رئيس حركة حقوق الإنسان والعدالة في تركيا (إحدى الجهات المشاركة في القافلة)، أن عدد النساء اللاتي اعتقلن في السجون السورية يبلغ 13 ألفا و581، وأنّ 6 آلاف و736 منهن ما زلن حاليا في السجون.
وقالت: “قسم من النساء اعتقلن، وهن حوامل، ومنهن من حملت داخل السجون بعد تعرضها لاعتداء جنسي”.
وأشارت إلى تعرض النساء المعتقلات في سجون نظام الأسد إلى مختلف صنوف التعذيب؛ كالصعق بالكهرباء، والتعليق من الأرجل، والرش بالمياه الباردة، والتجريد من الملابس، والضرب، والاعتداء الجنسي أمام الآباء والأبناء.
واستنكرت سونمار عدم اتخاذ أي خطوات على الصعيدين الدولي والمجتمعات المدنية لمنع وقوع مثل هذه الاعتداءات بحق نساء سوريا.
وأضافت: “جريمة الاعتداء الجنسي على النساء من أشد الجرائم وحشية، لكنها تقع في سوريا ولا يتم بحثها على الصعيد الدولي ولا حتى على مستوى منظمة التعاون الإسلامي، وكأن النساء المعتقلات في سجون النظام السوري فقدن الحياة”.
وأعربت المحامية التركية عن غضبها الشديد من الصمت المطبق حيال أوضاع النساء في سجون النظام السوري، ولهذا أطلقنا على قافلتنا اسم “قافلة الضمير”؛ “علنا نحرك ضمير المسلمين وغير المسلمين”.
وكشف سونماز عن لقائها بأكثر من 100 سورية قضت فترات من الاعتقال في سجون الأسد.
وقالت: “استمعت لقصص مرعبة جدا حدثت داخل سجون النظام السوري. نعلم أن ما يقرب من ألف معتقلة انتحرن بعد خروجهن من السجن”.
وأضافت: “إحدى المعتقلات عمرها 23 عاما، وقضت في السجن عامين ونصف العام، روت لي بأنها لا تعلم عدد الذين اعتدوا عليها جنسيا، وقالت: نحن لا نعني لأحد شيئا، فلا صوت يعلو من أجلنا”.
وأردفت: “هذه القافلة هي صرخة النساء السوريات، نريد أن يعلو صوتنا في 8 آذار، نريد لصوتنا أن يكون قويا بما فيه الكفاية ليهدّ جدران سجون النساء، نريد الحرية للمعتقلات؛ لأنه لا يمكن لإنسان لديه ضمير أن يبقى صامتا على هذا الوضع، وإن بقينا صامتين يعني أننا فقدنا إنسانيتا”.
وأوضحت سونماز أنها أرسلت رسائل للعديد من رؤساء العالم، ومنهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل العمل على إطلاق سراح النساء المعتقلات في سجون النظام السوري.
وبينت أن “قافلة الضمير” ستضم ناشطات من جنوب إفريقيا وماليزيا وتشيلي وإثيوبيا والبوسنة ورواندا وفلسطين والعراق والشيشان وغيرها من الدول، وتتلقى دعم أكثر من 450 منظمة مجتمع مدني.
وأضافت في هذا الصدد: “أرسلنا رسائل إلى كافة أنحاء العالم، أول ردٍ جاء إلينا كان من نساء سربرنيتسا في البوسنة والهرسك؛ لأنهن يعلمن جيدا ما تعاني منه النساء السوريات في السجون”.
وبينت سونماز أنّ 4 حافلات نساء ستأتي من البوسنة والهرسك للمشاركة في القافلة دون الاكتراث بالبرد والثلج الذي يضرب أوروبا حاليا.
وأوضحت أنّ 100 حافلة على الأقل ستتجه نحو هطاي، وستحمل أكثر من 5 آلاف امرأة من حقوقيات وصحفيات وطبيبات، وسيجتمعن في هطاي.
وبينت أنّ وفدا من القافلة سيعقد مؤتمرا صحفيا في 6 آذار/مارس في ميدان “يني قابي” بمدينة إسطنبول، وسيعقد وفد أيضا من القافلة لقاءات مع المسؤولين في العاصمة التركية أنقرة، على أنّ يكون الاجتماع في الساعة 11.00 صباحا بساحة معرض هطاي.
ولفتت إلى أن نساء “قافلة الضمير” سيرتدين وشاحا مطرزا يرمز للقافلة وللنساء المعتقلات في سجون النظام السوري.
الاناضول